اختلف مراقبون ومحللون سياسيون حول تقييمهم لدعوات التظاهر المختلفة يوم الجمعة وسط تخوف من سيطرة العنف على الشارع، خشية تحول التظاهرات المضادة إلى بحار من الدماء والاعتراك الأهلي، فيما قلل آخرون من تلك المخاوف مؤكدين أن اليوم سيمر بسلام لأن الشعب المصري يمتاز بالتعقل. وتوقع الدكتور سيعد اللاوندي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حدوث المزيد من الاشتباكات بالميادين نتيجة تصادم القوى السياسية بمختلف تياراتها، وذلك عقب دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي فى خطابه للشعب أمس؛ للنزول إلى الميادين لتفويضه بمحاربة الإرهاب، وذلك بسبب قرب تجمعات التيارات السياسية المؤيدة والمعارضة، بل ربما يتنازعان على مكان واحد. وأشار إلى وجود تخوف شديد من حدوث دماء أو قتل نتيجة تصادم تلك المسيرات المؤيدة والمعارضة غير أن غياب السيسي ظهرت من خلاله نبرة إتاحة التصدي لتيارات الإسلامية حينما ارتكز الخطاب على "تفويضه بمحاربة الإرهاب"، مضيفًا أنه كان يجب على السيسي حسم الأمور دون تصادم بين القوى والتيارات المختلفة، لافتًا إلى أن تظاهرات القاهرة والجيزة ربما أمكن السيطرة عليها لأن القوى المؤيدة للرئيس المعزول يمكن ألا تخرج من ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وهو الأمر الذى سيقابله احتشاد للقوى الثورية بميدان التحرير. بينما توقع محمد السعيد، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تمر التظاهرات بخير، وأن يملأ المواطنون الميادين استجابة للدعوة بشكل يفوق يوم 30 يونيه الماضي نتيجة المعاناة التي عاناها الشعب منذ سقوط مرسي، مضيفًا أن السيسي لم يطلب من المواطنين الالتحام بالإخوان. وقال إن السيسي يسير في الطريق الصحيح ولن يفرض على الشعب النزول لأنه يريد دعم الإرادة الشعبية له وأنه يستهدف في المقام الأول قطع الطريق أمام مخططات جماعة الإخوان لنشر الفوضى والانفلات الأمني في أنحاء البلاد، في الوقت الذي يريد فيه مواجهة البؤر الإرهابية بسيناء بعد تعدد التهديدات بحرق المدن واستنجاد الإخوان بالخارج، فأراد السيسي بدعوته أن يجعل الشعب المصري في الحدث وأن يكون له دور, وذلك عن طريق التظاهر السلمي المؤيد، مطالبًا التيار الإسلامي بمراجعة موقفه حيث لا يتدخل في عقائد المواطنين, لأن مصر دولة إسلامية وليس محمد مرسي وأن الشعب غير راضٍ عليه؛ لأنه كان يحكم باسم الإخوان وليس مصر.