أثار قرار محكمة ويستمنستر للطب الشرعي في لندن بأنه لا توجد شبهة قتل في حادثة وفاة الدكتور أشرف مروان صهر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ومستشار خلفه الرئيس أنور السادات، ردود فعل إسرائيلية اعتبرت استبعاد شبهة مقتله تبرئة للمخابرات الإسرائيلية "الموساد" من تهمة اغتياله. وبعنوان: "وفاة العميل المزودج لا تزال لغزا"، قالت صحيفة "معاريف" إن المزاعم والتخمينات بوقوف "الموساد" وراء اغتيال أشرف مروان رجل الأعمال المصري تم نفيها دحضها بعد ثلاثة أيام من التحقيقات حول مقتله، مضيفة أن السلطات البريطانية أعلنت صراحة عدم وجود أدلة على مقتله. وعلى مدى ثلاثة أيام استمعت المحكمة لشهادات العديد من الشهود في القضية بعد انتهاء تحريات الشرطة والتي استغرقت ثلاثة أعوام، من بينهم منى عبد الناصر ومديرة المنزل نسرين مصطفورا وبعض المساعدين لمروان، قبل النطق بالحكم في قضية أثارت حولها الكثير من الغموض والتساؤلات. ونقلت الصحيفة عن وليام دولمان قاضي التحقيق البريطاني القول إنه ليست هناك "أدلة حاسمة" تدعم المزاعم بأنه تعرض لمحاولة اغتيال، كما رفض المزاعم بأنه انتحر، وأشارت إلى أن المحكمة قررت تسجيل القضية في إطار ما يسمى ب "لائحة اتهام مفتوحة" وهو مصطلح في القضاء البريطاني يعني أن ملابسات الوفاة غامضة، وأن المحكمة لم تتمكن من التوصل إلى حكم فيها. وذكرت أن التحقيقات البريطانية كشفت عن حالة من عدم التأكد فيما يتعلق بوفاة رجل الأعمال المصري الذي انتشرت حوله مزاعم بعمالته المزدوجة لكل من مصر وإسرائيل، مؤكدة أنه بالرغم من ذلك إلا أن التحقيقات التي أجريت بلندن أوضحت أنه لم يقتل وعدم وجود أدلة حول مقتله. وأضافت، إن الملياردير المصري الذي توفي في سن ال 63 كان يعمل في تجارة السلاح، وسقط من شرفة منزله ببريطانيا في نهاية يونيو 2007، وحتى اليوم لم يعلن رسميا عن الأسباب وراء تلك الواقعة، وهل الحديث يدور عن حادثة انتحار أو تصفية، لافتة إلى أن منى عبد الناصر زوجه مروان واثقة تمام الثقة من وقوف المخابرات الإسرائيلية "الموساد" وراء اغتياله. وقالت إن وفاة مروان أدت إلى موجة من التخمينات حول مقتله والمسئولية عن وفاته، موضحة أن شاهد عيان زعم رؤيته لرجلين يحملان ملامح شرق أوسطية في شرفته بعد سقوطه منها، وأضافت أن بسبب هذه الشهادة ترددت مزاعم أخرى حول قيام المصريين والإسرائيليين بالانتقام من مروان لعمالته ل "الموساد"، كذلك تحدثت أسرته عن مسودة مذكراته التي كشف فيها أسرار أجهزة الاستخبارات بالشرق الأوسط واختفاء تلك المسودة من شقته. وكانت منى عبد الناصر، ابنة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وزوجة أشرف مروان قابلت قرار المحكمة بترحاب، وقالت إنها تشعر بالرضا عن الحكم الذي أكد عدم وجود فكرة انتحار زوجها، لكنها شددت مجددًا على عدم تراجعها عن موقفها السابق بشأن اعتقادها في قتل زوجها- في إشارة إلى اتهامها ل "الموساد"- دون أن تؤكد ما إذا كانت ستتابع مراحل جديدة في التقاضي في القضية. يذكر أنه كان قد تم العثور على جثة مروان ملقاة أمام منزله في نحو الثانية ظهر يوم السابع والعشرين من شهر يونيو عام 2007، وذلك بعد أن تردد أنه كان يعد مذكرات عن فترة حرب أكتوبر عام 1973 يكشف فيه العديد من الأسرار وقد اختفت مسودة هذه المذكرات عقب وفاته كما اختفت أدلة أخرى منها حذاؤه والفنجان الذي شرب به القهوة قبل ساعات من وفاته.