شكا عدد من فلاحي محافظة القليوبية محاولات "سوسة النخيل" افتراس أكثر من نصف مليون نخلة منتشرة في ربوع قرى المحافظة بما يهدد بالقضاء على هذه الثروة الزراعية، حيث تؤدي إلى موت أشجار النخيل تمامًا، مطالبين بتكثيف جهود المقاومة للقضاء على هذه الآفة التي تهدد قطاعًا لا بأس به من الاقتصاد الزراعي. وقال بعض المزارعين إن منطقة "القلج" من أكثر المناطق في مصر التي تقوم بزراعة أشجار النخيل بمختلف أنواعه، ويعد موسم البلح من أهم المواسم التي يعتمد عليها الأهالي كمصدر رزق، مشيرين إلى أن هذه الآفة المخيفة تغزو الآلاف من أجود أنواع النخيل وتكبدهم خسارة مادية فادحة. وقال ثروت طرابية، أحد المزارعين، إن سوسة النخيل تصيب كل أنواع النخيل، مشيرًا إلى أنها تعيش في جذع النخلة وتؤدي إلى هلاكها سواء كانت كبيرة أو صغيرة إذا لم يتم معالجتها مبكرًا. وطالب مسئولي مديرية الزراعة بالقليوبية بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لحماية النخيل من هذه الحشرة التي تقضي على آمال المزارعين من الفقراء الذين ينتظرون موسم الحصاد بفارغ الصبر من السنة إلى السنة لتزويج أبنائهم وقضاء حوائجهم وسداد ديونهم. وقال رضا طحلة، مزارع، إنه يتم مقاومة الحشرة عبر عمل فتحات في جسم النخلة المصابة ووضع الأدوية المناسبة، مشيرًا إلى أن بعض الأشجار تستجيب وبعضها الآخر لا يستجيب وهنا يتم إحراقها وما يجاورها للقضاء على الحشرة ومن انتقالها إلى أشجار أخرى. وطالب طحلة وزارة الزراعة توفير المبيدات اللازمة للقضاء على هذه الآفة دون ضرر على النخلة وتقديم يد العون للمزارعين عن طريق عمل دورات إرشادية أو إعلانات عنها من خلال شاشات التليفزيونات نظرًا لخطورة هذه الحشرة. وفي نفس السياق قال سيد الدوة، تاجر نخيل بالقلج، أن آفة سوسة النخيل أصابت الأشجار منذ 4 سنوات، ولم يتم اكتشافها إلا منذ عامين، وأن هذا المرض له تأثير كبير على ناتج طرح الثمار وصغر حجم الثمرة، حيث إن معدل إنتاج النخلة السليمة يصل من 150 إلى 200 كيلو، والنخلة المصابة بالسوس يقل إنتاجها إلى أن تنتهي النخلة بالضعف الشديد أو الموت، لأن السوسة تتغذى على محتويات النخلة من الألياف الداخلية. وبدوره قال أحد المهندسين الزراعيين، إن غياب التقييم السليم، هو أحد وأهم أسباب انتشار هذه الحشرة، فمع أن نسبة الإصابة بالسوسة في القلج مثلًا لا تقل عن 30%، إلا أن تقرير الزراعة يؤكد أن معظم أصحاب المزارع ينكرون وجود الإصابات ويخفون ذلك خوفًا من تدخل المهندسين الزراعيين. وألقى المهندس باللوم وبالمسئولية على الفلاحين، وأكد أنهم مقصرون في عدم تقدير أهمية النخيل كمصدر للدخل وعدم تعاونهم مع جهاز الزراعة، كما أن البطء في الإبلاغ عن الحالات ولجوءهم إلى العلاج العشوائي يؤدي إلى نتائج سلبية. من جانبه أكد المهندس محمد أحمد موسى، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، أنه تم شراء أجهزة هيدروليكية لمكافحة سوسة النخيل وتدريب المهندسين الزراعيين عليها، كما أن مديرية الزراعة بالقليوبية تقوم بعمل ندوات إرشادية للتعرف على هذه الحشرة وكيفية التعامل معها والوقاية اللازمة، مشيرًا إلى أنه تم توفير كميات كبيرة بالمجان من المبيدات لمكافحة هذه الآفة في جميع مراكز المحافظة. وأشار إلى أن وزارة الزراعة تقوم على تطوير صناعة إنتاج التمور، موضحًا أنه تم بالفعل العمل على دراسة مشروع لنشر بعض الأصناف عالية الإنتاج من أشجار النخيل والمنتجة لزراعات الأنسجة على سبيل المثال أصناف نخيل "البرحي" الذي ينتج متوسط 200 كيلو للنخلة الواحدة، فضلًا عن دراسة مشروع توفير عدد 10 نخلات لكل مزارع يمتلك حيازة أو يحوز مساحة من الأرض لزراعتها، مما يعود على المزارع بالنفع والزيادة في الدخل.