وأنهي الجدل الذي أثاره مقال "فقه الطهارة وفقه الإمارة" للأستاذ محمد الوكيل برسالة الأستاذ باسل الطحان فيما يلي: أستاذ فراج.. أشكرك على طرح رسالة الأستاذ محمد الوكيل للنقاش، و من خلال التعليقات وجدت أغلبها استمسك بكلمة مبالغة استشهد بها وهى ليست له من الأساس (إذا لم تكن للسادات حسنة غير هذه المادة من الدستور لكفته) وهى مبالغة إذ مع اعتقادي أن السادات هو أفضل رؤساء مصر إلا أن له أفعالا شاذة....المهم ليس السادات موضوعي. المشكلة للأسف سيدي أن أصبح هناك تيار وعلى ما أعتقد أنه "سلفي" يكفر النظام الديمقراطي والرئاسي ويبغض كل ما يأتي من الغرب ويقول نريد دولة دينية إسلامية! (بالمناسبة أنا توجهاتي السياسية إسلامية بل و ملتح أيضاً) لكن إنكار كل وأعني كل ما يأتي من الغرب هو جهل وتخلف إذ الحضارة الغربية هى آخر ما توصلت إليه البشرية، لذا إنكارها هو إنكار لذلك العقل الذي ظل يطوّر من أساليب الحياة حتى توصل إلى ذلك النظام الحالي المتمثل في الديمقراطية كنظام و العلمانية كفكر. الديمقراطية هى أن يختار الشعب بنفسه، ذلك الحق الذي منعنا منه كل تاريخنا الإسلامي إلا في عصر الخلفاء الراشدين. ما الخطأ في أن نختار حاكمنا؟ ألم يبايع الناس أبا بكر وعمر؟.. ماذا إذا وضعنا نظاما يتسق مع عصرنا متمثلاً في صندوق الاقتراع والاختيار الحر؟.. أهذا مخالف لمبدأ الشورى في الإسلام؟.. أنا أتعجب بل أغضب أحيانا عندما يتكلم الناس عن الديمقراطية -أو لنقل مبدأ اختيار الشعب أيا كان اسمه- حاكمه بنفسه وكأنها من صنع إبليس. ماذا يضير إذا اختار الشعب ما يختاره دون المساس بحدود الله؟.. أليست الشورى في الإسلام تتضمن ذلك الحق؟.. ليست هناك آليات معينة للشورى بل "أنتم أعلم بشئون دنياكم" فلماذا نرفض هذا المبدأ. أما العلمانية فهو مبدأ يخالف الإسلام لأن الإسلام نظام ودين ودولة لا أتركه عند دخول البرلمان أو الجيش أو الكلية "قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين". لكن إذا نظرنا ما ترتب على العلمانية في الغرب سنجد شيئاً نفتقره، سنجد نبذ كل الخلافات الدينية و المذهبية، وسنجد تطور العلم و إفساح المجال أمامه إلى أن وصلنا لهذا التقدم التكنولوجي. إذا نظرنا للإسلام سنجده يحقق كل نجاحات العلمانية بل وزيادة، فإنه منهاج الله لنا في الأرض، سنجد إعلاء قيمة التدين و هى فطرة إذا صلحت صلح الفرد نفسياً. سنجد قيمة العلم "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة". سنجد القيم الإنسانية كالصدق والأمانة والضمير الحي، وسنجد نبذًا للفساد و السرقة و غيرها. نظامنا الذي نريد بناءه هو نظام إسلامي ولكن ليست هناك رؤية محددة أو نظام تفصيلي محدد الملامح و الآليات لذلك النظام بسبب عدم اجتهاد العلماء في الأمر كما أوضح الأستاذ محمد الوكيل. إذ سنجد الاجتهادات الكثيرة في مجال الوضوء و الطهارة، ولكن ما يتعلق بالسياسة و كيفية إدارة الأمة فالإجتهادات شحيحة.. إما تكون ملائمة للعصر الحالي فنجد سيلا من الانتقادات لها، أو تكون الاجتهادات متشددة تكفر البرلمان والرئيس ومن عاونه والناس أجمعين. ما نريده هو وضع نظام تفصيلي إسلامي يتفق عليه معظم الإسلاميين حتى لا نجد هذا التشرذم الواضح في صفوفهم. [email protected]