غلق معبر رفح وتكثيف الانتشار الأمنى على الحدود.. وخبراء يتوقعون عودة الانفلات والانفجارات واستهداف رجال الشرطة والجيش بدأت سلطات الأمن المصرية فى اتخاذ إجراءات احترازية بسيناء تجاه الجماعات المتطرفة وعناصر حركة حماس التى تتسلل عبر الأنفاق، من خلال غلق معبر رفح صباح أمس لأجل غير مسمى بعد الاشتباكات التى وقعت فجر الجمعة بين عناصر من المتطرفين وقوات الجيش والشرطة؛ ما أسفر عن استشهاد مجند وإصابة ثلاثة آخرين، وتشديد إجراءاتها على الحدود المصرية لمنع وقوع أى اشتباكات مسلحة بعد زيادة مساحة العنف عقب الإطاحة بمرسي. وقال محمد السعدنى، أستاذ العلوم السياسية، إن الدولة المصرية ستقوم خلال الفترة القادمة بإعادة النظر فى طبيعة العلاقات مع حماس، بعد أن استباحت جماعة الإخوان الأمن المصرى بسماحها لعناصر حماس والجهاد الإسلامى بالخروج من السجون، مشددًا على أن قرارات مصر لن تأتى إلا من باب حفظ أمنها وسيادتها، رافضًا أن تأتى علاقات التقارب المصرى الفلسطيني على حساب المصلحة المصرية. وتوقع السعدنى أن يؤدى إزاحة الإخوان عن الحكم إلى عودة الاضطرابات فى سيناء، ضاربًا مثلاً بالملثم المسئول عن ضرب خط الغاز المصدر إلى إسرائيل، مرجحًا أن تعود مثل هذه الأعمال للضغط على الجيش فى سيناء وتصفية الحسابات معه، مؤكدًا أن مصر دولة قادمة على مشروع تنمية شاملة لن توقفها مثل هذه الأعمال التخريبية، مشددًا على أن الإخوان يتواصلون حاليًا مع حماس للتشاور بخصوص المشهد السياسى الجديد. ورأى السعدنى أن الإجراءات المطلوب اتخاذها الآن هو غلق كل الأنفاق مع غزة وتنظيم العمل فى المعبر وتشديد الأمن على كل المارين من خلاله، مؤكدًا أن ذلك ليس مضايقات لأهل القطاع ولكن لضبط أمن سيناء. وقال محمد علي بلال، الخبير الاستيراتيجي، إن إغلاق معبر رفح البري يعتبر من القرارات الاحترازية للسيطرة على الوضع الأمني والقبض على العناصر المجهولة التي تدخل مصر للقيام بعمليات تخريبية، ولذلك فإن القوات المسلحة قررت أن تسيطر على الوضع هناك، معربًا عن تخوفه من زيادة الانفلات فى سيناء بعد الإطاحة بمرسي، لافتًا إلى أنه من المتوقع إرسال خطاب إلى حماس للتأكيد على العلاقات القوية بين مصر وفلسطين مع مطالبتها بالتعاون مع مصر وعدم المساهمة فى زيادة الانفلات. وأكد بلال أن مصر علاقتها بفلسطين غير مرتبط بالإخوان لأنها تحمل القضية الفلسطينية من قبل الإخوان، مرجحًا إعادة فتح معبر رفح بعد استتباب الأمن خاصة أن إغلاقه ليس للتضييق على حماس ولكنه سيضيق على القطاع بكامله وهو ما ترفضه مصر من الأساس. وقال سعد عتق، الناشط السياسى السيناوى، إن القبائل السيناوية تتواصل باستمرار مع القوات المسلحة لضبط الأمن، مشيدًا بقرار غلق معبر رفح، خاصة أن هناك تخوفًا من أن يتم استخدام حماس فى الخلافات الداخلية باعتبار أنها فرع الإخوان فى فلسطين، ويستلزم من القوات المسلحة فى الفترة القادمة أن تتحكم فى الأنفاق وزيادة الكمائن عليها ووضع أجهزة مراقبة لمنع تسلل العناصر المتطرفة من الوصول إلى سيناء.