أكد علماء أزهريون، أمس، ضرورة النزول عند إرادة الشعب المصري، الذي خرج إلى الشوارع والميادين، رافضاً حكم جماعة "الإخوان المسلمين" بعد الأخطاء الفادحة التي وقع فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وتدخل جماعته في إدارة شؤون البلاد، مطالبين الجماعة بالتعقل وتغليب صوت العقل ، والكف عن التظاهر وإشاعة الفوضى، والانصياع لإرادة الأمة المصرية . وقال مفتي مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر نصر فريد واصل وفقا ل" الخليج" :إن إطاحة مرسي لا تمثل أي خروج على تعاليم ومبادئ الشريعة الإسلامية، خاصة بعد خروج ملايين المصريين للمطالبة بعزله يوم 30 يونيو الماضي، وأوضح أن الشعب هو مصدر السلطات فهو الذي جاء بمرسي وهو الذي أطاحه، وإرادة الشعب يجب أن تحترم، وأضاف كان ينبغي على الرئيس المعزول أن يكون حكيماً وأن ينزل عند إرادة شعبه، وأن يحقن دماء أنصاره ودماء المخالفين له والمعترضين على استمراره، فحرمة الدماء تتقدم حرمة بيت الله الحرام، وكرسي السلطة لا يستحق أن نضحي من أجله بنفس واحدة حرم الله قتلها إلا بالحق . وطالب واصل حكماء الجماعة بالانصياع لإرادة الأمة وتغليب مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ووقف التحريض وصرف أتباعهم من الشوارع والميادين والاستعداد للانتخابات وبذل الجهد لاستعادة ثقة الشعب، بدلا من دفع الأتباع والأنصار إلى مواجهات دامية، ووصف محاولات قيادات الإخوان الرامية إلى الاستقواء بالخارج ب “الجريمة” التي لا يمكن قبولها، وحذر من احتكاك المتظاهرين بقوات الأمن، مؤكداً أن الجيش خط أحمر، وأن التصدي لرجال الأمن من الجيش والشرطة جريمة يجب أن يعاقب مرتكبها . وحذر الشباب المتحمس والمندفع من الانسياق وراء الفتاوى المتسرعة التي تدفع الشباب إلى الانتحار تحت ستار الجهاد وبذل النفس لاستعادة الشرعية . وطالب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر محمد رأفت عثمان جماعة الإخوان بالتعقل والتوقف الفوري عن دفع أنصارهم إلى الدخول في مواجهات مع أجهزة الأمن، وقال ينبغي أن تستجيب الجماعة لنداءات المصالحة الوطنية وأن تكف عن التحريض، وينبغي أن تقبض الدولة على زمام الأمور، مشيراً إلى جواز اتخاذ الدولة إجراءات استثنائية للحفاظ على أمن الوطن .