بعد بيان الفريق الأول عبدالفتاح السيسى، كتبت على حسابى، مساء الأول من يوليو 2013: أن التالى كان ردى على صديق إلكترونى: أما الحديث عن الحالة المصرية، فلا تتعجلوا بالحكم عليها، فمصر دوماً بلد كبير وصاحب تاريخ مهما حدث لها، كما أن الأمر أصبح أكثر تعقيداً بعد ثورة يناير أكثر مما فى تصوراتكم السريعة الآن، وأن بيان الفريق السيسى بالنسبة لى سيظل عملاًً استثنائياً خارج السياق الاستراتيچى المفترض، وأتوقع أن الأمر يحتاج غداً أو بعد غد إلى إعادة نظر، ليس بالضرورة حادة أو معاكسة، ولكن أقصد إعادة الصياغة، لتتدارك وأيضاًَ لتدرأ عن مصر أية أخطار. قصدت أية أخطار، لم يحتسبها مبلورو البيان ولم يستشرفوها، قبل الاندفاع بإعلانه. فأتى تصريح المتحدث العسكرى فى اليوم التالى، ليضفى «بعضاً» من التوازن على بيان السيسى، ثم قلت فى حوارى مساء نفس اليوم فى برنامج مصر الجديدة على قناة الناس ما مفاده، أن بيان السيسى فضلاً عن استقبالى له باعتباره عملاً استثنائياً، فإنه أيضاً تميز بأمرين، الأول أنه عمل مندفعٌ لا يستطيع أن يحقق ما حواه من تحذير ولم يستشرف ما يمكن أن تحويه المسافة الزمنية ما بين إلقائه وإلى المهلة «التحذيرية أو التهديدية» وما بعد ال«48 ساعة»، أما الأمر الثانى فالبيان بمولده مثل جزءاً من الأزمة وليس سبيلاً لحلها. ثم كتبت على حسابى نهار الأربعاء الثالث من يوليو وقبل انقضاء مهلة ال«48 ساعة» التى لا يمكن لها أن تحقق ما أتى فى سياق البيان الذى حواها: الجيش والشرطة «إيد واحدة» فى قراءة «استراتيچية» فاقدة تماماً للرشاد، أتفهم ذلك من الشرطة ولا أندهش له، بينما اندهاشى بالغ من دخول الجيش على خط «الخطر» بتصريحات وبأفعال كذلك، منذ 30 يونيه 2013. ظللت أردد منذ الجمعة 28 يناير 2011، أن أبداً الجيش لا يمكن له بوعيه الاستراتيچى أن يستهلك مقوماته بعيداً عن تحدياته التاريخية الجسام، والآن أقول اللهم احفظ مصر، واهدِ جيشها سبيل الرشاد. ثم أضفت: سألنى الأصدقاء الإلكترونيون، بعد بيان أول يوليو، ما رأيك فى بيان السيسى؟ قلت: استشعرته أتى بنكهة عسكرية تصلح لمخاطبة المنضبطين، ولكن أبداً لا تستقيم مع مخاطبة الشارع الإسلامى وجمهوره وغضبه المشروع فى مواجهة الانقلاب على الشرعية، ذلك الجمهور العريض الذى كان سنداً، وسيظل لاستقرار الوطن والذود عنه فى الملمات، وهذا ما دفع الأغبياء مبكراً، للظن بوجود صفقة بين الجيش والإخوان. اللهم احفظ مصر وشعبها «كله»، وجيشها برباطه ووعيه الاستراتيچى، ذلك الوعى الواجب سرعة إعادة استدعائه. ثم أضفت: أما «الدولة العميقة» فالله يسامحك يا مرسى، يا من لم تستقبل أنت وجماعتك، نصائحنا المتكررة المتوالية منذ 2011، عن سُبل التعاطى معها، وهاهم شباب التيار الإسلامى يسقطون صرعى، حصاداً لعشوائية الإخوان وغفلتهم وانغلاقهم طوال عامين ونصف. وختمت: نحن الذين صنعنا خصمنا. وختاماً، وضعت التالى على حسابى عصر الأربعاء الثالث من يوليو 2013: أما ما طرحته