ذكرت مصادر قضائية مصرية اليوم الثلاثاء أنّ محكمة جنايات الإسكندرية أرجأت النظر في قضية مقتل الشاب خالد سعيد التي يُتهم فيها شرطيان بتعذيب الشاب حتى الموت. وقالت المصادر: إنّ المحكمة برئاسة المستشار موسى النحراوي قررت تأجيل نظر القضية إلى 25 سبتمبر المقبل. وتوفي سعيد (28 عامًا) بعد القبض عليه من قبل الشرطيين محمود صلاح وعوض إسماعيل في يونيو، بمدينة الإسكندرية الساحلية. وخارج محكمة جنايات الإسكندرية التي تنظر القضية، وقف مئات النشطاء مرددين هتافات مناوئة للحكومة، كما وقف في مواجهتهم عشرات المؤيدين للشرطة بينهم أقارب للمتهمين. وهتف النشطاء: "خالد شمس وصرخة جيل خالد دمه موج النيل"، وحملوا لافتات سوداء عليها صور سعيد، كما حملوا صورًا له كتبت عليها عبارة "إسفكسيا الطوارئ"، في إشارة إلى حالة الطوارئ السارية في مصر منذ عام 1981، التي تجيز الاعتقال بسبب الاشتباه كما تجيز الاحتجاز دون محاكمة لفترات يمكن أن تطول. في المقابل، حمل مؤيدو الشرطة لافتات كتب على إحداها "أفراد الشرطة من أبناء الشعب". كما حملوا لافتة كتبت عليها عبارة "لا للعملاء أفيقوا يا شعب"، ما أثار النشطاء وجعلهم يتوجهون إلى مؤيدي الشرطة بهتافات مناوئة. وقالت منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان وسياسيون معارضون: إن الشرطيين ضرباه حتى الموت، لكن تقريرين للطب الشرعي أيدتهما النيابة العامة قائلة: إنه مات ب"إسفكسيا الاختناق" بعد أن بلع لفافة بها مخدر البانجو، خشية ضبطها معه، فيما أشارت النيابة العامة في قرار إحالة الشرطيين للمحاكمة إلى أنهما ضرباه واتجها للقبض عليه دون إذن من النيابة أو قرار من قاضٍ بحسب ما يقضي القانون. وكان تقرير أعدّه خبراء دوليون في الطب الشرعي قد استبعد إمكانية وفاة الشاب المصري خالد سعيد بالاختناق "الإسفكسيا" في ظل القصور والنقص وعدم الانسجام بين تقريري التشريح للجثة الرسميين. وأوضح الخبراء أن مراجعة التقارير الطبية، التي صدرت من قبل السلطات المصرية بشأن أسباب وفاة خالد وأرجعت أسباب الوفاة إلى ابتلاعه لفافة من مخدر "البانجو" واتهمت أسرته الشرطة بقتله، أن أوجه القصور والنقص وعدم الانسجام بين تقريري التشريح لجثة خالد يجعل من المستحيل الوصول إلى أي نتائج مؤكدة بشأن الظروف المحيطة بوفاته وسبب الوفاة. وأكّد التقرير، الذي تلقاه مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، أن التشخيص المفترض للوفاة نتيجة الإسفيكسيا لا يجد ما يدعمه بالدرجة الكافية في المعلومات المقدمة، بالإضافة إلى المظاهر التي شابت الجثة مثل الزرقة والاحتقان. ولفت التقرير إلى غياب صورة للبلعوم الحلقي وبداخله لفافة البانجو التي يقال: إن خالد سعيد ابتلعها، مضيفًا "أنه من الواضح أن هذه الإصابات قد نتجت عن عنف ينسجم تمامًا مع الشجار أو التصارع أو الرفس، الخ". وأبدى التقرير استغرابه من عدم إجراء فحوص بالأشعة السينية على الجمجمة والقلب، التي كان من الممكن أن تظهر وجود كسور أو شروخ بالجمجمة لم تظهر في الفحص الظاهري بالعين المجردة.