الجهاد يدير حربًا ضد مصر.. ومواطنو شبه الجزيرة يدفعون الثمن من حياتهم العادية التي انتهكت بالمعارك والانفجارات مصر فقدت لقب مستودع الحبوب الإقليمي لكنها حظيت بلقب آخر هو مخزن السلاح الإقليمي خاصة من ليبيا "هل تكون نهاية نظام مرسي في القاهرة هي بداية حكم القاعدة في سيناء؟"، هكذا بدأت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريرًا لها أمس، لافتة إلى أن منظمات الجهاد تدير حربًا ضد مصر في سيناء، في الوقت الذي يدفع فيه مواطنو الأخيرة الثمن من حياتهم العادية التي انتهكت بالمعارك والانفجارات. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه بعد أسبوعين فقط من إسقاط نظام حكم مرسي يمكن القول الآن إن تنظيمات الجهاد الإسلامي في سيناء نفذت ما تعهدت به في الأيام الأخيرة لنظام الإخوان، وهي التعهدات التي تعلقت بإقامة دولة إسلامية مستقلة في شبه الجزيرة إذا ما سقط نظام مرسي، مضيفة في تقريرها أنه بشكل يومي تقريبًا يخرج تقرير عن هجوم تنفذه تنظيمات الإرهاب المسلحة ضد قوات الأمن والجيش المنتشرة في شبه الجزيرة المصرية، كما تتمتع خلايا الإرهاب من دعم منظمات كبرى كالقاعدة وحتى منظمة حزب الله اللبنانية. وأضافت أن الجيش المصري عزز من قواته في المنطقة، حيث تم إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة لشبه الجزيرة، خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع قطاع غزة وإسرائيل، لافتة إلى أنه علاوة على الجنود هناك تعزيزات بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة ومروحيات الأباتشي، التي تكثر من عمليات الاستكشاف على الخط الحدودي مع غزة، وفي منطقة رفح، كما بعث الجيش الثالث بقوة مساعدة للعريش، بسبب تعاظم عمليات الإرهاب والهجمات المتكررة لمسلحين ضد المطار هناك. وأشارت إلى أن الجيش المصري يقوم بإغلاق أنفاق التهريب من سيناءلغزة، وهي العمليات التي يستعين فيها بصور جوية وصور بالأقمار الصناعية التي تحدد موقعها، ووفقا لبيانات الجيش فإن 80 % من أنفاق التهريب بين سيناء والقطاع تم تدميرها، موضحة أن تدمير الأنفاق وعمليات الجيش المصري المكثفة بالمنطقة القريبة من القطاع تنبع من تخوفه من وقوف نشطاء حماس وراء العمليات الإرهابية الأخيرة. وقالت إنه إزاء هذا الوضع أظهرت تل أبيب مرونة فيما يتعلق باتفاقية السلام مع القاهرة، بموافقتها للجيش المصري على إدخال كتيبتين تابعتين لسلاح المشاة واستخدامات طائرات حربية ومروحيات، وعلى الرغم من ذلك دعت حركة تمرد التي قادت الاحتجاجات في مصر وأسقطت نظام مرسي في مؤتمر صحفي إلى التفكير في إلغاء كامب ديفيد إذا منعت إسرائيل الجيش المصري من نشر قواته في سيناء. وأضافت أنه في مصر هناك مَن يتحدث عن تمويل إسرائيل لمنظمات الإرهاب في سيناء، وتنتشر نظريات تآمرية بموجبها يعمل الموساد الإسرائيلي في شبه الجزيرة كي لا يكون هناك استقرار أمني في مصر. وذكرت أن مصر فقدت لقب مستودع الحبوب الإقليمي لكنها حظيت بلقب آخر هو مخزن السلاح الإقليمي، الأمر الذي يعتبر صحيحًا جدًا فيما يتعلق بسيناء، فمنذ سقوك مبارك في 2011 يتدفق على سيناء سلاح من كل الأنواع، وأكبر مورد مركزي هو ليبيا. ونقلت عن محمود دارر، أحد سكان رفح، قوله: "نسمع طوال الوقت انفجارات ونرى الكثير من رجال الجيش وقوات الأمن، ونحاول الاستمرار في حياتنا اليومية"، مضيفا "الفوضى بدأت في الأيام الأخيرة لنظام مرسي، في البداية كان هناك مظاهرات وبعدها حاولوا فضها بالعنف، ما جعل الأمر يتطور إلى هجمات على مراكز الشرطة والجيش على يد المسلحين، وحينئذ رأينا رفح تمتلئ برجال الأمن، الشعور عندما تستيقظ صباحًا وتسمع صوتًا هادرًا في السماء، تفتح النافذة وترى مروحية أباتشي، هذا يسبب لي ضغوطًا، فما بالك بالأطفال". وأضافت أن دارر في سنوات الثلاثينات من عمره، يرتزق من بيع الهواتف النقالة بسيناء، اعتاد السفر بشكل دائم للقاهرة وفي أنحاء سيناء، إلا أن الوضع الحالي لا يتيح له ذلك، لم أعمل منذ فترة طويلة، أحاول معالجة الأمر من بيتي عبر الهاتف، هناك الكثير من رجال الجيش والكثير من الحواجز، يفتشون كل عربة بعناية، يبحثون عن العبوات الناسفة والسلاح، وكل شىء آخر يمكنه مساعدة المسلحين التابعين لتنظيم الجهاد، إذا حاولت السفر للقاهرة لجلب شحنة هواتف نقالة، سأنهي يومي في التحقيقات، وربما في السجن".