مازلنا مع ذلك الخطر الذى يتربص بالمصريين نتيجة لتشابه أسماء بعضهم مع أسماء مطلوبين، وأهون الإحتمالات الواردة فى هذا الخصوص هو أن يتم احتجاز المواطن ذى الإسم المنكود بمعرفة السلطات الأمنية لمدة قد تصل إلى ساعات، وقد تطول إلى أيام ريثما يتم التحقق من أنه ليس هو المطلوب!، أما أسوأ الإحتمالات فهو أن يزج به إلى السجن فعلا لكى يقضى مدة العقوبة أو الإعتقال بدلا من الذى تشابه اسمه معه! ، وكثيرا ما حدثت كل هذه الإحتمالات السابقة من أدناها إلى أقصاها ، وقد أوردنا فى الأسبوع الماضى أمثلة موثقة لذلك، آخرها تلك الواقعة التى شهدتها بنفسى عام 1995 والتى كان بطلها الأستاذ محمد على إبراهيم رئيس تحرير الإيجبشيان جازيت فى ذلك الوقت، حيث صعد الوفد المصرى المشارك فى الإحتفال بجائزة كافافيس ، صعد إلى الطائرة المتجهة إلى أثينا ، وقبيل الموعد المحدد لإقلاع الطائرة بدقائق اكتشفنا أن الأستاذ محمد على إبراهيم قد اختفى ، ولم يستطع أحدنا أن يتكهن بالسبب إلى أن بدا الأستعداد لرفع السلم تمهيدا لتحرك الطائرة ، وحينئذ ظهر الأستاذ إبراهيم ، صعد درجات السلم قفزا، وجلس بيننا وهو يقول وقد تقطعت أنفاسه: إسمى متشابه رباعيا مع اسم نشال خطر، لقد احتجزونى طويلا قبل أن يسمحوا لى بالسفر!!، وقد وجدت نفسى أتساءل يومها : إذا كانت هذه هى المعاملة التى يتعاملون بها مع رئيس تحرير صحيفة حكومية ، فما هى يا ترى نوعية المعاملة التى سيتعاملون بها مع رئيس تحرير صحيفة مستقلة أومعارضة ؟؟ ... ولقد أعادت إلى ذهنى تلك الواقعة ووقائع كثيرة مشابهه ، أعادتها إلى ذهن رسالة الأستاذ كمال أبوالخير نقلا عن أحد أصدقائه من المحامين الذين تعرض بعض موكليهم لمثل هذه المحن المؤلمة المتربصة فى أقل التقديرات بملايين المصريين الذين يتشابهون فى الأسماء شائعة الإستعمال ، ولهذا السبب فإنه يقترح أن يضاف إلى أسماء المطلوبين كافة البيانات الأساسية التى تميزهم عن سواهم ، مع ملخص للقضايا المطلوبين فيها، وأود هنا أن أضيف ما ناديت به مرارا وتكرارا من أن تتيح وزارة العدل لمتصفحى الإنترنت بيانا بكافة القضايا المنظورة وأسماء الخصوم فيها مع محرك للبحث يتيح لأى مواطن أن يكتشف مبكرا أن اسمه وارد أم لا فى قضية معينة حتى يتسنى له أن يتخذ اللازم ، قبل أن تقع الطامة ويتعرض لما لايسره ، إن الحلول كثيرة ويسيرة ، لكن من بيدهم صنع القرار لا يعنيهم كثيرا توفير الأمان للمواطن المصرى طالما أنهم هم أنفسهم يعيشون فى أمان ، وطالما هم واثقون كل الثقة من أنهم لن يتعرضوا قط للإحتجاز والسجن حتى لو تشابهت أسماؤهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم حتى الجد العاشر مع أسماء مطلوبين لتنفيذ أحكام ، كأنى بالشاعر الكبير صلاح عبدالصبور يصف بالضبط حال مصر 2010 فى مسرحيته" ليلى والمجنون" ، التى تدور أحداثها فيما هو مفترض منذ ما يقرب من 60 عاما ( تدور أحداث الفصل الأول فى إحدى المجلات الصغيرة التى كانت تصدر قبل عام (1952) يقول سعيد بطل المسرحية ( وهو اسم على غير مسمى مثل أغلب المصريين ) : فى بلد لا يحكم فيه القانون // يمضى فيه الناس إلى السجن بمحض الصدفة// لا يوجد مستقبل // يا أهل مدينتنا // هذا قولى // انفجروا أو موتوا // رعب أكبر من هذا سوف يجىء// لن ينجيكم أن تعتصموا منه بأعلى جبل الصمت // أو ببطون الغابات // لن ينجيكم أن تلتصقوا بالجدران ، إلى أن يصبح كل منكم ظلا مشبوحا// لن ينجيكم أن ترتدّوا أطفالا// لن ينجيكم أن تقصر هاماتكمو حتى تلتصقوا بالأرض/ لن ينجيكم أن تضعوا أقنعة القردة // لن ينجيكم أن تندمجوا أو تندغموا حتى تتكون من أجسادكم المرتعدة // كومة قاذورات // فانفجروا أو موتوا// انفجروا أو موتوا [email protected]