فارق الإمكانات والتحكم في إيقاع اللعب والمهارات الخاصة ترجح كفة الأهلي دائماً الأهلي يقترب من تحقيق الثنائية للمرة الرابعة عشرة في تاريخه في كل دول العالم تحظي مباريات الكأس بالمتعة والإثارة والمفاجآت لكن في مصر الوضع مختلف تماماً بسبب الأهلي الذي يجتاز منافسيه إذا كان هناك منافسون فعلاً بسهولة وانتقل من دور إلي آخر حتي وصل للمباراة النهائية وأصبح علي مشارف تحقيق إنجاز جديد بالجمع بين بطولتي الدوري والكأس في موسم واحد للمرة الرابعة عشرة في تاريخه. الأهلي افترس نبروه بالثلاثة في دور ال32 ثم هزم الزمالك بالثلاثة أيضاً في دور ال16 وهزم بتروجت بهدف في دور الثمانية ثم اجتاز عقبة الإنتاج الحربي بسهولة أمس الأول الخميس، وصعد للنهائي بعد فوزه. الأهلي في كل المباريات التي لعبها في الكأس كان واثق الخطوة يمشي ملكاً ولم يتأثر بتأخره بهدف أمام الزمالك والإنتاج الحربي وكان الرد سريعاً قاسياً حاسماً، وإذا كانت مباراة نبروه خارج الحسابات نظراً للفارق الشاسع بين الفريقين،يمكن القول إن مباراة الإنتاج الحربي كانت الأسهل في مشوار الأهلي لأن لاعبي الإنتاج كانوا علي درجة عالية من النوايا الحسنة بمعني أن لعبهم كان علي المكشوف ولم تكن هناك مفاجآت ولا إبداع ولا ابتكار، وبالتالي كان الوصول لمرمي شريف إكرامي صعباً، خاصة في الشوط الثاني، والغريب أن كل ذلك حدث رغم وجود خلل واضح في عمق دفاع الأهلي استغله سامح العيداروسي في إحراز هدف فريقه الوحيد وفشل حسن موسي في التهديف من انفراد تام بحارس الأهلي. الملاحظ في كل مباريات الكأس أن أداء الأهلي يرتبط بالنتيجة فالأداء لا يرتفع إلا عندما يتأخر الأهلي بهدف فعندما يحدث هذا يثور لاعبوه ويستدعون كل طاقاتهم البدنية وإمكاناتهم الفنية، أما عندما يتقدم الأهلي أو تكون النتيجة التعادل يكون الأداء هادئاً لأن اللاعبين لديهم ثقة في قدرتهم علي تعديل النتيجة والرد بقوة إذا تجرأ المنافسون وسجلوا هدف التقدم، كل هذا حدث في مباراة الإنتاج الحربي ولم يشعر أحد أن لاعبي الأهلي خائفون من نجاح لاعبي الإنتاج في إحراز هدف التعادل لكن الثقة كانت واضحة والفرص الخطيرة كانت من نصيب الأهلي لكن مصطفي كمال الذي «حقق» الهدف الثاني ذاد عن مرماه ببسالة وأنقذ أكثر من هدف محقق. حسام البدري المدير الفني للأهلي تعامل مع المباراة بواقعية شديدة وحافظ علي التشكيل الأساسي باستثناء الدفع بأحمد فتحي بدلاً من أحمد حسن لذلك كان التفاهم والانسجام واضحاً بين اللاعبين باستثناء الأخطاء التي ارتكبها وائل جمعة وأحمد السيد، خاصة في الشوط الأول وفي المقابل أكد طارق يحيي كفاءته كمدرب واعد، حيث كانت تغييراته وراء تفوق فريقه في الشوط الثاني وقام يحيي بإشراك محمد عبدالوهاب وحيدر أبوبكر بدلاً من فؤاد سلامة ومحمد ثابت «صاروخ» وبفضل التغييرين سيطر الإنتاج علي وسط الملعب وعندما حانت الدقيقة 76 دفع طارق يحيي بالمهاجم أبوكونيه بدلاً من الليبرو أحمد زغلول لزيادة الكثافة الهجومية لكن لاعبيه افتقدوا الحلول الفردية داخل الملعب عكس لاعبي الأهلي الذين دائماً ما يبدعون في هذه الناحية ومن هنا يأتي الفارق الكبير بين لاعبي الأهلي وباقي لاعبي الأندية الأخري لكن في كل الأحوال كسب طارق يحيي احترام الجميع بما قدمه فريقه سواء في الدوري أو الكأس. الميزة الأهم في فريق الأهلي طوال مشواره في بطولة الكأس أنه لا يدع منافسيه يتحكمون في إيقاع الأداء بل يتحكم فيه نجومه حسب رغبتهم وحسب متطلبات خطة الجهاز الفني بمعني أن لاعبي الأهلي يعرفون كيف يسرعون في الأداء وكيف يجعلونه بطيئاً يصل إلي حد الملل في بعض الأحيان والفريق الذي يتحكم في إيقاع اللعب هو الذي يفوز غالباً لذلك الأهلي مرشح فوق العادة للفوز بكأس مصر خاصة أنه أقل تعرضاً للإجهاد من لاعبي حرس الحدود لأن الفريق لم يلعب أي وقت إضافي طوال مشوار البطولة عكس الحدود الذي لعب وقتاً إضافياً أمام الإسماعيلي.