فشل محاولات العصار وشاهين لتسوية الأزمة تعرضت الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسى لانتكاسة بعد إعلان الدكتور محمد البلتاجي القيادي البارز في جماعة "الإخوان المسلمين" عدم وجود علاقة بين الجماعة أو "التحالف الوطني لدعم الشرعية" بين الجهود التي يبذلها الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان. ونفى البلتاجي تراجع التحالف عن المطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي للحكم ومعه الدستور المستفتي عليه شعبيًا ومجلس الشورى بعد إعراب الآلاف من معتصمي رابعة عدم رفضهم لما تردد عن مطالبة التحالف للجيش بالإفراج عن المعتقلين ووقف حملات التحريض وعدم استخدام القوة لفض الاعتصام باعتبارها مطالب لا ترقى للحل. وتلقت الجهود ضربة أخرى عبر محاولة آليات عسكرية ومدرعات اقتحام اعتصام رابعة في مسعى لإرهاب المعتصمين وإفساد عربة البث الموجودة في رابعة، وهي المحاولة التي تصدى لها الشباب المعتصمون واللجان الشعبية رغم إعلان الشيخ حسان عن تلقيه وعدًا من الفريق السيسي بعدم اللجوء للقوة لفض الاعتصام وهو ما زاد من قتامة الموقف وعقد من محاولات تسوية الأزمة السياسية. وكانت أنباء قد تحدثت عن فتح الجيش قناة اتصال مع أنصار الرئيس مرسي وعدد من قيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية حيث عقدت لقاءات منفصلة بين اللواءين محمد العصار وممدوح شاهين وعدد من أطراف التحالف للبحث عن تسوية للأزمة بشكل يعكس المأزق الرهيب الذي يعانيه فريق الانقلاب ورغبته في التوصل لتسوية شاملة تتعلق بإطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي والمعتقلين من جماعة الإخوان مقابل البدء في حوار وطني لتسوية الأزمة تحت قاعدة الشرعية والدستور. من جانب كشف محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الجهاد، أن جهات سيادية تتواصل مع عدد من رموز التيار الإسلامي والتحالف الوطني لدعم الشرعية انطلاقًا من رفضها الزج بالجيش في صراع سياسي ومواجهات مع فصيل معين تضر بصورة المؤسسة العسكرية كبيت لكل المصريين. ولفت إلى أن الاتصالات الجارية حاليًا تسعى للوصول لحل سياسي للأزمة تنطلق من قناعة بأن هناك جهات تريد استدراج الجيش للانحياز لفصيل دون الآخر بعد أن وضعت يديها على مخطط تورطت فيه جهات بعينها لتوريط الجيش في سيناريوهات تشكل خطورة شديدة. ورجح أبو سمرة أن تشهد الأيام القليلة القادمة انفراجة للأزمة السياسية الحالية وسط رغبة من جميع الأطراف للخروج من هذا المأزق الذي يهدد وطننا جميعًا بالمخاطر. غير أن هذه الأنباء لم تجد أى صدى لدى خالد الشريف، المستشار الإعلامي ل "الجماعة الإسلامية"، الذي رأى أن محاولات اقتحام اعتصام رابعة من قبل الجيش والشرطة واستمرار المجلس الأعلى للدفاع الوطني في إطلاق التهديدات المتتالية تحبط أي مساعٍ للتوصل لحل سلمي. وقال: "المشكلة إن هناك جهات داخل فريق الانقلاب لا تدرك المأزق الشديد الذي تعاني منه البلاد بل ويرتكز جهدهم فقط في إرهاب المعتصمين ودفع جماعة الإخوان إلي القبول بالأمر الواقع والانخراط في خارطة الطريق دون تقديم أي تنازلات". وأشار الشريف إلى مثل هذه التطورات ستعقد المشهد وستدفع بالمعتصمين للإصرار بشدة علي مطالبهم مما سيدفع البلاد لسيناريو سيئ جدًا، لافتًا إلى أن الكرة حاليًا في ملعب المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي ينبغي عليه طرح مبادرة جادة للخروج من الأزمة تحظى بقبول أنصار الشرعية.