التحالف خيَّر الوفود بين "الاستفتاء" أو "مبادرة العوا".. والإفراج عن المعتقلين.. وعدم ملاحقة السيسي كشفت مصادر رفيعة المستوى داخل التحالف الوطني لدعم الشرعية، عن تفاصيل اللقاءات التي تمت على مدار اليومين الماضيين بين التحالف ووسطاء المجلس العسكري؛ لبحث حلول الخروج من الأزمة وعلى رأسهم وليم بيرنز نائب وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبرناندنيو ليون، مبعوث الاتحاد الأوروبي، ووكيل وزير خارجية قطر. وأكدت المصادر، أن التحالف أبدى مرونة عن ذي قبل، وأكد قبوله بالتسوية وتم طرح خيارين على الوفود للخروج من المأزق الحالي وفض الاعتصام، مطالبًا بالإفراج عن المعتقلين والتعهد بعدم فض الاعتصام بالقوة وإيقاف الهجمة الإعلامية الشرسة ضد المعتصمين في مقابل تهدئة حدة الفعاليات لتمهيد الطريق للتفاوض. وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية: "إنهم طرحوا على الوسطاء استفتاء على الشعب حول فكرة القبول بخارطة الطريق وعودة الدكتور محمد مرسي وتنفيذ مبادرته التي أعلن عنها في آخر خطاب له"، مشيرًا إلى أن الوفود رفضت ذلك الطرح ورأت أن الوقت قد تجاوزها. وتابع: "السيناريو الثاني وهو عودة الدستور ومجلس الشورى المنتخب واختيار رئيس وزراء توافقي يدير البلاد لمرحلة انتقالية على أن تنتقل إليه كل الصلاحيات ويعود مرسي رئيسًا شرفيًا، وهى نفس مبادرة الدكتور محمد سليم العوا"، موضحًا أن الوفد علق رده على خيارات الجماعة وحاول إقناعها بفكرة الخروج الآمن وهو ما رفضه التحالف وأكد استمرار الحشود في الشارع. وعن بوادر حسن النية من جانب الطرفين، قال الشريف: "إن التحالف طالب الوفود بالإفراج عن كل المعتقلين وإيقاف الهجمة الإعلامية ضد التحالف والتعهد بعدم التعرض للاعتصام، في مقابل أن تقلل الجماعة من فعاليتها واقتصارها على اعتصامي رابعة والنهضة تمهيدًا للوصول إلى حلول جذرية". وأشار الشريف إلى أنهم لم يتطرقوا إلى المطالبة بمحاسبة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بل تعهدوا بأن يفتح الجميع صفحة جديدة حال التوصل إلى تسوية ترضيهم، مؤكدًا استمرارهم في التصعيد من الخروج إلى مسيرات داخل مترو الأنفاق وفي المحافظات والمليونيات. وطالب محمد حسن، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، بإدخال تركيا كوسيط دولي بجانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن "الانقلابيين" يرفضون مشاركة تركيا بل ويصعدون ضدها لتأييدها الشرعية، مؤكدًا أن مؤيدي الشرعية لن يقبلوا بغير المبادرة التركية التي طالبت بعودة الدستور ومجلس الشورى والرئيس محمد مرسي ثم الاتفاق على خارطة طريق. وقال حازم خاطر، المتحدث الإعلامي باسم حركة صامدون، إن شباب التيار الإسلامي لم يعد يعول على القيادات والشخصيات المحسوبة على التيار، متهمهم بالمهادنة والجلوس للمشاورات مع الانقلابيين المتورطين في دماء الشباب على حد قوله. وكشف خاطر عن أن المسيرات التي يتم تنظيمها من المساجد ومن الاعتصامات يتم التنسيق لها في أوساط الشباب وبدون علم القيادات، مشددًا على أن موقف الشباب يتمثل فى التصعيد ورفض أي مساومات، وهو الأمر الذي ترفضه القيادات المصرة على استخدام أسلوب التفاوض. وأوضح خاطر أنه بعد اجتماع الشيخ محمد حسان مع قادة الانقلاب تمت مداهمة ميدان رابعة العدوية من قبل مدرعات الجيش، واعتبر ذلك دليلاًَ على أن قادة الانقلاب لا عهد لهم.