جاء المؤتمر الصحفى لوزير الخارجية نبيل فهمى اليوم حافلا بالعديد من الرسائل الدبلوماسية التى وضع خلالها النقاط فوق الحروف إزاء محددات موقف مصر فيما يتعلق بقضايا اقليمية محورية تمس المصالح القومية المصرية . ففى وقت تفرض فيه الازمة السورية نفسها بقوة على الساحتين الاقليمية والدولية جاءت تصريحات فهمى لتعكس جانبا كبيرا من القلق الذى يسود الرأى العام المصرى والعربى حيث أكد بجلاء موقف مصرالحازم الذى ينظر للملف السوري باعتباره ملفا خطيرا بل و" من أخطر ما يهدد العالم العربى منذ الحرب العالمية الأولى حسب وصف وزير الخارجية. فى الوقت نفسه فقد كان وزير الخارجية المصرى حريصا على أن يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن مصر تؤيد الثورة السورية ..مشيرا الى أن حل الازمة السورية هو التوصل لاتفاق سياسى .. وأنه ليس هناك من حل عسكرى لهذه الازمة المحتدمة . وجدد فهمى تأكيده بعبارات واضحة أن مصر لا تعتزم الجهاد فى سوريا وأن المسالة ليست أيدلوجية بل تتعلق بمبادىء تحكم علاقاتنا الخارجية و المصلحة المصرية . وعلى صعيد أخر فقد بدا وزير الخارجية العائد لتوه من زيارة لرام الله واضحا فى التأكيد على الموقف المصرى المساند على الدوام القضية الفلسطينية مهما كان الانشغال بقضايا أخرى داخلية أو خارجية وهو ما بدا واضحا مع إنطلاق مفاوضات السلام الحالية .. مفندا بذلك محاولات المزايدين أو أولئك الذين يسعون لتزييف الحقائق بخصوص موقف مصر تجاه أشقائه الفلسطينيين.. وفى هذا ا لخصوص فقد حرص فهمى اليوم على أن يؤكد مرة أخرى أن مصر " لم تغب عن القضية الفلسطينية ولن تغيب عنها " مشيرا الى انه تم إطلاع الجانب المصري خلال زيارته لرام الله على الصورة بالتفصيل بما فى ذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي الذى أدانته مصر بكل قوة. واضاف انه كان لمس تقدير الشعب الفلسطيني لموقف مصر الذى يعمل طول الوقت من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني . مشددا فى الوقت نفسه على أن مصر وشعبها" لا تقبل ولن تقبل أن يتم تجويع المواطن الفلسطيني في غزة مهما كان الامر ". وفيما تتبنى مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو نهجا لا تقبل معه المساس بسيادتها وحرية قرارها فقد تطرق وزير الخارجية الى مسألة المساعدات الخارجية وقال فى هذا الخصوص اننا سبق وأن اعلنا من جانبنا مراجعة المساعدات لمصر مؤكدا اننا كنا سنقوم بالفعل بمراجعة المساعدات حتى لو لم نتعرض لتهديد باستخدامها . وقد كان واضحا فى رسائل وزير الخارجية الدبلوماسية المباشرة وغير المباشرة كانت موجهة اليوم أيضاً للعديد من القوى والأطراف الدولية والاقليمية ومن بينها تركيا حين أكد أن الخلافات الحالية ليست مع الشعب التركى وانما هى مع تجاوزات بعض المسئولين السياسيين الاتراك خاصة رئيس الوزراء ووزير الخارجية" . وقال إن التصريحات التركية الاخيرة تجاوزت ما هو مقبول بالنسبة لنا فى مصر..غير أنه أعرب عن الثقة فى أنه على المدى الطويل ستكون العلاقات جيدة. وجاءت اجابات وزير الخارجية على اسئلة الصحفيين بشأن مشاريع القوى الكبرى للهيمنة على الشرق الاوسط لتكشف بجلاء عن أن مصر لديها مشروعا تعمل على تحقيقه .. مؤكدا فى هذا الخصوص على استقلالية القرار والتعاون بين دول المنطقة كل حسب أولوياته .. مشددا على أن مصر ستكون القدوة و لكننا لن نسعى مطلقا للتغيير داخل الدول أو التدخل فى شئونها الداخلية.