سلم الدكتور أحمد فتحي سرور, رئيس مجلس الشعب المصري, ورئيس الدورة الثانية لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي, رئاسة الاتحاد البرلماني الإسلامي لرئيس البرلمان الأوغندي أدوارد كيوا نوكا سكاندي، ليكون رئيسا للدورة الثالثة. سكاندي يعد مسيحي الديانة, وهي سابقة هي الأولي من نوعها أن يتولي مسيحي رئاسة اتحاد البرلمانات الإسلامية منذ تأسيس الاتحاد عام1999, وذلك في افتتاح المؤتمر البرلماني الإسلامي الذي حضرته وفود52 دولة إسلامية. وقد أوضح د.سرور أن انتقال رئاسة البرلمان الإسلامي إلي نائب مسيحي هو أفضل تعبير عن سماحة الإسلام وقبوله الآخر. وتعبير عن البعد السياسي للاتحاد البرلماني الإسلامي, وليس البعد الديني, وحذر د. سرور في كلمته خلال افتتاح الدورة الثالثة لمؤتمر البرلمانات الإسلامية المنعقد في كمبالا من قيام إسرائيل بأي تغيير سياسي أو قانوني أو جغرافي أو سكاني في معالم مدينة القدسالمحتلة, مطالبا بضرورة تفعيل قرارات الشرعية الدولية, وصدور قرار ملزم من مجلس الأمن لإسرائيل لتنفيذ خطة سلام تقوم علي اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وناشد د.سرور الفلسطينيين بالتوحد والحفاظ علي وحدتهم الوطنية, وطالب بضرورة تجفيف منابع الإرهاب, وتشجيع الحوار بين الأديان, مطالبا بتخليص الفكر الديني من أي سيطرة وضرورة تفعيل التبادل التجاري بين الدول الإسلامية, تمهيدا لإنشاء سوق مشتركة لمواجهة الأزمة المالية العالمية, وتنمية الموارد البشرية في الدول الإسلامية, والتصدي لمحاربة الفقر والبطالة وتشجيع انتقال العمالة بين الدول الإسلامية. وقد طالب رئيس البرلمان الأوغندي ورئيس الاتحاد البرلماني الإسلامي بضرور إنشاء وجذب الاستثمارات من العالم الإسلامي لإقامة جامعة إسلامية في كمبالا, والتنسيق بين البرلمانات الإسلامية لإنشاء صندوق للنقد الإسلامي وبحث التنمية بين الدول الاعضاء. من جانبه, طالب السيد يويري كاجوتا موسيفيني, رئيس جمهورية أوغندا, البرلمانات الإسلامية, بما لها من أحقية في اصدار القوانين والتشريعات أن تخطو خطي سريعة نحو النمو الاقتصادي والاجتماعي, وقال الرئيس الأوغندي إننا قد نجحنا مع أمريكا بدخول البضائع الأوغندية بدون ضرائب جمركية, وكذلك مع الهند واليابان والصين, ولذا نطالب الدول الإفريقية والإسلامية بضرورة الارتقاء بالجودة لغزو الأسواق العالمية, بعد أن يرفعوا كل الحواجز الحمائية امام المنتجات الإفريقية. وكان الدكتور أحمد فتحي سرور, رئيس البرلمان المصري, والرئيس السابق للاتحاد البرلماني الإسلامي قد عقد عدة اجتماعات مكثفة فور وصوله أوغندا, شملت رؤساء برلمانات أوغندا وتركيا وإيرانوالإمارات. حيث نجح د.سرور في نزع فتيل الأزمة التي كادت تحدث بين الوفدين الإماراتيوالإيراني المشاركين في المؤتمر, وقد بدأت الأزمة بتقديم إيران لاقتراح تطلب فيه منحها الحق في أن تتولي منصب أمين عام المؤتمر برغم أنها دولة المقر للمؤتمر, وتقدمت دولة الإمارات باقتراح بتشكيل لجنة لفض المنازعات, ولم توافق كلتا الدولتين علي اقتراح الدولة الآخري, فدعا د.سرور إلي اجتماع تشاوري وتوصل إلي حل توفيقي حتي لا تحدث أي أزمات في أثناء المؤتمر وحضر الاجتماع كل رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر, كما ألتقي د.سرور بالسيد أبلونيسيبام رئيس وزراء أوغندا وبحثا العلاقات الثنائية بين مصر وأوغندا, ودور اللجنة المصرية العليا في اشتراكها برئاسة رئيسي وزراء البلدين. وأكد د.سرور لرئيس الوزراء الأوغندي أن الرئيس مبارك يعطي اهتماما كبيرا لإفريقيا, وبصفة خاصة دول حوض النيل التي تعتبر أوغندا واحدة من أهم هذه الدول. كما قام الوفد المصري برئاسة د.سرور بزيارة لمنابع النيل, وبحيرة فكتوريا, وشاهدوا علي الطبيعة تدفق مياه النيل بالبحيرة باعتبارها منبع ومصدر المياه للنيل في مصر. وقد ناقش المجتمعون في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته السادسة بمدينة كمبالا بجمهورية أوغندا يومي30 و31 يناير2010 التطورات والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي المدرجة علي جدول أعماله, وانتهي المؤتمر إلي إعلان كمبالا الذي شدد علي ضرورة إعادة إعمار غزة, وازالة آثار العدوان الإسرائيلي الهمجي عليه, واستنكار المجازر التي ارتكبتها ومازالت ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. ورحب إعلان كمبالا بتقرير جولدستون, وندد باستمرار ممارسات عزل وحصار الشعب الفلسطيني والإجراءات القمعية الإسرائيلية القائمة علي الاغتيال والاعتقال وهدم المنازل وتجريف الأراضي وإقامة المستوطنات وبناء جدار الفصل العازل, وإقامة الحواجز بين مدن وقري الضفة الغربية وقطاع غزة وادانة أعمال الحفر والهدم التي تقوم بها قوات الاحتلال بجوار المسجد الأقصي باعتبارها تمثل مساسا صارخا بالمقدسات الإسلامية. وقد طالب إعلان كمبالا مجلس الأمن بسرعة التحرك لإزالة المستوطنات الإسرائيلية, وفق قراره رقم465, وتأكيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين, والسعي لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة, وعاصمتها القدس الشريف, وضرورة الافراج عن بقية النواب الفلسطينيين المعتقلين في السجون لإسرائيلية, وطالب الأممالمتحدة والاتحاد البرلماني الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة لاجبار إسرائيل علي اطلاق سراحهم. كما أعلن دعمه الكامل لحقوق كل من الشعب السوري واللبناني في تحرير الأرض, واستخدام المقاومة في صون هذه الحقوق, ودعم جهود الحكومة العراقية لإعادة الأمن والاستقرار إلي ربوع العراق, وتحقيق المصالحة الوطنية, واستعادة العراق لسيادته لأرضه كاملة. وأكد دعمه لصون الوحدة الوطنية في السودان, وأعرب عن ارتياحه لاستمرار العملية السلمية من خلال تطبيق اتفاقيات السلام الشامل في البلاد, وأشاد بنجاح عمليات العودة الطوعية إلي دارفور, ودعا الحركات المسلحة في دارفور التي لم تنضم إلي اتفاقية أبوجا إلي نبذ التصعيد العسكري واللحاق بركب العملية السلمية. كما دعا المؤتمر جميع الفصائل الصومالية إلي الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية والدخول في حوار جاد ومثمر لتحقيق المصالحة الوطنية, وكذلك ضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي للصومال في مجالات البنية التحية, والبناء مع أهمية تدريس ونشر القيم الإسلامية المعتدلة في الصومال.