عين الرئيس المصري المؤقت يوم الثلاثاء 18 محافظا جديدا نصفهم ضباط متقاعدون في حركة تعيينات أعادت نفوذ الرجال القادمين من الجيش والشرطة وأبعدت أعضاء جماعة الاخوان المسلمين. وكان الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي عين عددا من المدنيين محافظين خلال العام الذي أمضاه في السلطة كثيرون منهم أعضاء في جماعة الاخوان. وكانت مناصب المحافظين تذهب عادة في عهد حسني مبارك الى كبار ضباط الجيش والشرطة المتقاعدين. وأدى المحافظون الجدد اليمين القانونية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى منصبه عقب عزل مرسي الشهر الماضي بعد مظاهرات حاشدة احتجاجا على حكم الاخوان المسلمين. وأدى اليمين 18 محافظا جديدا وسبعة محافظين قدامي بينما بقي المنصب شاغرا في محافظتي البحر الأحمر والمنوفية. وقال منتقدون ان التشكيلة التي أعلنت يوم الثلاثاء تمثل خطوة للوراء. واعتبر ياسر الشيمي المحلل المختص بشؤون مصر في المجموعة الدولية للازمات حركة التعيينات "عودة جزئية الى الوضع الذي كان قائما حيث يعتبر تعيين الضباط المتقاعدين وسيلة لضمان النظام والاستقرار." وقال "من المرجح ان يعزز هذا الاجراء اتهامات الاسلاميين بأن النظام الجديد محاولة لاحياء النظام القديم." وقال حزب النور ثاني اكبر حزب اسلامي في مصر ان التعيينات مخيبة للآمال ولم يحدث تشاور بشأنها. واضاف شريف طه المتحدث باسم الحزب لرويترز ان الاختيار يؤكد "اننا ماضون في طريق عسكرة الدولة." وقال المدون البارز علاء عبد الفتاح في حسابه على موقع تويتر "هذا ليس حكم العسكر هذا حكم امن الدولة." واضاف مشيرا للفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش الذي اطاح بمرسي "يسقط يسقط كل مبارك.. السيسي هو مبارك." وقالت حركة شباب 6 ابريل المؤيدة للديمقراطية التي قامت بدور مهم في الانتفاضة المناهضة لمبارك ان التعيينات تضمنت عددا كبيرا من العسكريين والمحسوبين على نظام مبارك. واضافت في موقعها على الانترنت "التمسك بالوجوه القديمة التي ساهمت في افساد الحياة السياسية قبل الثورة هو فشل جديد للادارة الحالية." واتسمت ايام مرسي الاخيرة في المنصب بالخلافات التي اذكاها قراره تعيين عضو في الجماعة الاسلامية محافظا للاقصر التي قتل اعضاء في الجماعة 58 سائحا فيها عام 1997. واشعل تعيين مرسي اعضاء في الاخوان محافظين الاتهامات بأن الجماعة تسعى للسيطرة على مفاتيح السلطة في البلاد وهي اتهامات نفتها الجماعة دائما لكنها اضافت وقودا للانتفاضة ضد حكمه. وكان نحو تسعة محافظين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين تركوا مناصبهم في نطاق رفض الجماعة الاعتراف بالنظام الجديد في البلاد بعد عزل مرسي مطلع الشهر الماضي. ووصف حزب مصر القوية الذي يتزعمه قيادي الاخوان المسلمين السابق عبد المنعم ابو الفتوح حركة المحافظين بأنها "خطوة على طريق عسكرة الدولة". ونقلت صحيفة الاهرام عن المتحدث باسم الحزب قوله "ان ذلك هو نفس نهج الاخوان." واثناء لقاء في القصر الجمهوري قال منصور للمحافظين ان اولويتهم يجب ان تكون "تحسين الخدمات الجماهيرية وتوفير السلع الاساسية باسعار مناسبة وتحقيق الامن في الشارع المصري". وكتب محمد ابو حامد عضو البرلمان السابق بصفحته على موقع فيسبوك قائلا ان حركة المحافظين الجدد "خطوة ايجابية جدا في طريق انجاز خارطة الطريق" التي تتضمن اجراء انتخابات برلمانية خلال حوالي خمسة اشهر من الان.