"من 4 إلى 9 سنين".. تعرف على سن التقدم للمدارس اليابانية والشروط الواجب توافرها (تفاصيل)    بحضور وكيل مديرية الشباب.. "معزة" جائزة أحسن مشجع بدورة رياضية بالمنيا    جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني ببني سويف    الفيومي: قرار زيادة حدود السحب النقدي خطوة لتعزيز الشمول المالي ودعم الاقتصاد    هانى سرى الدين: نحتاج وضع خطة ترويجية لتحسين المنتج العقاري ليكون قابلًا للتصدير    دفاع الشيوخ: الأمن القومي أولوية قصوى وفي مقدمة اهتمامات الرئيس    وزارة النقل العراقية توضح حقيقة فيديو الكلاب الشاردة في مطار بغداد الدولي    أنشيلوتى: لدى ثقة فى اللاعبين وسنكون الأبطال غدا أمام السيتى    أردوغان يحمل نتنياهو مسؤولية الهجوم الإيراني على إسرائيل    الأهلي يهزم الزمالك للمرة الثالثة على التوالي في نهائي السوبر الإفريقي    لجنة متابعة إجراءات عوامل الأمن والسلامة لحمامات السباحة تزور نادي كفر الشيخ الرياضي    تحت رعاية ابدأ.. انطلاق النسخة الثالثة من المعرض الدولي "إديوتك إيجيبت"    شاهد مرافعة النيابة أمام المحكمة فى قضية سائق أوبر المتهم بواقعة حبيبة الشماع    محافظ دمياط تناقش استعدادات مدينة رأس البر لاستقبال شم النسيم وموسم صيف 2024    أحمد عبد العزيز يحضر عزاء الراحلة شيرين سيف النصر بالحامدية الشاذلية    «مكنتش حابب».. حمادة هلال يكشف مفاجأة عن دور نجله بالمداح    خبير تغذية يحذر من هذه العادات: تزيد الوزن "فيديو"    برلمانية: التصديق على قانون «رعاية المسنين» يؤكد اهتمام الرئيس بكل طوائف المجتمع    للمرة الثالثة على التوالى.. نوران جوهر تتوج ببطولة بلاك بول الدولية للإسكواش    برلماني: خروج محافظة قنا من التأمين الصحي الشامل أمر غير مقبول    التخطيط: توجية استثمارات بقيمة 4,4 مليار جنيه لقطاع الإسكان بالقليوبية    شولتس يعلن اتفاقه مع شي على التنسيق بشأن مؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا    إصابة فني تكييف إثر سقوطه من علو بالعجوزة    ضبط 7300 عبوة ألعاب نارية في الفيوم    فوز العهد اللبناني على النهضة العماني بذهاب نهائي كأس الاتحاد الآسيوي    إسلام أسامة يحصد فضية بطولة العالم للسلاح للشباب (صور)    أحمد حسام ميدو يكشف عن أكثر شخصية جاذبة للستات    أفلام كان وإدفا في الإسكندرية للفيلم القصير.. القائمة الكاملة لمسابقات الدورة العاشرة    برلماني عن المثلية في المدارس الألمانية: "بعت للوزارة ومردتش عليا" (فيديو)    خالد الجندي: نشكر «المتحدة» على برامجها ونقل الفعاليات الدينية في رمضان    فانتازي يلا كورة.. دفاع إيفرتون يتسلح بجوديسون بارك في الجولة المزدوجة    بالشيكولاتة.. رئيس جامعة الأزهر يحفز العاملين بعد عودتهم من إجازة العيد.. صور    بعد إصابة 50 شخصًا في أعينهم.. ضبط 8 آلاف قطعة ألعاب نارية قبل بيعها بسوهاج    أوبل تستبدل كروس لاند بفرونتيرا الجديدة    الخميس.. "بأم عيني 1948" عرض فلسطيني في ضيافة الهناجر    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    بعد انتهاء إجازة العيد.. مواعيد غلق المحلات والمطاعم والكافيهات 2024    وزير الأوقاف يكرِّم شركاء النجاح من الأئمة والواعظات ومديري العموم    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    توقعات برج الدلو في النصف الثاني من أبريل 2024: فرص غير متوقعة للحب    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    ناقد رياضي يوضح أسباب هزيمة النادي الأهلى أمام الزمالك في مباراة القمة    مؤتمر كين: ندرك مدى خطورة أرسنال.. وتعلمنا دروس لقاء الذهاب    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    بعد التحذير الرسمي من المضادات الحيوية.. ما مخاطر «الجائحة الصامتة»؟    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    بضربة شوية.. مقتل منجد في مشاجرة الجيران بسوهاج    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    «لا تتركوا منازلكم».. تحذير ل5 فئات من الخروج خلال ساعات بسبب الطقس السيئ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    بعد نحو عام من الصراع.. مؤتمر باريس يجمع 2 مليار يورو للسودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر وقوتها الناعمة...!!
