أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل عن رغبة الحركة في التوصل إلى مصالحة فلسطينية، معتبرا أن ما يقف بوجهها هو الفيتو الأمريكي المفروض عليها من أجل إضعاف موقف المفاوض الفلسطيني. وقال مشعل في لقاء جمعه مع الإعلاميين في دمشق الأحد:"إن المصالحة الفلسطينية عليها فيتو أمريكي"، مؤكدا أنه سمع من "مسؤوليتين عرب وأوروبيين كلاما واضحا بعضه من (المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج) ميتشل بان الأمريكيين لن يسمحوا بالمصالحة إلا إذا خضعت حماس لشروط اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط. وتطالب اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة حماس بالاعتراف بإسرائيل. وتابع مشعل " المصالحة ليست فقط مرفوضة وعليها فيتو أمريكي ولكنها ليست مطروحة على الطاولة أصلا فالمطروح اليوم هو استئناف المفاوضات". وعزا هذا الفيتو "لكون المفاوض الفلسطيني في ظل الانقسام يسهل أكله وتطويعه بينما المفاوض المستند على المصالحة والوحدة الوطنية ووثيقة الميثاق الوطني 2006 سيكون صعبا" متهما الولاياتالمتحدة "بالبحث اليوم عن انجاز سياسي خارجي ولو شكلي". وحذر مشعل من أن "المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى تعتبر استسلاما وأن من يذهب إلى المفاوضات بدون أوراق قوة هو انتحار" مؤكدا أن "السلام كما الحرب يلزمه موازين قوى". كما أشار مشعل إلى أنه "طرق الأبواب قبل قمة سرت وأثناءها وبعدها وكانت النتيجة واحدة بأن المصالحة ضحية الفيتو بسبب وجود أولوية ثانية هي استئناف المفاوضات" مؤكدا استعداده للتفاوض مع جميع البلدان ما عدا إسرائيل. وأوضح أن الانقسام في البيت الفلسطيني قديم إلا أنه "كان في الخارج سابقا بينما اليوم هو انقسام داخلي وجغرافي" لافتا إلى أن " إسرائيل تلعب على هذا الواقع وتحاول إقامة كيانين وتفتيت مشروع الدولة الفلسطينية". وقال "ليس لدينا من خيار. هناك خلاف سياسي مع فتح لكننا سكان بيت واحد مهما اختلفنا سياسيا ولا بد أن نتفاهم ونتعايش ضمن معيشتنا في البيت الواحد". وتابع "يمكن للناس أن يختلفوا سياسيا عندما يكونون بعيدين جغرافيا ولكن في الداخل لا يمكن إلا صياغة صيغة تعايش" مؤكدا على أهمية أن يتم ذلك "في ظل قاعدة ديمقراطية وعلى وجود نوع من التوافق الوطني يضم الجميع بعيدا عن صيغة التفرد". وحول إمكانية قيام حرب قادمة مع إسرائيل أجاب مشعل "إننا لا نجزم بالغيب ونحن لا نسعى للحرب ولكن إن وقعت الحرب فنحن سنقاتل قتال الرجال، إننا لا نعلن الحرب ولكننا نستعد لها لان عدونا مجرم ولان القتال والحرب والإرهاب هي جزء من شخصيته". وحول ملف التفاوض المتعلق بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة أكد مشعل بأنه لا جديد بشأنه بسبب "تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عرضه قبل الأخير بعد اجتماعه مع الحكومة المصغرة". وأكد أن "الأمريكيين تدخلوا لدى نتنياهو وطلبوا منه عدم إتمام الصفقة لأن ذلك يدعم حماس ويضعف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".