قبل أن تنتهي المحافظات المصرية من تجفيف دموعها من مجزرة الحرس الجمهوري، التي راح ضحيتها أكثر من 62 شهيدًَا وأكثر من خمسمائة جريح، استيقظ الشعب المصري على كارثة جديدة، وهي مجزرة طريق النصر التي راح ضحيتها أكثر 100 شهيد، وأكثر من 5000 جريح لتشتعل نار المحافظات مرة أخرى. ورغم العرس الشديد الذي شهدته الميادين المصرية في فعاليات جمعة "التفويض" التي دعا إليها الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلا أن النهاية كانت دموية كما كان متوقعًا، حيث خلفت المليونية أكثر من 27 شهيدًا و177 مصابًا حسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة، ونحو 129 شهيدًا وآلاف المصابين حسب الإحصاءات التي أعلنت عنها المستشفى الميداني برابعة العدوية. ففي القاهرة، بدأت فعاليات الأحداث بتوافد آلاف المتظاهرين على كل الميادين بالعاصمة المؤيدة والمعارضة للرئيس المعزول محمد مرسى، واستمرت الفعاليات دون أي مشاكل حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، عندما اندلعت اشتباكات خفيفة بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين من أنصار محمد مرسي الذين حاولوا الخروج في مسيرة أعلى كوبري أكتوبر من جهة طريق النصر، وهو الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات الأمن للتصدي لهم لمنع تعطيل حركة المرور، ما أسفر عن وقوع مصادمات خفيفة بين قوات الأمن وقوات الشرطة مخلفة وراءها أكثر من 35 مصابًا دون وقوع أي قتلى. وفي تمام الساعة الرابعة صباحًا، تجددت الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي انضم إليها عشرات الشباب من تنظيم بلاك بلوك والأهالي المؤيدين للجيش والشرطة، وطبقًا للأرقام الرسمية التي أعلن عنها الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة والسكان، فإن أحداث شارع النصر، قد أسفرت عن مقتل 27 شخصًا وإصابة 177 آخرين، مؤكدًا أن جثث القتلى موجودة حاليًا فى مشرحة مستشفى التأمين الصحى. أما المستشفى الميدانى برابعة العدوية، فقد أعلن أن عدد الشهداء في أحداث طريق النصر أمام النصب التذكاري بلغ نحو 129 قتيلاً وأكثر من 4500 مصاب. وأكد مدير المستشفى الميداني أن معظم الحالات هي قنص في الرأس والرقبة والصدر مباشرة، وتم تحويل حالات خطرة كثيرة في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات المجاورة، مع احتمال ارتفاع عدد الشهداء بسبب وجود حالات حرجة جدًا. وفي محافظة الإسكندرية، اندلعت الاشتباكات العنيفة بين مؤيدي مرسى والمتظاهرين عقب صلاة الجمعة بعد انطلاق 5 مسيرات مؤيدة للرئيس المعزول من أماكن متفرقة من الإسكندرية، متجهة إلى مسجد القائد إبراهيم، معلنة رفضها للانقلاب العسكري، إلا أن جميع المسيرات اصطدمت بآلاف المتظاهرين المؤيدين للقوات المسلحة، المحتمية بمدرعات الشرطة، وهو ما أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة استمرت حتى وقت متأخر من الليل، ونتج عنها مقتل 7 مواطنين، وهم: السيد رجب محمد السيد، 35 عامًا، ومحمد حسن الإبراشي، 50 عامًا، ومصطفى جلال، 26 عامًا، ويوسف عبد القادر، 13 عامًا، ومحمد عبد العاطي مبروك، 50 عامًا، وأبو بكر يسري ياقوت، 25 عامًا، وسعيد فوزي محمد إبراهيم، 40 عامًا، فضلاً عن إصابة أكثر من 200 مصاب، منهم 13 مصابًا بالخرطوش، تم نقلهم إلى مستشفى الأميرى الجامعى. وجاء تشييع جثامين الضحايا في المحافظات المصرية في مواكب جنائزية مهيبة اتشحت بالسواد حزنًا وألمًا على ما يسود مصر من فرقة وتعصب وأعمال عنف جديدة وغريبة على الشعب المصري. أقرأ أيضًا: * أهالى شهداء أسيوط يطالبون بكشف غموض مقتل 5 من أبنائهم * أسر شهداء الإسكندرية يروون تفاصيل المأساة * البحيرة تتشح بالسواد بعد وفاة 11 من أبنائها فى مجزرة الحرس الجمهورى * "الراوى" شهيد السويس مات وهو يسقى المتظاهرين الماء البارد * مشيعو شهداء الشرقية يفوضون "السيسى" فى القضاء على الإرهاب * الفيوم تودع خمسة شهداء بمجزرة الحرس الجمهورى وطريق النصر * الحزن يخيم على الخانكة بعد رحيل طبيب قرية "المنايل" * الأحزاب الإسلامية تطالب بتدويل قضية شهيدات المنصورة * الحزن يخيم علي قرية " تيرة " بالدقهلية حزنا علي شهيد "النصر" * أهالى دمنهور يشيعون جثمان شهيد مجزرة المنصة * الآلاف يشيعون جنازة "هريدى" ببورسعيد * جنازة شعبية مهيبة لأمين الحرية والعدالة فى جنوبسيناء * 5 قتلى و30 مصابًا.. نصيب مطروح بعد 30 يونيه * المئات يشيعون ضحايا النصب التذكارى بالغربية