المعتدين كانوا ملثمين ويحملون السكاكين والرشاشات والبنادق وأطلقوا الرصاص الحي علي سكان الجيزة ... الجثث تم العثور عليها بالقرب من أماكن الاعتصامات التعذيب كان يتم أسفل المنصة بميدان رابعة العداوية وداخل حديقة الأورمان كشف تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية " أمنيستي " عن قيام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي باعتقال ، وضرب ، وتعذيب المناهضين لحكمه . وصرح متظاهرون مناهضين للمعزول للمنظمة الدولية عن كيفية اعتقالهم وضربهم ، وتعرضهم للصدمات الكهربائية والطعن علي أيدي مؤيديه. وأشار التقرير إلى أنه منذ خروج التظاهرات الحاشدة المطالبة باسقاط شرعية الرئيس الإخواني ، تم العثور علي تسع جثث في المشرحة بالقاهرة ، وقد بدا عليها آثار التعذيب ، كما تم العثور علي ما لايقل عن خمس منهم بالقرب من أماكن اعتصام مؤيدي المعزول . ونقل التقرير شاهد محمد سيد ، البالغ من العمر 21 عاماً ، بأن مجموعة من مؤيدي المعزول قاموا بمهاجمته ومجموعة من 20 فرداً بالقرب من ميدان رابعة العداوية في 5 يوليو . وكان المعتدين يرتدون أقنعة بينما كان البعض الأخر مُسلحا بالسكاكين أوالرشاشات .وتابع أنًّ البعض تمكن من الهروب ؛ إلا أنَّه وعدد قليل من المجموعة تم القبض عليهم . قائلاً " لقد رُوعت حينما شاهدت البنادق موجهة إلي ... أمسكوني ... وقالوا علينا " كفرة " ... ثم تم اقتيادنا إلي الاعتصام ... وتم سحلي علي الأرض . وفي النهاية تم احتجازنا أسفل المنصة ... وتعرضت للضرب بقضبان ، والصدمات الكهربائية . وفقدت الوعي لأكثر من مرة ." وتابع أنه بينما كان محتجزاً سمع صوت امرأة تتعرض للاعتداء الجنسي ، والضرب وقال " كانت يداي مكبلتين من الخلف ، وعيناي معصوبتان ؛ إلا أنه كان بمقدوري رؤية ما يدور حولي بالكاد من تحت العصابة ... وكنت أسمع صُراخ فتاة بينما كانت تتعرض للصدمات الكهربائية ، كما سمعت امرأة تأمرها بخلع ملابسها ، وعندما وصل الأمر لهذا الحد ، صرخت " حرام " ليتم ضربي علي رأسي ، بعدها رأيت اثنين من الملتحين قد دخلوا الغرفة ، وهنا تعالي صُراخ الفتاة ... " وأضاف أنه رأي بعد ذلك دم علي أرضية نفس الغرفة التي كان بها ، وسأله معتقلوه عن سبب تأييده هو غيره للفريق أول عبد الفتاح السيسي ، وفي صباح اليوم التالي سُمح له بمغادرة اعتصام رابعة العداوية ؛ إلا أنهم لم يعيدوا له بطاقة الرقم القومي الخاصة به . وخلُصت منظمة العفو الدولية إلي أن إلقاء القبض وتعذيب المتظاهرين المشتبه في معارضتهم لمرسي غالباً ما يحدث أثناء ، أو في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي تندلع ما بين الطرفين . وكشف التقرير عن ضحية أخري لأنصار المعزول ، إذ تم اقتياد كرم حسن البالغ من العمر 45 عاماً من سكان الجيزة إلي مكان مجهول في 2 من يوليو ، وذلك عقب الاشتباكات التي اندلعت مابين سكان الجيزة ، ومتظاهري الإخوان في ميدان النهضة . وأوضحت " أمنيستي " أن والدته استطاعت التعرف عليه داخل مشرحة زينهم في 10 من يوليو ، بينما كانت تغطي الكدمات جسدة ، وشوهد آثار حروق ف الصدر ، والظهر ، والذراعين ، والساقين ، إلي جانب طعن في الصدر ، وكسر في الجمجمة . وقال جار كرم والذي كان بصحبته أثناء اعتقاله بأن مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين المسلحين كانوا يطلقون الرصاص الحي علي السكان . وأشار إلي وجود ثقبين في أحد العقارات جراء ذلك . وقال حسن صبري البالغ من العمر 20 عاماً بأنَّ مسلحين قاموا بجره إلي حديقة "الأورمان" بالقرب من اعتصام مؤيدي الإخوان في جامعة القاهرة " لقد قاموا بتكبيلي بالحبال البلاستكية ... وبدأوا في ضربنا بالعصي علي جسدنا كله ... وتعرض اثنين منا علي الأقل للنزيف ..." وتابع أنه شاهد بعد ذلك متظاهراً مذبوحاً وغارقاً في دمائه ، وأخر تم طعنه إلي أن لفظ أنفاسه الأخيرة . وقال " إنَّهم بدأوا في ضربي بعد ذلك علي رأسي ، وسقطت علي الأرض ، وتظاهرت بالموت وأنا أحبس أنفاسي ، وأعتقدوا أني قد مِت وحملوني وألقو بي في مكان به جثتين ." أما الصحفي شهاب الدين عبد الرازق ، البالغ من العمر 23 عاما ً فلقد تم اقتياده هو الأخري إلي داخل خيمة في ميدان رابعة العدوية في 3 من يوليو ، وتعرض للضرب بعصا خشبية علي الرأس ، والظهر ، والساقين.
وقالت حسيبة حاج صحراوي- نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية- بأنَّ : " الادعاءات بقيام الأفراد بالتعذيب أمر خطير للغاية ، وينبغي التحقيق فيها علي الفور ... فالاستخدام الواضح للتعذيب بهدف شن هجمات انتقامية أمر غير مقبول . فلا يجوز للأفراد تطبيق القانون بأيديهم . وتتحمل القيادات السياسية مسؤولية إدانة هذه الأفعال الإجرامية ومطالبة مؤيديها بنبذ مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان . ولا ينبغي للحكومة المصرية ، علي الرغم من ذلك ، استغلال تلك الجرائم ، التي ارتبكها قلة كذريعة للقيام بمعاقبة جماعية لأنصار مرسي ، أو استخدام القوة المفرطة لتفريق الاعتصامات ... وتابعت القول : " حتي نكون علي بينة من أمرنا ؛ فإن اعتقال الناس لمجرد اختلافهم في الرأي ، وتعذيبهم هو فعل إجرامي ، وينبغي محاسبة مرتكبيه ."
وأشار التقرير إلي أنَّ وزارة الداخلية كانت قد صرحت في 30 من يوليو بعثورها علي 11 جثة عليها آثار تعذيب منذ اندلاع الأزمة . وتابعت المنظمة الدولية القول بأن 10 من الناجيين من أيدي أنصار مرسي قد تقدموا ببلاغات تفيد تعرضهم للتعذيب .