فى قناة الناس يوم الثلاثاء الثانى من يوليو، ولكن قبل خطاب الرئيس بساعتين، فهو أن نذهب أبعد مما تطلبه المعارضة، وخاصة أننا لا نخشى أية انتخابات بفضل الله، بل ونسعى إليها هذه المرة بشغفٍ بالغ، لذلك قدمت هذا الطرح عبر قناة الناس: أولاً: انتخاب جمعية وطنية لصياغة دستور جديد، وفق انتخاب «نسبى» من بين قوائم تقدمها الأحزاب والمستقلون، تحوى كل قائمة مائة عضو بصفة أساسية ومائة أخرى بصفة احتياطية. على أن تقر الصياغة النهائية للدستور داخل الجمعية الوطنية قبل إرسالها إلى استفتاءٍ عام، بخمسين فى المائة زائد واحد، وكفانا ذلك التوافق الغبى الملعون. مع منح المعارضة، حق صياغة قانون يكرس نزاهة إجراءات انتخاب هذه الجمعية، ونطلب من مجلس الشورى إقراره كما قُدم لها من المعارضة، فنحن كإسلاميين معنيون بنزاهة كل انتخاب. ثانياً: بعد ذلك نذهب من فورنا، إلى انتخابات رئاسية، وفقاً لقانون انتخاب يتضمنه الدستور، فى فقرة انتقالية. وبذلك يمكن الانتهاء من الدستور فى مدة أقصاها أربعة أشهر، وخاصة أن معظم بنوده من وجهة نظر كل فصيل جاهز فى «أدمغة» كل الفرقاء. ثالثاً: نذهب أخيراً فور ما تقدم، إلى انتخابات برلمانية، وفقاً لقانون انتخاب يتضمنه الدستور، فى فقرته الانتقالية. رابعاً: تبدأ تلك الخارطة، بحكومة جديدة «تكنوقراط» لا تشترك فيها مطلقاً، كل القوى السياسية، ولا مانع أن يعمل بعض وزراء حكومة قنديل، كمستشارين للوزراء الجدد، وأعتقد أن أخلاق الوزراء الإسلاميين وتواضعهم، لن يمنعهم من العمل كمستشارين، وخاصة أن هذا البعض الذى أقصده، قد بدأ عملاً فى حكومة قنديل، ويتمنى أن يتم لصالح البلد. كل ذلك الطرح الذى طرحته فى قناة الناس، كان قبل خطاب الرئيس، وقبل أن تنتهى مهلة ال «48 ساعة». اللهم سلم مصر وأهلها من كل شر. انتهيت من هذا المقال، الأربعاء الثالث من يوليو 2013، اليوم الأسود فى تاريخ هذه الأقلية واليوم الذى أقدم الجيش فيه على عملٍ استثنائىٍ ما كنا نرجوه له، ويوم تتويجنا كإسلاميين، ب«سلطانية» الفشل، والعجز عن إدراك ديننا الخاتم العظيم بشموله. براڤووووووو، أيها الإخوان. إلى هنا انتهى ما كتبته قبل الإعلان الرسمى عن البيان العسكرى، والذى كانت أولى افتتاحياته المزدوجة، غلق القنوات الإسلامية وقناة مصر 25 وقطع التغطية الفضائية عن الجماهير الغفيرة برابعة العدوية، بينما القنوات الأخرى تشمت فيمن سمّته بالرئيس «المخلوع»، وقدراً ممن فى التحرير يسبونه بابن..... وابن.....، أما شق الافتتاحية المزدوجة الآخر، فهو لجنة بالتوافق «الغبى الملعون»، لصياغة التعديلات الدستورية، بديلاً عن جمعية وطنية منتخبة لهذا الغرض، فيما يمثل استفزازاً صارخاً للتيار الإسلامى العريض. فضلاً عن القتل بدم بارد والذى ما زال مستمراً منذ عشرة أيام تقريباً وإلى الآن، والذى يستهدف مواطنين «مصريين» من الجمهور الإسلامى العريض. محسن صلاح عبدالرحمن عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.