أكد "مرصد مكافحة العنف" الذي أنشأته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن أحداث العنف التي وقعت في البلاد على مدار اليومين الماضيين يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري، مطالبًا الدولة بالتعامل بكل حزم مع من تسول له نفسه تقسيم الدولة المصرية بين طوائف أو أحزاب مختلفة. وأشار المرصد إلى أن أحداث العنف التي وقعت في المحافظات المصرية المختلفة، أسفرت عن وقوع ثلاثة قتلى وثلاثة وعشرين مصابًا حصيلة يومين فقط ففي محافظة شمال سيناء تعرضت نقطة أمنية بجوار أحد فنادق العريش لهجوم مسلح، من قبل مسلحين أطلقوا النيران عليها وأصيب أحد الجنود وتم نقله لمستشفى العريش العسكري، كما قام مجموعة من الإرهابيين باقتحام معسكر للجيش بحي الصفا برفح وأطلقت نيران على منطقة أمنية واستشهد مجند بالعريش يدعى محمود فتحي محمد. كما استهدف مجموعة من الإرهابيين منطقة أمنية بالعريش وأطلقوا عليهم النيران مما أسفرت عن مقتل المجند محمود سيد أحمد 21 سنة بطلق ناري، كما ضبطت قنبلة يدوية داخل سيارة، يستقلها شخصان، سبق ضبطهما في كمين الريسة شرق العريش، كما زرعت عبوة ناسفة على طريق مدرعة تابعة لقوات الأمن المنتشرة في مناطق غرب العريش، وانفجرت العبوة قبل وصول المدرعة، دون أن يتسبب الانفجار في أي خسائر. وفي منطقة الطالبية بالهرم وقعت اشتباكات بين عدد من أصحاب المحلات ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، الذين خرجوا في مسيرة للمطالبة بعودته رئيسًا للجمهورية، وتم استخدام الخرطوش في الاشتباكات إلى أن تدخلت الشرطة لفض الاشتباكات. وفي محافظة الجيزة، تعدى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على سائق أتوبيس نقل عام يدعي محمود إبراهيم منجود 31 سنة أثناء سيرة في الطريق المؤدى إلى ميدان النهضة، وهشموا أجزاء من الأتوبيس الذي كان يستقله وإحداث تلفيات عبارة عن كسر الزجاج الجانبي الأيمن والأيسر للأتوبيس وحرر محضر بالواقعة يحمل رقم 12024 لسنة 2013.
وفي محافظة الشرقية، نشبت اشتباكات بين أهالي قرية النخاس، مركز الزقازيق، وجماعة الإخوان بسبب قيام "توك توك" بتشغيل أغنية وطنية تدعم الجيش بجوار مسيرة خرجت عقب صلاة التراويح من مسجد القرية تردد هتافات معادية للجيش، مما استفز أحد المشاركين، وقام بسب السائق فتوقف السائق وتبادلا الطرفان السباب، فتجمع الأهالي والسائق، وتطورت المشادات إلى اشتباكات أدت إلى تحطيم التوك توك. وفي محافظة المنوفية، وقعت اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه بمركزي السادات وأشمون وبالتحديد في شارع سوق الخضار بمدينة السادات وقرية الكوادى مركز أشمون، حينما قام مؤيدو الرئيس المعزول، بالخروج في مسيرتين عقب صلاة التراويح، احتجاجًا على ما وصفوه "الانقلاب على الشرعية"، والمطالبة بعودة الرئيس المعزول مرددين هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة، مما أثار غضب الأهالي بالمدينة والقرية فاعترضوا طريق المسيرتين، وحدثت اشتباكات بين المؤيدين والمعارضين أسفرت عن إصابة خمسة أشخاص منهم شخص يدعى شريف على محمد سعد، 26 عامًا. وفي محافظة الدقهلية، طعن أحد مؤيدي الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، رجلا بقرية سلامون القماش التابعة لمركز المنصورة يدعى السيد أبو شبارة 45 سنة، بعد رفضه قيام أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بتوزيع منشورات تسيء للقوات المسلحة. وفي محافظة الإسماعيلية، نشبت مشاجرة بين أحد أعضاء جماعة الإخوان وسائق وذلك عقب صلاة المغرب بمدينة التل الكبير، بسبب قيام الأول بتوجيه انتقادات حادة والتطاول على القوات المسلحة مما أثار حفيظة الثاني واستياءه ورفضه لذلك، وعليه قام المواطن المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بالتعدي على الآخر بسكين كان بحوزته بعدة طعنات أودت بحياته.. على أثر ذلك قام أهلة المتوفى بالتوجه إلى محل إقامة الأول بقرية الحمادة بالتل الكبير وقاموا بالاشتباك مع أهله ونجم عن ذلك إحداث حريق بأربعة محلات وتحطيم محلين. وأكدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان دعمها الكامل للحق في التظاهر السلمي وإنها تستنكر في الوقت ذاته أي محاولات تخرج عن هذا الإطار من اللجوء إلى العنف أو الإضرار بالمرافق العامة للدولة أو التعدي على المواطنين أو قطع الطرق وإيقاف حركة المرور والمواصلات أمام المواطنين أو التعدي على قاطني تلك المناطق القريبة من المظاهرات. وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، إن الانسياق إلى العنف لا ينتج عنه سوي المزيد من الضحايا، فيجب نبذ العنف من الاتجاهات كافة والدعوة إلى الانخراط في أحضان الوطن مرة أخرى لتحقيق الاستقرار والأمان ولدفع عجلة التنمية إلى الأمام. وطالب أبو سعدة المعتصمين بميدان رابعة العدوية والنهضة بفض الاعتصام حقنا للدماء تفاديًا لأي صدام قد ينتج عنه المزيد من الضحايا، ويؤدي إلى الاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد، مشددًا على كون الدولة المصرية في حاجة إلى سواعد كل أبنائها على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية والأيديولوجية. أكرم