نشر في المصريون يوم 03 - 05 - 2010

لا شك أن أي متابع موضوعي منصف للدور المصري على الساحة الخارجية يلحظ الآن وبوضوح شديد انحساراً بل تآكلا مستمرا في قوة مصر الناعمة في دوائر عدة من المجالات الحيوية شديدة الأهمية لمصر الدولة والشعب والمكانة والتاريخ، بغض النظر عن الحاكم أو الحكومة أو السلطة الحاكمة، ومصطلح القوة الناعمة أو ال (Soft Power) من المصطلحات الحديثة نسبيا في هذا المجال، وقد طرحه خلال التسعينات الدكتور(جوزيف ناي) رئيس مجلس الاستخبارات الوطني الأميركي، ومساعد وزير الدفاع في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
وتعد القوة الناعمة أحد أبرز أشكال القوة التي تستخدمها الدولة في سياساتها الخارجية، وتشكل إطارا عاما من الأنماط والسلوكيات الثقافية والدبلوماسية والسياسية تسعى من خلالها إلى حماية مصالحها، والترغيب في إقامة العلاقات المتينة معها، وتحقيق أهدافها والترويج لأفكارها وسياساتها وأيديولوجياتها المختلة، دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية الخشنة أو ال (Hard Power) وبدهي أنه ينبغي ألا تتبنى الحكومات تفعيل قوتها الناعمة بطريقة فِجَّة؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وفي الواقع فإن العديد من مظاهر القوة الناعمة يجب ألا ترتبط بالحكومات مباشرة، رغم أنها قد تساهم جزئياً في تحقيق أهدافها، وتكمن أهمية القوة الناعمة في أنها تجعل للدولة ثقلا إقليميا ودوليا، إضافة إلى العناصر الإستراتيجية الأخرى التي تزيد من قوة الدولة ومكانتها العالمية.
ومن الملاحظ أن كثيرا من الدول بعد انتهاء الحرب الباردة اتجهت بقوة نحو تفعيل مصادر وعناصر قوتها الناعمة، ومظاهر ذلك آخذة في التصاعد والازدياد، خاصة في عصر العولمة والمعلوماتية والسماوات المفتوحة، فعلى سبيل المثال أصبحت الدراما التركية (خاصة المسلسلات) أحد أبرز وسائل السياسة الخارجية التركية في العالم العربي ضمن القوة الناعمة لتركيا، واستطاعت هذه الدراما أن تحدث تأثيرا إيجابيا لدى الكثير من المشاهدين العرب، وقد تزامن ذلك مع عودة الدور التركي ( العثماني...!!) في العالم الإسلامي، والمواقف الإيجابية الرائعة والمشَرِّفَة التي اتخذتها تركيا ( وبخاصة رئيس وزرائها السيد رجب طيب أردوغان) تجاه القضايا العربية المصيرية، لاسيما القضية الفلسطينية والقدس، والموقف التركي المشرف إبان حرب غزة الأخيرة...!!
