يستطيع حسام البدري أن يمشي ثابت الخطي ملكا بعد تحقيقة بطولة الدوري ، وله أيضا أن يشدو بأنشودة الأخ أبو الليف أنا ( كينج كونج ) ، بعد أن إستطاع الجمع بين بطولة كبيرة وإفراز عدد ممتاز من الناشئين للأهلي ، علي عكس أصحاب وجبات ( التيك أواي ) الشهيرة الذين فرغوا أندية مصر من نجومها . البدري إستغل الفرصة جيدا ، ولم يكن كغيره من الخبراء ، أصحاب الشهرة الهائلة والنتائج الخائبة ، ممن يشكلون الآن كريمة الفول والطعمية لتورتة التحليل الكروي المصري . وهو ما يصنع فارقا ، فتستطيع أن تميز بوضوح بين ( الكينج كونج ) الحقيقي ، و ( الخورنج ) التايواني .... كما ورد علي لسان طويل العمر واللحية أبو الليف ، وهي الكلمة التي لا أجد لها تأصيل لغوي أو تاريخي ، لكنها يقينا تحمل دلالات واضحه تشي بمعناها الشعبي .. المدير الفني للأهلي .... لم يتحجج أو يتذرع أو ( يدرع ) لأحد كسابقه ، أي نعم هاج وماج أحيانا ، لكنه جاء بالبطولة ، وسط هجوم حاد من بهوات الفضائيات الذين يتقاضون الآلاف ولا ينتجون بملاليم ، ولو راجعت تاريخ كل منهم جيدا لأدركت أن كلمة خبير أصبحت من الهوان بمكان لتطلق علي كل من هب ودب ، و تستطيع أن تعرف بالمرة سر تخلفنا وخيبة أملنا ، مع التخمة التي تعانيها مصر منهم .. الخبير فاروق جعفر مثلا ، لم يحرز بطولة واحدة في تاريخه ، ومع هذا لا يكف عن الحديث علي التكتيك والتكنيك والمخزون الإستراتيجي ، كحلقات الكابتن ( ماجد ) الكرتونية ، لكن علي أرض الواقع حدث ولا حرج ، وتتعجب عندما تعلم أنه صاحب أكبر راتب بين المدربين المصريين ، وتلهث خلفه الإدارات كلهثة الظمآن خلف شربة ماء .. !! وإلي قائمته تستطيع أن تضم الكابتن عبد العزيز عبد الشافي ( زيزو ) ، والأخ مصطفي يونس والخبير محمد صلاح والعم حلمي طولان و عصبي المزاج أنور سلامة ، وغيرهم .... رغم كم الفرص الهائلة التي أتيحت لكل منهم للتعبير عن تكنيكاته ومخزونه الإستراتيجي .. ولا أعلم علي أي أساس يسعي رجال الإسماعيلي للتعاقد مع الكباتن سلامة ، وهم من شوهدوا مؤخرا يجوبون شوارع المحروسة بميكروفونات صارخين بأعلي صوتهم ، انت فين يا سلامه ، مع التقدير للأخت جهاد ورفيق دربها محمود ، و يبدو أنهم لا يدركون أن سلامة يجلس في بيته الآن بلا عمل في إنتظار ضحية جديدة ، يضع فيها خلاصة تجربته مع أندية المظاليم . ولأننا نتحدث عن ( الكينج كونج ) ، أري أن الكابتن مجدي عبد الغني يتعامل بنفس الطريقة في رئاسته للجنة شئون اللاعبين ، ولكن بطريقة فرش الملاية ، وهي طريقة أثبتت فاعليتها كثيرا من قبل ، وعلي ما أعتقد لن تؤتي ثمارها في قضية ريعو لاعب الإتحاد السكندري ، التي تتطلب تحقيقا عادلا ، لن يحدث طبعا ، لأنك في مصر .. فكيف يصادف أن يشارك لاعب في مباريات فريقه وهو الموقوف من قبل إتحاد الكرة بقرار رسمي لغرامه موقعة عليه ، ثم تكتشف أن اللاعب ما شارك إلا بناء علي كلمة شرف ، وتعهد من الحاج محمد مصيلحي كبير الإسكندرية للكابتن عبد الغني بسداد الغرامة المالية ، وكأننا في سوق التلات أو حلقة السمك .. !! ولأن رجال غزل المحله طيبون للغاية ، سيتراجعون سريعا عن الشكوي المقدمة منهم ، تماما كما فعل من قبل المهندس حسن فريد رئيس الترسانة العام الماضي ، يجلس المسؤول من هؤلاء غاضب منفعل ، فيأتي له الشاي بالياسمين ، يرتشفه الهويني ، بينما يهمس في أذنيه سمير زاهر ببضع كلمات ، علي طريقة عبد السلام النابلسي ، فيهدأ صاحبنا و يهز رأسه لأعلي وأسفل كالعالم ببواطن الأمور ، ثم يكرر الجملة الشهيرة ( بونو بونو ) ، وهكذا ينتهي كل شيئ في غمضة عين ، مع أطيب تحياتي للوائح والقوانين في مصر ( المخروسة ) .. [email protected]