أنت إخواني... أنت ليبرالي أو علماني... أنت فلول...أنت سلفي أو جهادي إرهابي.. أنت خلية إخوانية نائمة.. أنت فسل وعميل لأمن الدولة والجيش... أنت سلبي وإمعة، هذه هي التصنيفات المطروح الآن علي الساحة المجتمعية فإلي أي صنف من الاصناف المذكورة تنتمي عزيزي القارئ؟!! لا تجيب فأنا لا انتظر منك الإجابة. كن أنت.. ولا تكن سوي ذاتك، ويجب أن تكون واعيا بأفكارك وأن تتخيرها بعناية، ويجب أيضا أن تتسم أفكارك وافعالك بالسلمية والبعد عن العنف وإنكاره علي الجميع، وسمعت قديما من قال، قل لي ماذا تقرأ .. أقول لك من انت، فماذا تقرأ الآن؟ كي اخبرك من أنت.. وأنا لن أكون إلا أنا ولن أعبر إلا عما أؤمن به من خير وحب وفكر معتدل وأراء يحكمها التفكير العلمي المنطقي والتحليل المتسم بالروية وعمق الرؤية والعقلانية...تلك الصفات التي إكتسبتها عبر زمن طويل من البحث العلمي والعمل الاكاديمي. و سواء إختلف ذلك مع قناعتك أو إتفق معها فهذا ما اؤمن به وأدافع عنه إلي آخر المدي، وأنا علي إستعداد تام لسماع وجهة نظرك ونشرها والدفاع عنها وإن إختلفت رؤيتك عن رؤيتي للأشياء...فالقيم لا تتجزأ والمبادئ ليست للبيع أو التنازل عنها جزئيا أو كليا أو بيعها في سوق النخاسة لمن يدفع. أشد ما يحزنني الآن هو إختلاط الحابل بالنايل وإختلال الميزان فمن عجائب الزمن والمضحكات المبكيات أن يصبح المذيع المعتوه هو مفجر الثورة وزعيم الأمة، ويبدو أن هناك خطأ غير مقصود أو مقصود، إذ أنه -مع كامل احترامي وإعتذاري للقارئ الكريم- زعيم أمه (اي والدته) وليس زعيم الأمة المصرية العظيمة بتاريخها والواعدة بمستقبلها إذا خلصت النوايا، وأصبح الصحفي الأفَاق هو المتحدث الرسمي بإسم الثورة المصرية وكأنه أبو الثوار وهو من أكل ويأكل وسيأكل علي كل موائد السلاطين في كل العصور وفي كافة الظروف بالداخل والخارج أيضا، وأضحي المحامي المجنون في صدارة المشهد يحاول أن يمحو كل أثر من آثار ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وأخذ يقفز علي كافة القنوات الفضائية يسب الثوار صباحا ومساء بطريقه فجة وقذرة، ويحاول بشتي الطرق وبكافة السبل أن يلبس الثوار ثوب الخيانة والعمالة والشيطنة، وليس معني أن مسار الثورة كان قد إنحرف عن الطريق الصحيح في فترة من فتراتها أن يقوم بعض الموتورين بتشويه شباب الثورة الشرفاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إنجاح الثورة. قد نتفق أو نختلف مع الاخوان فالاخوان ليسوا ملائكة يمشون علي الارض، وليس كل الاخوان شياطين أيضا، والسؤال الآن، هل أخطأ الاخوان بعدما وصلوا إلي سدة الحكم؟ نعم أخطأ الاخوان، والسبب الوحيد في عدم وصول الاخوان إلي مايبتغون هو انهم فكروا فيما لا يبتغون أكثر مما فكروا فيما يبتغون، إذن ما هو الحل تجاه هذه الأخطاء والخطايا؟ تُري أهي الإبادة والتصفية خارج إطار القانون والانسانية؟ كما يقول غلاة المتطرفين وغلمان دولة الفساد، ام الإقصاء؟ كا ينادي قطاع عريض من الناس، ام العفو والمسامحة؟ كما ينادي الطيبون من أبناء هذا الوطن، أم العودة إلي الشرعية وسدة الحكم كما يقولون هم ومن يناصروهم؟, بالطبع لا يمكن أن تتم تصفية الإخوان وإعدامهم بالكلية كما يحلم ويتمني من يتلذذون بمناظر الدماء ويكنون الكراهية لانفسهم وللأخوان أكثر من كراهيتهم لعدونا الحقيقي، وبالتأكيد لن يعود مرسي ومعه الإخوان إلي صدراة المشهد من جديد، أما ما اؤمن به أنا، هو أن في الوطن متسع للجميع إلا من لطخت ايديهم بدماء المصريين كائنا من كان أو حرضوا علي العنف وذلك بحكم قضائي ناجز وبات، وإن ضاق الوطن بنا وضاقت صدورنا بالآخر فالأسوأ قادم لا محالة، ولدولة القانون العادل أن تبسط كامل سيطرتها علي ربوع الوطن، وليس لأي كيان سري أو علني أن يكون خارج إطار المراقبة والمحاسبة وعلي رأس هذه الكيانات جماعة الاخوان كفصيل مصري ومصري فقط ولائه لمصر أولا وأخيرا. تُري إلي أي صنف يمكن أن تصنفني الأن عزيزي القارئ؟؟ هل تسمح لي أن اجيب؟ انا انتمي إلي صنف لم أذكره في مطلع المقال وهو أنني مصري فقط، أنا أؤمن بمبادئ ثورتنا التي كانت ومازالت وستظل تنادي بالعيش لكل المصريين والحرية لكل المصريين والعدالة الإجتماعية لكل المصريين والكرامة الإنسانية لكل المصريين، فهل تحققت الاهداف والمبادئ التي قامت الثورة من اجلها؟ في الفترة القادمة يجب أن نعلم موضع قدمنا قبل وضعها، إذا ليس لدينا رفاهية المحاولة والخطأ، فالخطأ في هذه المرة معناه سقوط الدولة -لا قدر الله-، وكلنا يوقن بأن مصر أكبر من الإخوان وأكبر من أي فصيل أو حزب وسيزول الإخوان وستنتهي الفصائل والاحزاب وستبقي مصر إن شاء الله رغم أنف الحاقدين والجاحدين والعاقين من أبنائها، وأعدائها.
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية د منتصر دويدار عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.