إن ارداة الشعوب هي اقوى سلاح فلا احد يقف امام هذه الارادة، فاذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، لكن في زمننا هذا اذا الشعب يوما اراد العتاق فلا بد للدم.. اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان ينتصر من اجل حياة كريمة تتمثل في عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. فالشعب المصري قال كلمته عن السلطة التي كان ينتظر منها اقوال لا افعال.. السلطة التي تتبع نفس نهج النظام السابق، ان هذا النهج هو من تسبب في خلع عبائة الرئاسة عنه.. فهل يكون لدينا اثنين من المخاليع أم نجر لفتنة طائفية. سوف يروي الشعب المصري ثورته ويحافظ عليها بدماء شهدائه الطاهرة. كل رئيس قبل الحكم له مكلمة عن الوعود التي لا تفي بالغرض فيما بعد وبرنامج لم يتحقق منه شيء بعد، وبعد الجلوس على العرش يتغير كل ما لديه، انه حب السلطة..حب الجاه.. التي تحول الانسان من حمل وديع الى وحش كاسر. انه كرسي العرش الذي تمكن منه بعض الرؤساء لمدة اكثر من ثلاثين عاما والبعض كان يريد ان يتوارثه. واذا خرج الشعب من اجل المطالبة بحقوقه المسلوبة غصبا وعدوانا.. يقتل ويشرد.. ولكن اصبحت الدنيا قرية صغيرة في ظل الاعلام الذي يراه العالم عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي (الانترنت) فأطلت علينا الثورات التي بدأت بتونس ثم مصر ثم اليمن ثم ليبيا ثم سوريا، فكان مصير حاكم تونس الهروب ومصير حاكم مصر مخلوع في السجن ومصير حاكم ليبيا القتل، فهل يتعظ من اراد ان يحكم، انه يتعظ لحين جلوسه على العرش فقط. فمنهم من يقول الكفن ليس له جيوب ومنهم من يقول اذا رأيتموني لا اعدل ثوروا عليَّ ثوروا عليَّ، وعندما ثار الشعب المصري في جميع ميادين مصر ضد النظام خرج علينا النظام وغير حديثة الذي كان يردده على الفضائيات قبل توليه كرسي العرش، وقال هذه هي الشرعية وانا جئت بالشرعية، طيب يوجد حزب كنبه لم ينتخب، بل يوجد من هم في الشوارع الخلفية البعيدة عن ستار الانتخابات، التي عودنا عليها النظام السابق عندما كانت نتيجة الانتخابات 99%، وقد جعلتنا الظروف ما بين المطرقة والسندان بين شفيق ومرسي والكل قال: لا لمن يتبع النظام المخلوع، فنحن خلعنا عنه عباءة الرئاسة فكيف لنا ان نأتي بمن هو تابع له، فالعبض بل الكثير جلس على الكنبة ولم ينتخب، وبعد ان رأوا كل ما تعرضوا له في الفترة الماضية تم تكسير الكنبة ونزل الجميع الى الشارع لسحب الثقة، ففي بعض الدول تم ذلك، فلماذا عندنا نحن العرب تقوم الدنيا وتجلس وتدار الحروب على العروش وتبث الفتنة لاراقة الدماء، فمتى نكون مسلمين تسلم منا شعوبنا. وكثير من الجيوش تتبع انظمتها بالضرب بيد من حديد على كل من يريد ان يخرج عن شرعية الاحكام المستبدة، لكن كل تحية وتقدير لجيش مصر الذي وقف محايدا وسوف تدق عقارب الساعة ليعلن خارطة الطريق انه جيش من ابناء مصر الشرفاء الاوفياء الحافظين على العهد لمصر وليس لرئيس فهذه قواتنا المسلحة الباسلة لها كل تحية وتقدير، حفظ الله جيش مصر. وبالامس يخرج علينا الرئيس بعد اعطائه مهلة 48 ساعة (من قبل القوات المسلحة) من اجل الحوار مع جميع القوى الوطنية، يخرج علينا لتبث مكلمة جديدة بأقوال لا افعال بل تبث الفتنة من جديد ونرى بعض عشيرته الذين يدعون لحمل السلاح، فقد كان بالامس شهداء وذلك من بعد الخطاب، ولكن الكل لا يعلم ان السلطة زائلة امام عزيمة الشعب وإرادته، فهل من يريد التشبث فيها سوف يلقى مصير بن علي ام القذافي ام مبارك ام على عبد الله صالح أم يكون مثل حاكم سوريا. اليوم اقول: وقد اصبحت العصمة في يد الشعب المصري.. فهو الان من يطلق ويتزوج السلطة.. ويجعل حلم الرئاسة سراب لكل من يقترب منها لارضاء عشيرته.. احذروا طوفان الشعب.. فقد توحد من اجل حقوقه التي سلبت منه في ظل النظام السابق ووعود مكلمية للنظام الحالي والتي أتت بأقوال لا افعال.. فهو اليوم في الميادين.. بكل طوائفه، فماذا تخبئ لنا الساعات المقبلة.