عبر الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب عن رفضه لعبارات الشجب والاستنكار ضد الجرائم الإسرائيلية المستمرة منذ ستة عقود، وقال إنه يجب على البرلمانات الوطنية أن تمارس جهدا حقيقيا لدفع حكوماتها نحو أفضل القرارات التي تساعد الشعب الفلسطيني على إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وطالب سرور في الدورة الاستثنائية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في سوريا تحت شعار "فك الحصار الإسرائيلي الجائر على غزة" بضرورة تفعيل قرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء خلال دورته غير العادية بتاريخ 2/ 6/ 2010. ويطالب القرار بضرورة تنسيق التحركات العربية مع تركيا والجهات المعنية الأخرى لرفع دعاوى أمام جهات التقاضي الوطنية والدولية المختصة، وعلى رأسها محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وحذر سرور من "أننا أمامنا طرف يتعامل مع القضية بلغة الخبث والدهاء وليس بلغة الحق يتربص بالقضية وبنا جميعا في نفس الوقت، لفتح جروح جديدة، وتصدير مشكلاته إلينا بمنطق مقلوب". ودلل على ذلك بالتصريحات الأخيرة لوزير المواصلات الإسرائيلي إسرائيل كاتس الذي يطالب فيه بضرورة ربط غزة بمصر، فيما اعتبره بهدف إلى تنصل إسرائيل عن مسئولية قطاع غزة وإلقائها على مصر، وأشار إلى أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرضي الفلسطينيةالمحتلة، وأيضًا من الدولة الفلسطينية القادمة وأنه لا مجال لحديث أو أفكار عن القطاع. وقال سرور، إنه يجب ألا نسمح بموقف العجز أن يسود مرة أخرى، وإن هناك الكثير من المبادرات التي علينا أن نفكر فيها للخروج من حالة التكلس والجمود الراهنة في القضية الفلسطينية وما تواجهه من عدوان إسرائيلي تجاوز كل الحدود بات يؤرق ضمائرنا ولم يعد في الإمكان الصمت عليه أو تجرع الآم الصبر تجاهه. وطالب سرور بضرورة تتبع مجرمي الحرب في إسرائيل من قاموا باغتيال شهداء الحرية ومحاكمتهم أمام القضاء الدولي والجنائي، واصفا العدوان الإسرائيلي على قافلة "الحرية" بالعدوان الصارخ، وقال: للأسف لم نر صحوة الضمير من قبل القوة العالمية الأكبر لاتخاذ مواقف سياسات ترتقي إلى آفاق الإنسانية والمسئولية. ودعا المشاركين في المؤتمر إلى إعلان رفضهم لجنة التحقيق المحلية التي شكلتها إسرائيل، وقال: لا يمكن للجلاد أن يجلس مجلس القضاء وعلينا أن ننتبه إلى المخططات الإسرائيلية ولا يجوز أن يكون صراعنا فقط من أجل رفع الحصار عن غزة، بل ضرورة أن نركز جهودنا نحو إنهاء الاحتلال في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان السورية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وشدد سرور على ضرورة كشف عورة كل القوى التي تساند الاحتلال الإسرائيلي وتتستر عليه، خاصة الموقف الأمريكي الذي وصفه بالهزيل، والذي بدأ هذه المرة متناقضا كثيرا وموغلا في الغطرسة وحماية الإجرام وتصديه، ومعه هولندا وإيطاليا ضد قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بإدانة القرصنة الإسرائيلية ضد قافلة "الحرية" واعتبارها عملا وحشيا. ووجه رسالة إلى كافة القوى العالمية والمنظمات الدولية بأنه لم يعد هناك مجال للدعوة إلى تخفيف الحصار، وإنما إلى إنهاء هذا الحصار الإسرائيلي وكسره بشكل كامل قبل التوصل إلى أي حل نهائي، وقال إنه لن يكون هناك راحة في هذا المكان من العالم إلا بالتواصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية وعلينا أن نؤكد عدم خضوعنا للأمر الواقع.