شهدت جريدة "الأحرار" الأسبوع الماضي أزمة كادت تسير بالأحداث إلى نفق مظلم، إثر قيام عصام كامل، رئيس تحرير الجريدة، بالاشتباك مع محمد النادي نائب رئيس الحزب والمشرف على مطبعة جريدته بالالفاظ ووصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي. وعلى الفور أبلغ محمد النادي حلمي سالم، رئيس الحزب، فبادر سالم بدعوة المجلس الدائم لحزب الأحرار للاجتماع في مقر الجريدة لاستصدار قرار بإقالة عصام كامل من رئاسة تحرير الجريدة، وهو ما أبدى الأخير عدم اكتراثه به، وحشد مجموعة من الصحفيين الموالين له للتصدي لقرار إقالته. ولم يكتف كامل بذلك، حيث قدم مبلغ 10 آلاف جنيه لرئيس الحزب، كتبرع من الجريدة للحزب، وهو ما أدى لاحتواء الأزمة في مهدها. وكانت أنباء قد ترددت عن وقوع اختيار حلمي سالم على مختار عبد العال، الصحفي بدار التحرير، لخلافة كامل في منصب رئيس التحرير وهو ما أشعل غضب عدد من كبار الصحفيين بالجريدة والذين رفضوا بشدة تكليف صحفي من خارج الحزب برئاسة التحرير. وقد انقسم الصحفيون داخل الجريدة حيال الأزمة، ففيما رحب الصحفيون الشباب بإقالة عصام كامل من رئاسة تحرير الجريدة، تحفظ القدامى على الأمر، مطالبين باستمرار الأوضاع على حالها وإعطاء الفرصة لكامل لاستمرار مساعيه لتطوير الجريدة. وعلى هامش الأزمة، وقعت مشادة حامية بين حلمي سالم، رئيس الحزب، وطارق درويش، الصحفي بالجريدة والمتنازع مع سالم في صراع قضائي على رئاسة الحزب، حيث كال درويش انتقادات حادة لحلمي سالم وطريقة إدارته للحزب والجريدة، وهو ما حاول سالم عدم الرد عليه لعدم تصعيد الأزمة. وفي نفس الإطار، رفع طارق درويش مذكرة إلى صفوت الشريف، رئيس المجلس الأعلى للصحافة، ينتقد فيها الأوضاع المالية والمهنية داخل جريدة الأحرار، متهما حلمي سالم وعصام كامل بالمسئولية عن الانهيار المالي والمهني الذي تعاني منه طوال الفترة الماضية.