تصاعدت الضغوط بشدة على حلمي سالم رئيس حزب الأحرار بعد اتفاق غريمه طلعت السادات عضو مجلس الشعب ومحمد فريد زكريا ممثل الحزب في مجلس الشورى على إبرام تحالف بينهما لتخليص الحزب من قبضة سالم وأنصاره. وقد أنهى هذا الاتفاق قطيعة بين السادات وزكريا استمرت لعدة أعوام واستفاد منها سالم في إقناع لجنة الأحزاب بالاعتداد به. وقد اتفق الطرفان على حشد أنصارهما والاستعداد لاقتحام مقر الحزب المركزي بحي عابدين وتكرار السيناريو الذي أدخل الحزب نفقا مظلما بعد وفاة مصطفى كامل مراد وإعادة الأمور للنقطة صفر في ظل عدم دعم الدولة لموقف سالم ورفض طلب ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية. ويعتقد الكثيرون أن أيام سالم في حزب الأحرار باتت معدودة بعد أن قام الدكتور صلاح قبضايا رئيس تحرير جريدة الأحرار وعصام كامل مدير التحرير وعضو الأمانة العامة للحزب وزكريا خضر نائب رئيس تحرير الجريدة بتقديم طلب إلى رئيس المجلس الأعلى للصحافة يطالبون فيه برفع اسم سالم من على ترويسة الجريدة حيث أنه متنازع على الحزب وليس رئيسا له وهو ما اعتبره الكثيرون المسمار الأخير في نعش سالم. من جانب أخر تقدمت الصحفية جازية عبد السلام أحد المتنازعين على رئاسة الحزب بطلب إلى الجهات الرقابية والجهاز المركزي للمحاسبات لوضع ممتلكات وأموال الحزب تحت رقابتها ومنع سالم من تبديد هذه الأموال والممتلكات خصوصا أن وضعها غير قانوني منتقدة تواطؤ بعض جهات الدولة مع سالم لتعميق أزمة الحزب. ويرى طلعت السادات أحد المتنازعين على رئاسة الحزب أن استمرار سالم في رئاسة الحزب واعتداد بعض مؤسسات الدولة به يعد جريمة وسبة تورط فيها بعض مسئولي الدولة لتحقيق مصالحهم مؤكدا أنه رفع قضية ضد صفوت الشريف بصفته رئيسا للجنة الأحزاب لإنهاء هذا الوضع الشاذ. ولم ينف السادات أو يؤكد تحالفه مع زكريا مشددا على أن هذا الأمر تحت الدراسة ما دام يصب في خانة الإطاحة بسالم وزمرته الذين سيسيئون إلى الحزب وتاريخ التعددية السياسية في مصر على حد قوله . ونبه السادات إلى إمكانية قيامه وأنصاره باقتحام مقر الحزب المركزي إذا كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة لطرد حلمي سالم من الحزب.