ربطت مصادر مطلعة بين دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع للمصريين إلى النزول إلى الشارع يوم الجمعة لتفويضه في مواجهة ما وصفه ب "العنف والإرهاب"، ورفضه إجراء تعديل على "خارطة الطريق" إلى ما قالت إنها ضغوط غربية مكثفة لإعادة النظر في خارطة المستقبل التي أعلنت في الثالث من يوليو، باعتباره أن الحشود الشعبية لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي تعكس وجود رفض شعبي للإطاحة به من منصبه. وأوضحت أن "دعوة للشعب للنزول في الشوارع يوم الجمعة تعكس رغبة الفريق السيسي في تخفيف الضغوط الأوروبية عليه في حشد مؤيديه، لإبراز وجود دعم شعبي هائل لخطة "خارطة الطريق"، وقطع الطريق على أى محاولات لمؤيدي الرئيس المعزول لإعادته لمنصبه". وأشارت المصادر إلى أن إعلان السيسي "جاء بعد فشل آخر جولة من المفاوضات بين الجيش وجماعة "الإخوان المسلمين" بعد رفض الأخيرة لجميع الأطروحات، التي طرحها الجيش ومنها إمكانية "الخروج الآمن والمشرف"، لمرسي ورموز جماعته، مع إمهال الجماعة حتى نهاية شهر رمضان لتغيير موقفها وإلا أصبح التفاوض على وجودها ووجود حزبها". من جانبها، انتقدت القوى الإسلامية المؤيدة لمرسي خطاب السيسي، فيما وصفته بأنه يمهد لاستخدام الجيش العنف ضد مؤيدي الرئيس المعزول. وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "كلمة السيسي تعد دليلاً على فشل الانقلاب"، مشيرًا إلى أنه "إذا كان له مؤيدون لنزلوا من قبل دعوتهم"، وأضاف موجهًا كلامه إلى السيسي: "استنجادك بالناس لن يغني عنك شيئًا". فيما اعتبرت "الجماعة الإسلامية" أن دعوة السيسي "لن تثني الداعمين للشرعية عن موقفهم المؤيد للدكتور مرسي". ورجح المهندس أسامة حافظ، نائب رئيس مجلس شورى الجماعة، ألا تلقى هذه الدعوة أي استجابة لاسيما أن هناك دعوات مماثلة صدرت خلال الفترة الأخيرة لحشد المواطنين في التحرير والاتحادية ولم تحقق ثمارها، مشيرًا إلى أن هدفها الوحيد هو تخويف وإرهاب التيار الإسلامي. وأشار حافظ إلى أن السيسي "تصرف خلال الخطاب كأنه الحاكم الحقيقي للبلاد وهو أمر واقعي، لكنه بهذا قد تجاهل وجود الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء، وهو ما يؤكد أن إطاحة الرئيس مرسي كان يشكل انقلابًا عسكريًا بامتياز". وحذر الدكتور أنور عكاشة، القيادي الجهادي من أن خطاب السيسي يضع البلاد على شفا الحرب الأهلية ويضع الشعب في مواجهة الشعب وبل ويقرب البلاد من حالة من الفوضى الشاملة. وأعرب عن مخاوفه من تكرار السيناريو العراقي أو السوري في مصر، وأن يدخل الجيش في مواجهة مع تيار معين من الشعب، مشددًا على أن الأوضاع في مصر تسير إلى نفق مظلوم، مطالبًا عموم المصريين من الاتجاهين مؤيد ومعارض بالالتزام بالسلمية وعدم الانجرار للعنف.