السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختي أميمة أنا زوجة منذ 12 عامًا، أحب زوجي جدًا وأتمنى رضاه، وهو أيضًا يحبني كثيرًا وأنا أعلم ذلك،عشنا معًا أسعد سنوات العمر وأيسرها رزقًا، ولكن شاء الله ألا يرزقنا بأبناء، والحق أن زوجي أنفق الآلاف من الأموال على علاجي لكن دون جدوى، حيث إن سبب عدم الإنجاب من طرفي، وكثيرًا ما كان زوجي يحدثني عن اشتياقه وتمنيه للأطفال دون قصد منه أن يجرحني، ورغم أني كنت أتألم لكن حبي له ينسيني ذلك الألم، فأنا دائمًا ما كنت أضحي من أجله حتى بوظيفتي المرموقة التي تركتها من أجله لرعايته فترة مرضه الطويلة ولكن كان برضاء نفس مني لشدة حبي له.. وخلال العامين الماضيين قد ترك عمله وضاق بنا الرزق فاضطر للسفر والعمل بإحدى الدول، وبعد سفره بمدة أرسل لي وأخبرني أنه قد تزوج وأن زوجته معه هناك وأنها حملت منه، ولكي أختاه أن تتخيلي مدى صدمتي وانهياري بعد هذا الخبر، وزوجي للحق حاول أن يحتوي صدمتي وغضبى ويراضيني كثيرًا لكني لم أقدر على النسيان، وهو حاليًا أرسل لي حتى أسافر له استضافة لعدة أشهر، وأنا أرفض تمامًا.. أختي أنا في حيرة من أمري طلبت الطلاق ورفض، فكيف أجعله إما يطلقني أو يطلقها؟؟ ماذا أفعل فأنا لا أحتمل هذا الوضع؟ (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حبيبتي الغالية.. أعلم مدى صدمتك وقهرك بعد زواج زوجك الفاضل من أخرى، وخاصةً في ظل حبكما الكبير لبعضكما.. ولكن دعيني أحادثك بهدوء وبمنطقية.. أنتِ تقرين بأنه يحبك وأن زواجكما مدته 12 عامًا من الحب والسعادة، وأن الله تعالى لم يرزقكما بأطفال، ورغم حب زوجك الكبير للأطفال وتمنيه أن يكون أبًا يومًا ما، إلا أنه لم يتزوج طوال هذه السنوات مع محاولات كثيرة لعلاجك، فإن كنتِ بالفعل تحبينه كثيرًا كما تقولين، فعليكِ حبيبتي أن تتمني له السعادة والخير، فهو كأي إنسان يتمنى أن تكون له ذرية وأبناء، وإلا يصبح حبك له هو حب تملك ومجرد أنانية، فليس من العدل والإنصاف يا أختي أن يصبر عليكِ كل هذه السنوات وأنتِ تعلمين أنه يحبك ويراعي مشاعرك، وفي الوقت نفسه أنتِ تستكثرين عليه أن يفرح بطفل يتمناه، فكان أولى بكِ أنت أن تقدّمين إليه هذه المبادرة وكان سوف يحمله لكِ جميل العمر.. وإن كان على تضحيتك بوظيفتك من أجل رعيته في مرضه فهذا واجب عليكِ وليس تفضلًا منكِ، فعلى الزوج والزوجة أن يضحي كل منهما في سبيل راحة وإسعاد الآخر، وهذه هي سنة الحياة حبيبتي.. أعلم أنه أمر صعب جدًا على الزوجة حتى إن لم تكن تحبه بنفس قدر حبك لزوجك، فما بالكم بمن تحبه لهذه الدرجة، ولكن في المقابل فإن الله تعالى قد شرع الزواج للرجل إلى 4 زوجات دون شروط كعدم الإنجاب مثلًا ولكنه رغم هذا صبر على أمل الإنجاب منكِ أنت نحو ال12 عامًا... ولذلك عليكِ أن تستبعدي نهائيًا فكرة الطلاق منه فأعتقد أن زوجك رجل فاضل ومحترم ويحاول أن يعدل بينكما لدرجة أنه أرسل إليكِ لتعيشوا مع بعضكم جميعًا، وربما حاول أن يجعل لكل منكما مكانًا للسكن هناك.. كما أنه لا يجوز لكِ أن تطلبي منه أن يطلق الأخرى فهي الآن تحمل منه طفلًا ليس له ذنبًا وهى لم تخطئ، وكما علمنا الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم: " لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تَسْأَلُ طَلاَقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قُدِّرَ لَهَا "... وأتمنى أختاه أن تتهيئين نفسيًا لتقبل ذلك الوضع الجديد الذي أحله الله تعالى.. ولتصبرين نفسك بأن تتخيلي أن زوجك مريض جدًا ويحتاج علاج مثلًا وأن هذا الوضع فيه علاجه، أو كأن تفاضلين ما بين الوضع الحالي أو وفاته وفقدانه للأبد لا قدر الله، وأن تكونين دائمًا على يقين بأن زوجك لم يتزوج من أخرى، لأنه يبغضك أو فضلها عليكِ ولكنه تزوج سعيًا ليصبح أبًا وعليكِ أن تباركين له حلمه الذي سيتحقق.. أما بالنسبة لرفضك السفر إليهم فهذا أمر يرجع لك أنت، فاحسبيها أولًا فإن وجدتي نفسك لن تتحملين العيش معهما بهذا الوضع، فاعتذري له عن السفر وانتظري عودته عندك.. وأعتقد أنه سيوافق لأنه يتمنى رضاكِ... وأتمنى أن تعاملين الله في زوجته كأخت لكِ، فعندما يكون فعلك كله لله ستطمئن نفسك وستشعرين بالرضا والحب لكل من حولك، ولا تصغين أبدًا للكلمات الخبيثة من المحيطين ولا تهتمي لها ولا تنساقين وراء وساوس شيطان رجيم يريد إفساد حياتك عليكِ. ........................................................................... تنويه مهم للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع, من جريدة المصريون الورقية, لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة, ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بي ثم يرسلها لي عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية, لنشرها في صفحة باب "افتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق".. أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "افتح قلبك"، فسوف تنشر مشكلاتكم تباعًا بها.. كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الاجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الاتصال برقم ( 2394) .