أكد الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وأمين الإعلام بالحزب الوطني، أن هناك فرق بين ما مارسه وتمارسه إسرائيل في الأراضي المحتلة وفي المياه الدولية وبين ما تمارسه مصر على أراضيها. جاء ذلك ردا على سؤال ل "المصريون" حول المزاعم الإسرائيلية الأخيرة بأن مصر هي التي بدأت في استخدام أسلوب المنع بالقوة ضد قوافل المساعدات إلى غزة، مستشهدة بما قام به الأمن المصري بحق أعضاء قافلة "شريان الحياة" والتي كانت بصدد عبور الأراضي المصرية لتوصيل المساعدات إلى أهل غزة، كذلك ما فعلته السلطات المصرية أمس بعرقلة دخول شحنة مساعدات "حديد وأسمنت" رافقها عدد من نواب مجلس الشعب المصري. وقال هلال في ندوة بمؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني إن إسرائيل اعتدت على قافلة الحرية خارج حدودها الإقليمية، كما أنها في الأساس دولة محتلة، أما معبر رفح فيعد نقطة حدود دولية من حق مصر وضع القواعد التي تنظم انتقال الأفراد من خلاله. وأضاف: من حق أي دولة أن تغلق حدودها دون أن تبرر هذا، ومن ينكر سيادة مصر على حدودها يكون قد وضع نفسه في معسكر "معرفش أسميه إيه". وتابع معلقًا على أزمة أسطول الحرية: القيادة المصرية اتصلت بالمسئولين الأتراك، ونقلت لها توقعها بأن يحدث اعتداء من قبل إسرائيل على قافلة الحرية، وعرضت عليها أن يتجه الأسطول إلى ميناء العريش على أن تقوم مصر بتوصيل المساعدات التي على متنه بمعرفتها، إلا أن تركيا رفضت لأن الطرح السياسي التركي كان هدفه كسر الحصار. ورأي هلال أن المواقف التركية الأخيرة ليست من أجل عيون فلسطين، ولكنها في الأساس تصب في تدعيم مصالحها بالمنطقة مثل المواقف الأمريكية، مضيفًا أن تركيا في النهاية هي جزء من المعسكر الغربي وتحاول إلى الآن الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، ولا تقبل العرب الذين تتعارض مصالحهم مع مصالحها الاستراتيجية. وشدد على أن برنامج حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لا يقدس الشريعة الإسلامية، وإنما ما يقوم به يأتي في إطار مسحة أخلاقية. وأكد هلال أن تصريحات الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام المساعد لكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وأحد المشاركين في قافلة الحرية المعتدى عليها وذلك بعد عودته والتي قال فيها: "انقضضنا على الجنود الإسرائيليين وأسرنا اثنين منهم" أساءت كثيرًا لموقف القافلة إذا أنها أولت بما يخدم الرواية الإسرائيلية من أن المشاركين في القافلة هم من بدأوا بالاعتداء وكان اعتداء الجيش الإسرائيلي هو دفاع عن النفس.