أكدت صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن خطورة تهديدات تنظيم القاعدة التي تستهدف المنشآت الأمريكية خارج أراضيها بدلا من داخل أمريكا كما كان فى السابق تلقى بظلالها على تطلعات القاعدة التى ارتبطت بهم منذ أحداث 11 سبتمبر. وذكرت الصحيفة - في تقريرها الذي أوردته على موقعها الإليكتروني - أن الولاياتالمتحدة قد أغلقت عددا من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وإفريقيا بسبب المخاوف من شن القاعدة هجمات علي أهداف غربية في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى بيان الخارجية الأمريكية الذي أعلن إغلاق 15 من أصل 22 سفارة وقنصلية أمس الأحد وستبقى مغلقة طيلة الأسبوع وسيتم غلق 4 مواقع دبلوماسية أخري كلها في افريقيا وتتزامن التهديدات مع نهاية شهر رمضان الكريم. وأفادت الخارجية الأمريكية أن هذا لا يشير إلي موجة جديدة من التهديدات ولكنه يشير فقط إلى التزامنا بأخذ الحيطة و اتخاذ التدابير اللازمة لحماية موظفي هذه المواقع وكذلك الموظفين المحليين و الزوار. كما أصدرت الحكومة الأمريكية تحذيرا بعدم السفر فيما يتعلق باحتمالية حدوث هجوم من تنظيم القاعدة ويستمر التحذير إلى نهاية أغسطس. ولم يتم التوصل إلى تفاصيل هذه التهديدات ولكن كشف مسؤول أمني أمريكي أنه يحتمل أن يكون مصدر التهديد من اليمن وذكرت بعض المصادر الأخرى أنه من تنظيم القاعدة الموجود في شبه الجزيرة العربية و خاصة اليمن. وقد أصدرت الحكومة الأمريكية أمرا بغلق هذه السفارات بعد اعتراض الحكومة الأمريكية رسالة واردة من قادة كبار في تنظيم القاعدة، وفي نفس السياق أغلقت بريطانيا سفارتها في اليمن حتي الخميس المقبل. وقال السيناتور ساكسبي تشامبليس عن ولاية جورجيا الأمريكية أن ما تم اعتراضه من رسائل و"ثرثرة" من مجتمع الجماعات المسلحة المسلمة يذكرنا بما شاهدناه في أحداث 11 سبتمبر. وأردف قائلا الأمر الوحيد الذى نستطيع التحدث عنه هو أن هناك الكثير من الثرثرة بالخارج ولكن هذه أخطر التهديدات التي رأيتها منذ سنوات. ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول قوله انه على الرغم من عدم وضوح الرؤية إلا أننا لا نعرف ما إذا كانوا سيستهدفون سفارة أو قاعدة جوية أو طائرة أو قطارا حيث جاء في الرسالة أن الهجوم "سيكون كبيرا" و ذا أهمية إستراتيجية. وتابع، أن الشيء المقلق في الأمر أنهم بدوا واثقين في رسالتهم وأن القاعدة فى شبه الجزيرة العربية تبدو وكأنها تنفذ خطة إعلامية لما بعد الهجوم. وأبرزت الصحيفة ما ورد في التقرير عن دراسة حديثة لمؤسسة راند الأمريكية، وهي مؤسسة بحثية واستشارية فى قضايا الأمن والدفاع، من أنه على الرغم من أن القاعدة صارت كيانا أكبر منذ 11 سبتمبر إلا أنها أصبحت أقل تماسكا وهذا يعنى أن أهدافها تحولت من الهجوم على الأراضي الأمريكية داخليا إلى تحقيق أهداف أصغر حجما خارجيا. وقال سيث جونز الخبير فى مؤسسة راند الأمريكية في شهادة له أمام الكونجرس الشهر الماضي :"إنهم يريدون أن يقيموا إمارات إسلامية في بعض دول المنطقة رغم رغبتهم في استخدام الجهاد العنيف على نطاق أوسع.