خلال دورة الانعقاد الأخيرة لاتحاد علماء المسلمين في اسطنبول ناشد زعيم العراق الوطني الكبير الشيخ حارث الضاري الاتحاد القيام بمسئولياته ودعم المشروع الوطني العراقي الذي اتحدت عليه فصائل رئيسية للمقاومة العراقية , ولقد أثار الشيخ حارث قضية مهمة وخطيرة أصابت العلماء والمثقفين ونخبة الرأي العام في المنطقة العربية وأفاد المشروع ألاحتلالي ببعده التدميري منها بدأً بسفك دم إنسان العراق من حرب الاحتلال الأولى في 2003 وما أعقبها من حروب فرعية أثيرت بأسم الطائفية وبأسم الصراع على العملية السياسية , وأضحت ضريبتها تؤخذ من أمن إنسان العراق وصحته ولحمته الوطنية وأثبتت التجارب المُرّة واحدةً بعد الأُخرى بأن كل تجديدات العملية السياسية وأطرافها فشلت بل فاقمت من أوضاع العراق وأعطت تبريرات متتالية لمزيد من المآسي وفرقّت الصف الوطني , وقدّم المشروع الوطني العراقي الذي تقوده هيئة علماء المسلمين بأدلة الصبر والتضحية والثبات موقف التوازن الصلب الذي حمى فرص مشروع إنقاذ العراق واستقلاله ورفضه الدخول في حمم البركان الطائفي وحافظ على دقّة الموقف من رفض وإدانة كل ما يمّس الدم العراقي المدني ببيانات متتالية ومواقف وفتاوى معلنة مع الدفاع المشروع والواجب للمهمة الرسالية للمقاومة الوطنية العراقية التي حافظت على مصالح الوحدة العراقية وطبقّت منهاج الحرب الدقيق لمدرسة الإسلام الشرعية ومنهاجها السُنّي المعتدل , ولولا استخدام أطراف إقليمية ودولية ميليشيات وجماعات عنف كرسّت الانقسام وسعت لإحراق الأرض أمام المشروع الوطني للمقاومة لكانت بشائر النصر والاستقرار الوطني اقرب من أي وقت مضى . لكن المؤامرة على العراق كانت أضخم من كل التوقعات والتحالف الدولي الإقليمي الذي تحدّث عنه افخيدام ريختر وزير الأمن الداخلي الصهيوني وشرحه للدور المركزي لتل أبيب أبان بأن ذلك البرنامج العالمي الذي سُلّط على العراق بأنه اخطر حرب بعد الحرب العالمية ليس لاحتلاله وحسب بل لإعادة مسحه أرضاً وإنساناً وصياغة خريطة المشرق العربي من خلاله والتي كانت نبرة الرئيس جورج بوش فوق المدمرة الأمريكية في الخليج تردد صداه وتتنبأ عن رؤاه المستقبلية للخطى التالية في المشروع , من هنا يجب أن نُركّز المشهد بجلاء مذكّرين بحجم ما قدمته المقاومة العراقية من هزيمة نسختي هذا المشروع وتأمين السلم الأهلي العربي وحدود ما تبقّى من استقلال واستقرار المنطقة , كل ذلك بفداءٍ عراقيٍ كبير لا يُمكن لأي مراقب أن يُشير إلى قوة أخرى واجهت هذا المشروع كما واجهه العراق المقاوم . وان دعوة الشيخ حارث تعيد التذكير بحجم التقصير الكبير الذي وقع فيه عدد من العلماء والمفكرين وقادة الرأي وهو صدودهم عن العراق وصمتهم عن مؤازرة هذا المشروع الوطني العراقي وهم يعلمون ماذا كان سيَحِلُّ بالمشرق العربي فضلاً عن ما أصاب العراق وخُطّط لمستقبله من دمار وسقوط لأبجديات الاستقرار التي من خلالها لن يتمكن العلماء والمثقفين والدعاة والمصلحين السياسيين والاجتماعيين في المنطقة من الاستمرار في دورهم لولا كتيبة الفداء العراقي , ولقد قصّر العلماء أيضاً بالصمت عن جرائم بعض مجموعات القاعدة التي ثبت اختراق بعضها وكان من المهم أن يُساند علماء الأمة موقف المقاومة الإسلامية الوطنية العراقية التي أعلنت معاناتها ومعاناة الشعب من هذه المجموعات التي استدرجت جموعا من الشباب للتفجير في المدنيين السنة والشيعة وعمّقت الأزمة والكارثة أمام المشروع الوطني العراقي في صمت وتخاذل وتواري من العلماء وقادة الرأي . ولقد تعمّق الموقف المؤذي لمشاعر العراقيين بخطأ بعض العلماء و المثقفين في الدفاع والاعتذار عن المشاركة الإيرانية السيئة والمركزية في دعم وتهيئة كل الكوارث التي سعى لتحقيقها المحتل وكان المرجو أن يصدر هذا الموقف من شخصيات عديدة كموقف مستقل عن واشنطن والنظام الرسمي العربي وعن النفوذ الإيراني داخل أوساط المثقفين العرب ولذا كانت صيحة الشيخ الضاري أمام تسخيري في المؤتمر تذكيراً بجريمة طهران الكبرى وقوله له...حين تباكى على الوحدة : انتم من أشعل الحرب الطائفية في العراق ...واليوم وقد برزت التصريحات والاعترافات من أطراف عديدة من الشيعة العرب سواءً من الصادقين من أول الطريق في الجنوب وفي بغداد أو من النفعيين الحريصين على مصالحهم كلهم أدوا شهادة لكي يقرأها أولئك المثقفين العرب الذي طعنوا في ظهر العراق وغمزاً من مقاومته ومن مشروعه الوطني وقائده الكبير الحارث الضاري فليستمعوا ما أبانت به تلك الشخصيات بأنفسهم عن دور طهران المركزي , إننا نؤكّد ونُجدد ونُساند دعوة زعيم العراق الكبير بان تقوم كل شخصيات ومؤسسات الأمة وأولهم العلماء بالدور الواجب وبمساندة الجهة الشرعية الرئيسية لمشروع تحرير ووحدة العراق وسلامته وسلامة من ورائه بصوت واضح مسموع وبعمل شعبي ذاتي وضاغط على الرسمي لتكريس هذا المشروع ودعم هذه القيادة قيادة الإنقاذ في ساحات الرأي العام والتوحد العربي الإسلامي هذا هو الحد الأدنى من موقف الدعم الواجب , ومن يعتقد بأن الأوطان وحماية الإنسان والأمم ورسالتها التبشيرية واستقرارها الاجتماعي يتحقق بحملة علاقات عامة وتربيت على الكتف فليقرأ التاريخ جيدا شمال الأرض وجنوبه ويعرف سنن الله في كونه ...ثم إذا تبينت له الحقيقة فليتدارك كرامته بالمساهمة في إنقاذ العراق....رعاك الله يا عراق المجد وأغناك عن ذوي القربى ما أوجع طعناتهم ياسيدي .