"مدفع رمضان" رغم رمزيته التاريخية والإسلامية، إلا أن العديد من أهالي محافظة المنيا طالبوا بتوفيره ونشره في جميع مراكز المحافظة، على غرار عاصمة الإقليم، لتنبيههم بوقت الإفطار، خاصة مع انقطاع الكهرباء واختلاف مواقيت الإفطار من مكان لآخر، إضافة إلى انتشار الأماكن المتطرفة البعيدة عن العمران. وقال مصطفى عبد المنعم، حاصل على ليسانس حقوق ومقيم في أبوقرقاص، إنه كان فى زيارة لأحد أقاربه بمدينة المنيا وعرف منهم أنهم لا يفطرون إلا عندما يسمعون صوت طلقات المدفع الموجود بشارع كورنيش النيل. وأضاف وقتها شعرت بنوع من الضيق لأن مثل هذا المدفع غير موجود بأى مركز سوى مدينة المنيا فقط, وطالب وزارة الداخلية بتوفير مدافع بعواصم المراكز أسوة بعاصمة المحافظة ليتمكن الصائمون من الإفطار عليه. واتفق معه مدحت فوزي، أحد مواطني دير مواس، أنه يسكن فى مكان متطرف ولا يتمكن من سماع صوت الأذان، الأمر الذي يضطره للإفطار عقب أذان التليفزيون بربع ساعة أو عن طريق الاتصال بأحد أصدقائه لمعرفة موعد الأذان. فيما أكد الرقيب سيد شحاتة عبد العليم 54 سنة مسئول المدفع بالمنيا أنه يعمل على المدفع منذ سنوات طويلة وأنه يحصل على الذخيرة الحية اللازمة لتشغيل المدفع من قسم شرطة المنيا قبل موعد الإطلاق بساعتين ليضعها بالمدفع استعدادًا لإطلاقه كل يوم من أيام الشهر الكريم. وحول طقوس عمله مع المدفع أشار إلى أنه قبل الشهر الكريم بأيام يقوم بعمل صيانة للمدفع عن طريق تنظيفه وغسل الماسورة والتأكد من عدم وجود أى حائل أو شوائب تمنع مرور الطلقة وإحداث الصوت المتعارف عليه كل عام, مشيرًا إلى تولى 3 عساكر شرطة حراسة وتأمين المدفع طوال الشهر بحيث يعمل كل منهم 12 ساعة فقط. وأوضح مسئول المدفع أنه برغم أن المدفع له بديل أو مدفع احتياطي وهو الموجود أمام قسم شرطة المنيا إلا أن مسئول المدفع ليس له بديل, موضحا انه المسئول الوحيد عن إطلاق المدفع بالمنيا بحكم خبرته بالعمل. يذكر أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 ه أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.