رفعوا شعار: "لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم".. قوات الأمن تطارد المناهضين للتوريث وتشن اعتقالات بين المتظاهرين بالقاهرة والإسكندرية

شهدت القاهرة والإسكندرية أمس مظاهرتين احتجاجا على "توريث" السلطة في مصر، بمشاركة واسعة من ممثلين عن كافة القوى الوطنية والحركات السياسية، والتي واكبت ذكرى مرور 100 عام علي رحيل الزعيم أحمد عرابي، صاحب المقولة الشهيرة "لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم".
ففي القاهرة، فرضت قوات الأمن المركزي طوقًا أمنيًا مشددًا على ميدان عابدين والشوارع المحيطة وحاصرت ما يقرب من 400 ناشط من المنتمين لحركة "كفاية" و"شباب 6 أبريل" وحزب "الكرامة" وحزب "الغد" و"الجمعية الوطنية للتغيير" وعدد من الحركات السياسية الأخرى.
وقامت قوات الأمن باحتجاز عشرات من الناشطين قبل وصولهم إلي مكان المظاهرة وإلقاء القبض علي بعضهم وحصارهم واستخدام العنف ضد كافة المتظاهرين والتحرش بهم جنسيا، كان من ضمنهم جميلة إسماعيل زوجة الدكتور أيمن نور رئيس حزب "الغد" التي تم احتجازها قبل وصولها لمكان المظاهرة هي وأكثر من 70 ناشط كانوا معها.
وألقت تلك القوات القبض على عدد كبير من شباب الحركات وممثليها من بينهم عمرو عز "حزب الغد"، وعمرو علي "6 إبريل"، ومحمود سامي "6 إبريل"، وإسراء محمد، وعصام شعبان "أفاق اشتراكيه"، وإيمي البرادعى "شباب الجمعية"، وأمنيه عطا لله "العدالة والحرية"، وعفاف ممدوح "6 إبريل"، محمود عفيفي، محمد مصباح، ياسر الهوا ري، وأحمد سلامه، وأنجي حمدي "6 ابريل"، وأمل شرف "6 ابريل"، وماهينور المصري"اشتراكيين ثوريين"، ومصطفي بدر، ومحمد عبد الرءوف، وأحمد حسن وعلاء درويش "حملة مصر كبيرة عليك"، ومحمد نبيل من شباب "الغد".
وأكد الدكتور أيمن نور علي صفحته الخاصة على موقع "الفيس بوك" أن الأمن حاصر منزله بالزمالك ومكتبه بشارع شريف ومقر حزب "الغد" بميدان طلعت حرب، ومنع سيارته من التحرك انتظارا لتعليمات أمنيه، وقد أستطاع التحرك من خلال سيارة أخري بعد احتجازه ما يقرب من ساعة ونصف وكانت سيارات الشرطة تتحرك معه، وكان يقودهم اللواء طارق الجزار وهو متوجها للمظاهرة.
وتمكن نور من الانضمام إلى المتظاهرين الذين رفعوا العلم المصري ولافتات مناهضة للحكومة والتوريث، ورددوا هتافات منددة بالتوريث، وحملوا شعارا واحدا للمظاهرة وهو "ابكى ابكى يا حرية هيخلوكى ملكية".
وشارك في المظاهرة عدد من الشخصيات العامة منهم النائب حمدين صباحي والدكتور عبد الحليم قنديل والدكتورة كريمة الحفناوى وجورج إسحاق رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والنائب سعد عبود والإعلامية جميله إسماعيل.
وفي الإسكندرية، اعتدت قوات الأمن المركزي تدعمها فرق الكاراتيه في السادسة مساء أمس على عشرات الناشطين المناهضين للتوريث عندما تظاهروا في وقفة احتجاجية بمنطقة الرصافة بمحرم بك.
وفوجئ المتظاهرون بقوات كبيرة من الأمن تحاصر ميدان الرصافة، فانتقلوا للتظاهر أمام مدرسة محرم بك، إلا أن قوات الأمن طاردتهم واعتدت عليهم بالهروات لمنعهم من التظاهر، وتمكنت قوات الأمن المركزي من تفريق المتظاهرين خلال دقائق معدودة، واعتقلت نحو 22 من المشاركين، كما اعتقلت احد المصورين الصحفيين ويدعى سعيد سليم بموقع "بى بى الإسكندرية".
ومن ضمن المعتقلين الشيخ أبو عمر المصري, هيثم وهشام نجلا أبو العز الحريري القيادي اليساري، ومحمد عبد الكريم منسق الحملة الشعبية لدعم البرادعي, ويوسف شعبان، وماهينور المصري - من حركه "الثوريون الاشتراكيون" , محمد نبيل, أحمد فهمي, محمد مصطفي، إسلام الجندي, إسماعيل عبد السلام, محمد زكريا, علاء درويش ,حسن مصطفي, أحمد عبد العزيز, مصطفي السيد, مصطفي بدر, محمد علي, سالي حسن.
وحمل المتظاهرون لافتات تعلن رفض "توريث الحكم" لجمال مبارك، كما رددوا هتافات معادية جدا لجمال مبارك ولرئيس الجمهورية منها " لا للأب ، ولا للابن .........." ، وهتاف أخر يقول " يا جمال قول لأبوك مصر مش عزبة أبوك".
كما حاولت قوات الأمن تفريق مجموعة من الصحفيين تجمعوا لتغطية المظاهرة، وقد حدث تراشق لفظي بين بعض الصحفيين وضابط برتبة عميد. وأعلن عدد من النشطاء أن مظاهراتهم ووقفتهم الاحتجاجية مستمرة حتى ولو تم اعتقالهم جميعًا.
وأكدت "الحملة الشعبية لدعم البرادعي" في بيان، أن قوات الأمن حاصرت وواجهت بعصاها الغليظة مظاهرة عابدين التي دعت إليها حركة "حشد" وشارك فيها أكثر من 13 حركة وحزب سياسي، واعتدت بالضرب على الناشطين كما اعتقلت عشرات من الشباب المشاركين في المظاهرة بالقاهرة والإسكندرية.
ونددت الحملة بالاعتقالات بين المتظاهرين مؤكدة أن ما حدث لا يعبر إلا عن ضيق صدر الدولة، التي حولها الفساد إلى دولة هشة تتهاوى، بمن أراد التعبير عن رفضه لتوريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس، وأعلنت مساندتها الكاملة لكل أبناء مصر ممن تعرضوا للهجمة المتوحشة التي قادتها عصا الأمن ضدهم.
وأهابت الحملة بالقوى الوطنية والسياسية المعارضة "الوقوف على قلب رجل واحد ضد اعتداء الأمن على شبابنا، والتوحد ضد سيناريو التوريث، فلابد لنا من نبذ الخلافات البسيطة لنقف كتفا بكتف ضد هذا النظام الفاسد الجاثم على صدر البلاد منذ عقود، ويرغب في القبض على رقبتها لعشرات السنين القادمة".
كما تهيب بالشعب المصري "الذي طالما رفض سلب حريته أن يحمل على عاتقه مسئولية تحرير الأمة وإنقاذ البلاد من استبداد النظام وفساد أعوانه الذي انتشر وأتى على الأخضر واليابس"، على حد قولها.