لا أفهم سر هذه الهجمة الشرسة – إعلاميَّا وفيسبوكيَّا – على ذلك النائب ( الوطني ) النبيل ، الشهم ، الجَسور ، المغوار ، الذي استنكر تلك الرقة و( الحِنِّية ) – على حد تعبيره – اللتين تعاملت بهما قوات الشرطة مع شباب السادس من أبريل ، فقد قسا بعض المتسرعين من الإعلاميين ، وبعض مرتادي ( الفيس بوك ) على رجلٍ زلَّت لسانه بكلمات أساءوا فهمها ، وتأوَّلوها تأوُّلاً شريرا ، وللرجل تاريخ حافل معروف في الوطنية ، ومسجل في المراجع العسكرية الدولية ، فهو أحد كبار قادة حروب : ثمانية وأربعين وستة وخمسين وسبعة وستين وثلاثة وسبعين ، وقد أسقط بيديه هاتين - اللتين كان يلوِّح بهما في البرلمان مستحثَّا الشرطة ضد الشباب – سبعين طائرة صهيونية ، وبتينك اليدين دمَّر ثمانين دبَّابة ، وأسر ثلاثمائة ضابط وجندي صهيوني ..!! [ بخلاف مالم يتم الكشف عنه من بطولاته لكونه أسرارا عسكرية ] فكيف يتقوَّل المغرضون من المرضى نفسيا على الرجل أنه متهرب من التجنيد ؟ أو أنه من مشجِّعي ( الكيف ) ؟ وأنه سكت سكوت الفتاة (التي خرجت تطلب ثأر أبيها فعادت حُبلى) يوم قتل الصهاينة بالرصاص التلميذة ( سماح ) وغيرها من قومه ؟ ولم يطلب يومها من الحكومة أن تتصدى بالرصاص لرصاص الصهاينة ؟ صدقوني أيها القراء ... أنا لا أشعر بالتعاطف مع تلك الأقلام القاسية التي هاجمت ذلك النائب ( الوطني ) النبيل ، الشهم ، الجَسور ، المغوار ، الذي استنكر تلك الرقة و( الحِنِّية ) – على حد تعبيره – اللتين تعاملت بهما قوات الشرطة مع شباب السادس من أبريل ، كان قصد الرجل شريفا ، فهو أراد من الشرطة أن تطلق الرصاص فرحا وابتهاجا – كما يحدث في الأفراح – بهذا الشباب الذي خرج من دياره ليملأ الأرض مرحا وفرحا بعد أن مُلئت كآبة وبؤسا ، خرج الشباب ليرقص ويغني ويهتف ويتظاهر مسرورا محبورا بما وصلت إليه أحواله من ( استقرار – ورخاء – وتنمية ) في ظل فكرٍ جديدٍ يسعى لتعيين المرأة قاضية لتنحل أزمات المرور والعبَّارات والإسكان والعلاج وتلوث الأغذية بمياه المجاري ، فكر جديد يدعو لتمكين المرأة ، وإذاقتها حلاوة ( الكوتة ) وتشجيع العلاقات (خارج نطاق الأسرة ) – على حد تعبير قرارات مؤتمر السكان بالقاهرة 1994 بهدف حل مشكلات الشباب النفسية !!! أيصح أن نرى شبابنا يعبٍّر عن سروره باحتفاليات عامة في الشوارع ، فيهتف ويغني ويرقص ، ولا نبادله الطرب والسرور ب( شوية رصاص ) نطلقهم تحية لأصحاب الفرح ؟ فكيف سيكون منظر الحكومة وهي تقف سلبية مكتوفة الأيدي وإخوانها في الوطن من الشباب يفرحون ويمرحون ولا تشاركهم ؟ هذا أمر غير مقبول ، والرجل (( الوطني )) النبيل ، الشهم ، الجَسور ، المغوار ، أراد بإطلاق الرصاص إظهار الأفراح ، لا إزهاق الأرواح ، كما فهم المتربصون بالحزب ورجاله ، من تلك العناصر المريضة الموالية للخارج . تحية للنائب ( الوطني ) النبيل ، الشهم ، الجَسور ، المغوار ، ولأولئك الأزلام الرابضين على مقاليد الصحف الحكومية كما يربض القراد على جلد الجمل الأجرب ، فقد بُحَّت أصواتهم في سبّ البرادعي والجماعة المحظورة ، ولم يعد في حناجرهم منزع لمزيد من السباب . [email protected]