لأن كل موسم قضية.. فقضية هذا الموسم هي جدو.. وجدو هو لاعب صناعة بركات حسن شحاته، أخذ العالم على غرة وأصبح أول احتياطي في التاريخ يفز بلقب هدف بطولة قارية كبيرة مثل أمم أفريقيا.. ولو كنت مؤلفاً سينمائيا، لكتبت في السيناريو عن ظهور جدو في المشهد قبل أمم أنجولا 2010 وهو يتحدث إلى التوأم إبراهيم وحسام حسن: والله يا كابتن أنا طاير من الفرح إني هروح الزمالك.. وإن شاء الله يا كابتن أنا هموت نفسي علشان أثبت وجودي لما نرجع.. ويعلم جميع الحضور بالمشهد أن جدو لن يلعب دقيقة واحدة في أنجولا فهناك الثنائي الهجومي عماد متعب الذي لا يغيره شحاته وزيدان الذي يراقب شحاته إذا غيره ولم يغير متعب.. وبعد هؤلاء هناك أحمد عيد عبدالملك وأحمد رؤوف وسيد حمدي، ويأتي هؤلاء جميعا قبل جدو.. لكن.. سبحان مغير الأحوال.. ذهب جدو من مشهد (هموت نفسي يا كابتن) قبل كأس الأمم وعاد ملكا متوجاً بلقب هداف إفريقيا.. وبعد أن كان اللاعب قد وقع وهو يحلم بارتداء الفانلة البيضاء، تراجع جدو بضغط من ناديه (وطبعا من النادي الأحمر)، ومدد عقده حتى لا يخرج ناديه من المولد بلا حمص.. ولو افترضنا جدلا.. أن منتخب مصر لم يكن ليسافر إلى الإمارات لمباراة ودية وأن المباراة الودية كانت في القاهرة، وحصل الزمالك على توقيع اللاعب يوم 2 يناير 2010 وأعلن في نفس اللحظة (وهذا من حق اللاعب لأن عقده منتهي) الحصول على توقيع جدو ثم وثق عقده في اتحاد الكرة، لكان الأمر لائحياً وقانونيا.. (دون أن يكون على الزمالك أن يخطر الإتحاد الإسكندري، لأن هذا الأمر – إخطار الاتحاد السكندري ليس من لوائح الفيفا في شئ).. ويقول التوأم أنهما حصلا على ما حصلا من مستندات من جدو.. وصل أمانة.. إقرار.. تعهد.. شيك على بياض.. مهما كان الأمر.. المشهد الجديد الآن، أن جدو مدد عقده مع ناديه وان ناديه باعه بعد ذلك للأهلي.. لو تسأل العبدلله، أو أي إنسان عاقل، سيقول أن هناك شئ خطأ.. فلم يرغم التوأم جدو على التوقيع، ولم يكن اللاعب نجماً مرموقا ليضطر أحد لإرغامه.. وإذا كان لن يلعب في الإتحاد فالأولى أن يتذكر المشهد السينمائي بأعلى المقال.. ولذلك فمرور قضية جدو مرور الكرام أمر خاطئ.. حتى لو لم يتقدم الزمالك بأي شكاوى.. (لكن).. وأقول لكن.. فيما يتعلق (بوصل الأمانة) و(الشيك على بياض)، وما تبع ذلك من تصريحات توأمية ساخنة على غرار: (سأسجنه)، (سأشنقه)، (سأطلقه من مراته – علما بأني لا أعلم إن كان جدو متزوج أم لا)، كل ذلك.. كلام ساذج، لا يجب ان يخرج من مسئولين بنادي كبير إلا إذا كان لديهم صلاحيات أن يعيثوا في الأرض فسادا.. التوأم، يرفع شعار عقاب اللاعبين الذين لا يقدرون قيمة (الزمالك)، سواء كان هؤلاء اللاعبين من مرتدي القميص الأبيض مثل عبدالمنصف، أو القمصان الأخرى (مثل المعتصم سالم)، فيد التوأم في كل مكان، وعقابهما يطال الجميع.. وعلى نفس التوأم أن يتصرف بمسئولية وبأن الزمالك كبير.. ولا داعي للتصريحات العنترية اللي (جابت الزمالك وره مثلما حدث في قضية حرس الحدود وأحمد عيد عبدالملك).. فالحقيقة أن الأمر يختلف في التعاملات الشخصية عنه في التعاملات مع مؤسسات.. وإذا كان جدو قد أعطى التوأم (وصل أمانة لنادي الزمالك) فإن الأمر يختلف لو كان جدو أعطى وصل الأمانة لشخص.. فالشخص قد يغير كلامه وقد يغير نيته وقد يحلف بأغلظ الأيمان بأنه لم يفعل شئ حدث أمام الجميع.. والمعنى أن بإمكان أي شخص نفسه أمارة بالسوء أن يستخدم (وصل الأمانة) حتى لو لم يكن له حق، أما المؤسسات – مثل الزمالك – فلا يمكن أن يحدث ذلك، ولا يمكن للزمالك أن يخرج ويقول أن جدو حصل على (مليون جنيه مثلا) وهذا هو وصل الأمانة، بينما اللاعب لم يحصل من الزمالك على هذا المبلغ.. هناك فرق بين التعاملات الشخصية، والتعاملات المؤسسية.. وفي كل الأحوال، كان بالأحرى للتوأم أن يتركا إدارة الزمالك تعمل، وتبحث عن حقوقها في هذه القضية، ويركز التوأم في الأمور الفنية الخاصة بالفريق.. لكن يبدو أن كل شئ يسير بالمقلوب.. مفيش فايدة يا عبلة.. عبدالعزيز أبوحمر www.superkoora.com