أيها السادة القراء، أيها الإخوة المواطنون، أيها المصريون جميعا، ...لا تتصوروا أنكم سوف تكونون فى أمان من القبض عليكم وإيداعكم فى السجون، لمجرد أنكم تلتزمون بكل القوانين والأوامر والتوجيهات سواء ما صدر منها أو حتى مالم مالم يصدر، لا تتصوروا أنكم سوف تفوزن بالنجاة إذا سرتم دائما إلى جنب الحائط ، أوإذا التصقتم فيه واحتميتم به، أو حتى إذا لم تسيروا أصلا ولزمتم بيوتكم فى جميع المناسبات إيثارا للسلامة!!، إياكم أن تتصوروا ذلك لحظة واحدة، ذلك أن الكثيرين منكم قد يتم القبض عليهم لمجرد التشابه فى الأسماء بينهم وبين المطلوبين لتنفيذ أحكام !! ، فإذا كان حظكم سعيدا وكان المكلف بالقبض عليكم ضابطا من ذوى الخبرة الجيدة والذكاء المرتفع فسوف يتم احتجازكم لمدة ساعات أو لمدة أيام على أكثر تقدير إلى أن يتم الرجوع إلى الكمبيوتر الرئيس لوزارة الداخلية أو إلى أن يتم إجراء التحريات الأخرى قبل أن يتبين أن المطلوبين هم أشخاص آخرون فيفرج عنكم دون اعتذار ( احمدوا ربنا ويكفى أنهم تركوكم )، أما إذا كان حظكم عاثرا وأوقعكم بين يدى ضابط من تلك النوعيات التى تؤدى عملها بطريقة عميانية بنظام تسديد الخانات وعلى نحو بيروقرطى خالص فإنكم يمكن أن تدخلوا السجن فعلا وتقضوا فيه شهورا أو سنوات تبعا للأحوال. وما نقوله ليس من قبيل المبالغات، ولا من قبيل المصادفات النادرة، لأنه يحدث فى مصر بشكل متكرر ومفزع ،... وإليكم بعض الأمثلة الموثقة ، ففى بريد الأهرام بتاريخ 18/ 4 الحالى كتب الأستاذ المحاسب كمال أبو الخير (مستشار ضريبى) نقلا عن صديقه الأستاذ سامى شمعة المحامى، كتب عما تعرض له أحد موكلى الأخير الذي قبض عليه بمعرفة إدارة تنفيذ الأحكام لتطابق اسمه مع أحد المحكوم عليهم, وعما عاناه طوال4 أيام حتي تم إثبات براءته والإفراج عنه، كما أعاد الأستاذ أبو الخير إلي ذاكرة القراء قصة التحقيق الصحفي الذي نشر بجريدة الأهرام أوائل العام الحالي الخاص بالشاب المصري الذي كان يدرس الطيران في أمريكا.. وفي إحدي زياراته لأسرته في مصر قاده حظه العاثر للوقوع في كمين مروري, وعندما طلب منه الضابط إظهار رخصة القيادة وتمريرها علي جهاز الكمبيوتر اكتشف أنه مطلوب لتنفيذ حكم بالسجن في قضية مخدرات,وقد انتهت القصة الحزينة بدخوله السجن!! وبعد7 سنوات كاملة، تم اكتشاف أن المجرم الحقيقي يقضي عقوبة الحبس علي ذمة قضية أخري!!!، وعندئذ تم الإفراج عن الشاب المظلوم بعد أن ضاع مستقبله وأصيب بالأمراض النفسية وأصبح كما يقول الأستاذ أبو الخير أصبح حطاما دون ذنب جناه سوي أن اسمه يتشابه مع أحد المجرمين العتاه، وبالإضافة إلى تلك الواقعة هناك واقعة أخرى قدمها للمواطنين برنامج العاشرة مساء منذ شهور، رأينا فيها بالصوت والصورة شابا وديعا قضى شهورا فى السجن لأن اسمه متشابه مع واحد من عتاة المجرمين صدرت ضده أحكام قضائية عديدة ( أفلت منها بطبيعة الحال، لكى يزج بالبرىء!! ) ، وقد شهدت بنفسى واقعة مشابهة فى أحد جوانبها على الأقل، وقعت عام 1995، وكان بطلها هو الأستاذ محمد على إبراهيم رئيس التحرير الحالى لجريدة الجمهورية ، والذى كان فى ذلك الوقت رئيسا لتحرير الإيجيشيان جازيت التى تصدر بالإنجليزية ... كنا يومها فى مطار القاهرة نتهيأ للسفر إلى أثينا وقد ذهبنا إلى المطار قبل موعد إقلاع الطائرة بثلاث ساعات طبقا للتعليمات التى كان يتعين مراعاتها إذ ذاك ...ذهبنا جميعا: ..كاتب هذه السطور الذى كان مقررا تكريمه فى أثينا مع باقى الحاصلين على جائزة كافافيس الدولية فى ذلك العام ، ومجموعة من الكتاب والصحفيين الذين كانوا يعتزمون تغطية الإحتفال، وبعد أن استقللنا الطائرة اكتشفنا أن الأستاذ محمد على إبراهيم قد اختفى ....وللحديث بقية [email protected]