تتبارى – هذه الايام- وسائط الاعلام بكافة اشكالها (المكتوبه – المدونه – المتلفزه ) بأستلهام الافكار الشوفينيه chauvinism والتى تعنى إلباس الناس ثوب الغرور الوطنى والتعالى والحض على النظر بدونيه للدول الاخرى (الدول الغربيهوالولاياتالمتحده وقطر ) مستخدمتا فى ذلك اساليب وسياسات ديماجوجيه Demagoguery وتعنى اتباع سياسات تملق الشعب بإلهاب حماسه بشعارات رنانه زائفه جوفاء ليكون فى حاله من النرجسيه وتضخم الذات على غير الواقع كل ذلك لحملهم على الانحياز الى جانب الثوريين الجدد و معاداة تلك الدول بسبب موقفها من الاحداث المصريه الاخيره التى اعقبت الاحتشاد الجماهيرى للحركات الشعبيه "كفايه" و" تمرد" وما يطلق عليه "جبهة الانقاذ " فى 30 يونيو الماضى التى إنحاز اليها الجيش بعد ان وجد ان من مصلحة الوطن السير على خريطه مستقبل توافقية جديده للعبور من الازمه الخانقه التى يعانى منها الناس . وقد يقول قائل ان مواقف تلك الدول تنبع من مصالحها أو يقول آخر انها تنبع من ثقافة الحكم عندهم ، غير ان تلك المواقف الملتبسه اصبحت تضغط بشده على المسؤلين الجدد ليسرعوا فى نهو خريطة الطريق واستحقاقاتها للتحول الى الحكم الديمقراطى باسرع ما يمكن وذلك سبيلا الى الاندماج مع دول العالم الحر . اما ما تقوم به تلك الوسائط الاعلاميه من سلوك خطر يخل بالمصالح العليا للوطن فيجب ان يتنبه المسؤلين لذلك ويقوموا بتصحيح المسار. ومن تلك الدعاوى دفع الفريق السيسى لاتخاذ مواقف متشدده مع الغرب وامريكا وتشبيهه بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر او اغرائه بان ينال المكانه التى كان يحتلها عبد الناصر فى قلوب المصريين وفى ذلك ظلم للاول وللدوله على حد سواء .فعلى الرغم من حبنا التقليدى لشخص الراحل عبد الناصر إلا ان كثيرون من الساسه والاقتصاديون المخضرمين يروا ان مصر فترة حكم عبدالناصر قد تأخرت كثير ودللوا على ذلك بمقارنه حال البلد ايام الملكيه (قبيل ان يحكمها) وحالها قبيل ان يرحل عنها الى مولاه ،فأيام الملكيه كانت المشكله فى سوء توزيع الثروة بين الاغنياء والفقراء وايام ان رحل عنها كانت المشكله فناء الثروه عن الفقراء والاغنياء ،وايام الملكيه كانت خريطة مصر تشمل مصر والسودان و حتى تخوم دولة اثيوبيا وايام ان رحل عنها كانت خريطة مصر يقتطع منها سيناء عقب هزيمة عام 1967 ويقتطع ايضا السودان الذى انفصل عنه جنوبه ومهدد ان ينفصل عنه ايضا -بعد ذلك –غَْربُه (ولاية دارفور ) بسبب سياسات حكامه الرعناء وتولدت دوله اخرى معاديه لكل من مصر والسودان هى دولة جنوب السودان وابتعدت بذلك تخومنا كثيرا عن حدود دولة اثيوبيا مصدر مياه النيل شريان الحياه لاجيالنا ومن ثم ضعف تأثيرنا عليها واختل الاتزان الاستراتيجى ايًما اختلال ،حيث اصبحت اثيوبيا (وبمساعده اسرائيليه )على وشك ان تتحكم فى مصيرنا وحياتنا على وجه الارض ،وفى فتره عبد الناصر شهدت مصر لاول مره بيع شطرا من ثروتها من معدن الذهب لكى تشترى القمح لتاكل وهى الدوله الزراعيه بعد ان كانت سلة طعام العالم جله بل وكانت تطعم الجيوش البريطانيه اثناء الحرب العالميه الثانيه بالاجل حيث كانت تداين بريطانيا بحوالى مئتان وخمسون مليون جنيه استرلينى . وايام الملكيه كانت مصر دائنه لدول العالم وايام ان رحل عنها كانت مدينه . وقد تطول المقارنات ولا تنتهى الانتقادات الموضوعيه بين ايام الملكيه وفترة حكم عبد الناصر للتدليل علىى ان الزمن لا ينبغى ان يعود الى الوراء وان الليله لاينبغى لها ان تشبه البارحه ، اضف الى ذلك اختلاف الظرف الدولى بين اليوم والبارحه من النواحى السياسيه والاقتصاديه وغيرها من النواحى . نعود الى عنوان وموضوع المقال ومن امثلة الدعاوى الاعلاميه الهدامة المطروحه على الساحة الان دعوة "امنع معونه " بهدف الضغط على الحكومه لتطلب رفض المعونه الامريكيه السنويه التى تقدم لمصر،وقد تجاوزت تلك الدعاوى الحد اللائق فى التعامل مع الولاياتالمتحده فهى الدوله الاقوى اقتصاديا وعسكريا بل وسياسيا فى العالم بأسره سواء رضينا بذلك ام ابينا ، اننا هنا لا نبدى رأيا ولكن نعترف بحقيقه لا نعرفها وحدنا انما تعرفها وتقر بها جميع دول العالم قاطبه . وهى بذلك - وسائط الاعلام - تعتقد انها تتملق رجالات الحكم الحالى فى سبيل ان يرتقى افرادها السلم الوظيفى والمادى فى مواقع عملهم المهنى لذلك يتمادى افرادها فى غيهم ليصبحوا " ملكيين اكثر من الملك " فيهاجموها ويناصبوها العداء دون ان يعوا انهم بذلك يعرضوا وطنهم لعقابها ومن يكابر فىى ذلك عليه ان يعيد قراءة التاريخ القريب : لمصر عبد الناصرمع الرئيس جونسون ، وليبيا القذافى مع الرئيس ريجان، والعراق صدام مع الرئيس بوش الابن ، فعلى العقلاء ان يتعظوا من رأس الذئب الطائر، وقديما قال الشاعر العربى " اذا رأيت نيوب الليث بارزةً .. فلا تظن ان الليث يبتسم " وعلينا الان ان ننبه من يجهل او يتجاهل ان التعاون المصرى الامريكى لا يقتصر فقط على المعونه السنويه بشقيها الاقتصادى والعسكرى برغم اهميتها وانما يشمل مجالات اخرى ثقافيه و اقتصاديه تعمل على تنشيط الاقتصاد الوطنى يمكن تلخيصها فى عجالة (1) اتفاقيه الشراكه من اجل النمو الاقتصادى والتنميه عام 1944 (2) تحويل اتفاقية الشراكه الى اتفاق منطقة التجاره الحره وهذا من شأنه ان يفتح الاسواق الامركيه للصادرات المصريه بدون جمارك عام 2000 -(3) اتفاقية المناطق الصناعيه المؤهلهQIZ والتى فتحت ابواب جديده لصادرات مصر من المنسوجات والملابس الجاهزه دون جمارك ودون تحديد حصص شريطة ان يكون هناك مكون اسرائيلى لا يتجاوز 11.7% -عام 2004 "وللحديث بقيه"