بحالة هستيرية ومفاجئة من العيار الثقيل لقوات الأمن، قطع عمال شركة النوبارية شارع مجلس الشعب، اليوم الاثنين، بالنوم في منتصفه، في محاوله منهم لجذب أنظار المسؤولين داخل المجلس لحل مشكلاتهم. وسادت حالة من الهرج الشديد بعد نوم العمال في منتصف الطريق، مما دفع رجال الأمن لحمل العمال بعيدا عن الطريق الذي شهد شللا مروريا مؤقتا. وحضرت سيارتان إسعاف لنقل العمال الذين أصيبوا بإغماء إثر انفعالهم الشديد وحالة الغضب والعجز التام الذي أصيبوا به، وهم يرددون "منه لله النائب العام.. تعملوا فينا إيه تاني بعد قعدتنا 50 يوم على الرصيف"، وبعد نقل 3 من العمال إلى المستشفى سيطرت قوات الأمن على الموقف بإدخال العمال داخل "الكوردون" الأمني، دخل العمال في حالة بكاء متواصل، تخللها الدعاء لله والدعاء على المسؤولين. ومع دخول مشكلتهم في مرحلة جديدة بإحالة القضية برمتها إلى النائب العام منذ ما يقرب من أسبوع، توجه اليوم عدد من العمال إلى مكتب النائب العام لمعرفة آخر تطورات مشكلتهم. وقال صلاح الخشوان، أحد العمال المعتصمين: "قابلنا عادل سعيد، مدير مكتب النائب العام، وقال لنا خلال يومين هتتحل مشكلتكم"، كما توجه ستة من العمال المعتصمين من الشركة نفسها، اليوم، إلى وزارة القوى العاملة لمقابلة الوزيرة عائشة عبد الهادي، إلا أنهم فشلوا في لقائها. ووسط هذه الضجة التي شهدها شارع مجلس الشعب، دخل ثلاثة عمال من شركة المعدات التلفونية المعتصمين على الرصيف نفسه في إضرابهم عن الطعام، بعد دخول اعتصامهم يومه الثالث والأربعين. وبعد غياب عدة أيام، عادت فرح وأخواتها، أصغر معتصمي الرصيف في مصر، مرة أخرى إلى اعتصامهم بجوار العمال المعتصمين على الرصيف، ليعلقوا "المشانق" في رقابهم ويهتفوا "هنفضل شوكة في ضهركو.. وهنفضل صداع في دماغكو"، و"الحزب الوطني باطل.. نواب الوطني باطل". الرصيف الذي شهد إقامة جماعات مختلفة من المعتصمين، لم يخل من وجود الحالات الفردية عليه لإيصال أصواتهم إلى نواب البرلمان. ف"أميمة منصور" ولية أمر، صرخت من أعلى الرصيف "المدرسين في مدرسة الثانوية بنات في حلوان بيدوا بناتي مخدرات"، و"مستشفى الهلال اللي رحت لها أعمل فيها زرع عضو سرقت مني الرحم"، وأكدت أميمة أنها باقية على الرصيف لحين مقابلة المسؤولين واسترداد حقها وحق بناتها. وكذلك الحال مع سيدة السيد أحمد، التي رفعت لافتة كتبت عليها "أنا مفصولة من العمل بقالي سنتين.. وما بقبضش بقالي 10 شهور.. وتعييني واقف من سنة 2004". فضلا عن وجود مجموعة ال45، وهم مجموعة من المحامين الحاصلين على أحكام قضائية بالتعيين في الهيئات القضائية، والذين دخل اعتصامهم، اليوم، يومه الثامن، وعدد آخر من أصحاب الحقوق والمطالب. واستمر عمال شركة امنيسيتو في اعتصامهم أمام مجلس الشورى، ونظم اليوم حوالي 150 عامل منهم وقفة احتجاجية أمام بنك مصر بحسب العمال.