في المقابل يرصد الباحثون تراجعا مصريا دراماتيكيا في معظم المجالات: ففي مجال الدراما لا تنازع في حقيقة تراجع الدور المصري لصالح الدور السوري، وفي المجال الإعلامي اكتسحت فضائية الجزيرة القطرية بمهارة وجدارة واستحقاق وحرفية وجودة عالية سوق الخبر وصناعة الرأي العام، وصياغة وتشكيل ميوله وتوجهاته، على حساب القنوات المصرية العتيقة التي لا تتمتع بمصداقية كبيرة (...!!)حتى لدى البقية الباقية من مشاهديها، وفي الحضور السياسي والدبلوماسي العالمي بدأت الأنظار تتطلع إلى عواصم وحواضر عربية أخرى كالدوحة والرياض ، وتبتعد شيئا فشيئا عن القاهرة وشرم الشيخ وسيشكل ذلك حتما على المدى البعيد ضربة قوية للنفوذ الثقافي والحضور السياسي والدبلوماسي المصري.
في الحقيقة وبصراحة شديدة لا بد من مراجعة شاملة وفورية لمجمل الوضع المصري برمته وبكل تداخلاته وتعقيداته وتشابكاته المختلفة لمعرفة أسباب هذا التردي العام الذي أدى إلى تآكل القوة الناعمة المصرية بهذا الشكل المذري، ففي الوقت الذي تتعاظم فيه قوى الدول الأخرى، ويتغير العالم من حولنا لا زلنا نتعامل بقدر كبير من التعالي والغرور وازدراء الآخرين، واحتقار آرائهم، وتهيمن النظرة الضيقة لمصالحنا الوطنية العليا على صناعة القرار، وتغيب الرؤية الإستراتيجية بعيدة المدى، ويدافع عن هذه النظرة أشخاص أحاديو التفكير انفراديون يهمشون الآخر، ولا يقيمون له وزنا، ويتصرفون في غطرسة وشيفونية زائفة!!
وهذه الطريق لو استمرت بنفس الأسلوب فمن المؤكد أنها ستؤدي إلى انقراض قوتنا الناعمة وزوالها تماماً، فالكثير من دول العالم في عالمنا العربي وإفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية قد تغير بالفعل وأصبح يساير عصر المعلوماتية ومجتمع المعرفة، بينما لا تزال مصر (بمؤسساتها الضعيفة الهشة، ونظام حكمها المركزي المتسلط ...!!) محصورة (أو محاصرة ) في تراث المجتمعات التقليدية المتخلف ( التي يسميها جوزيف ناي بالمجتمعات ما قبل الصناعية) بينما تنهض وتنطلق دول أخرى مثل الصين والهند والبرازيل بما لديها من اقتصاديات قوية وما تمتلكه من منظومة إدارية شفافة لها آليات وقوانين محددة تطبق على الجميع دون أي محسوبيات أو تلاعب.
إن أحدث حصاد مرٍّ جنته مصر من سياسات التعالي على مجالها الحيوي في عالمها العربي وقارتها الأفريقية يتمثل في فشل مؤتمر شرم الشيخ لدول حوض النيل، واتجاه دول المنبع السبع للانفراد بالقرارات المهمة المتعلقة بمستقبل مياه نهر النيل الذي يمد مصر بنحو(98%) من احتياجاتها من المياه العذبة التي هي الحياة !! في نفس الوقت الذي تتواجد فيه إسرائيل بكثافة في هذه الدول وتقيم معها علاقات دبلوماسية واقتصادية حميمة، ودخلت دول أخرى على الخط للاستثمار في دول حوض النيل مثل الصين وإيطاليا وإيران...!!
أما مصر فقد حصرت عزتها وكرامتها الوطنية بكل شيفونية في مباراة كرة قدم... واكتفت من أفريقيا ببطولات كأس الأمم الأفريقية...!! نصيحة أقولها مخلصاً لكل من يهمه الأمر (...): إذا ما استمرت الاتجاهات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية السائدة حاليا في مصر أم الدنيا وأرض الكنانة فلا تبتئسوا ولا تحزنوا إن ضاعت كل قوتنا الناعمة وغير الناعمة، وانتقلت الزعامة والقيادة في المنطقة إلى أيدٍ أخرى أكثر مهارة وإتقاناً، وعقول أكثر وعياً ونضجاً، وأسرع فهماً وإدراكاً للمتغيرات الدولية المتلاحقة!!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.