طيلة أسابيع ماضية، تعالت التظاهرات "الحنجورية" من قبل تيارات الإسلام السياسي، لنصرة القدس السليبة، وكذلك تضامنًا مع الشقيقة سوريا، دون أن تقدم شيئًا سوى الكلام والشعارات. ودغدغة عقول البسطاء المتحمسين لتحرير القدس بالكلمات والهتافات فقط.. فيما العدو الصهيوني، يستمر في سياسات التهويد والاستيطان، ولا نسمع من حكومتنا الرشيدة "أعانها الله" وأتباعها وأنصارها أي شيء غير الصراخ والتهديدات. "الحنجوريون" إياهم، على رأي عمنا محمود السعدني، رحمه الله، يحاولون القفز على ملامح القلق والتوتر الذي يهز عروشهم مخافة يوم 30 يونيه المقبل، بتصدير الشعارات، وقرع طبول الحرب إما باستخدام شخصيات محسوبة على الإسلام، لتجميل وجه النظام وإظهار التضامن معه، عن طريق دعاة "مستوردين" جاء أحدهم من بلاده ليمتطي منابرنا ويدعو محرضًا بدعوة لا يستطيع أن يجهر بها عند أهله، ثم يذهب ل"يُصيّف" في لندن، أو عن طريق أذرع موالية محلية، وصلت إلى حد الدعاء علينا جهارًا فيما الجموع "تُؤمّن" سحرًا أو انبهارًا. هؤلاء.. دائمًا ما رددوا أنشودة الجهاد، التي صدعوا بها رؤوسنا، ثم نكتشف أن تنظيمات هذا الجهاد وقبائله، استوطنت في سيناء، وباتت تبث أفعاله القبيحة ضد الدولة المصرية ذاتها، وضد المواطنين المصريين، أيًا كانوا.. ضباطًا وجنودًا يحملون نفس هويتنا، ويتحدثون ذات لغتنا. تظاهرة نصرة سوريا، كشفت كم نحن مغفلون و"هُبل" يتم الضحك على أبنائنا للجهاد في سوريا، مثلما تم الضحك على كثيرين بالقتال في البوسنة والهرسك، وأفغانستان قبل سنوات، وسمعنا فتاوى للزواج من البوسنيات والسوريات، لحمايتهن و"الستر" عليهن، في أبشع أنواع الاستغلال الجنسي الأهوج، مع أن أشقاء آخرين كانوا أيضًا مسلمين في الصومال وميانمار وتعرضوا لأقسى الآلام والكوارث، ولم نسمع عن أحد هؤلاء وهو يطالب بسترهن والتخفيف عليهن. أولئك المجاهدون عبر الغريزة، لم "ينكسفوا على دمهم" وتاجروا بالدين ف"حللوه" عندما يصبح الجهاد واجبًا شرعيًا أمام فتاة جميلة، و"خللوه" عندما يكون نفس الموقف أمام فتاة صومالية مثلًا.. مع أن الدين واحد، والربّ واحد أيضًا.. وأن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم! المجاهدون الذين لم يتورعوا عن التضحية بأي شيء، حتى بالعرض، وطأطأ كثيرون منهم رؤوسهم أمام فتاوى شاذة مثل "جهاد المناكحة" الذي سوّق بعضهم له، من أشقاء لهم، بنفس تفكيرهم في تونس معتبرين تقديم أجساد فتيات وسيدات، قرابين للمجاهدين الأشاوس، نوعًا من التقرب لله، مثلما فعل تكفيريون وضلاليون، قبل ذلك، عندما استباحوا قطع رؤوس أسراهم تقربًا لله.. ذلك هو حديث "الإفك" الجديد، الذي يلعب على الغرائز، وهو نفسه الذي اعتبر "كبيرهم" ذات يوم أنهم تقربوا إلى الله بأفعال واغتيالات وجرائم نظامهم الخاص!. بحثت عن أحد من هؤلاء "الحنجورية" ذهب إلى غزة ليناضل هناك، أو إلى القدس ليكافح فيها، مع أن الأنفاق مفتوحة والوصول لغزة أبسط من الذهاب إلى كفر البطيخ نظرًا لأزمة السولار. بحث عن أي "حنجوري" يكون قد ذهب إلى سوريا ليفديها بالروح والدم، ويأخذ نصيبه من جهاد المناكحة، وشبع قتالًا وكفاحًا هناك.. في السابق كانوا يشكون، حصار النظام، والآن هم بالحكم، بشيوخ قبائلهم، والأبواب على مصراعيها، دون أن يقدم هؤلاء المشايخ القدوة لنا، ويرسلون أبناءهم وزوجاتهم وبناتهم.. قبل أن يضحوا بالأبرياء و"المضحوك عليهم". هؤلاء المحرضون على قتل النفس، والداعون إلى الدم، بحق ودون حق، يمارسون علينا أسوأ أنواع الاستغلال الديني، ولأنهم لا يفكرون إلا بنصفهم الأسفل، فلا يرون في قيمة الشهادة الخالصة لله، إلا وسيلة للإشباع الجنسي ب"الحور العين" في تفسير سيء للخطاب الإلهي. ومع كل ذلك، وباختصار.. ما شفت حد منهم ركب الناقة بتاعته، وشرخ ع القدس أو غزة أو سوريا؟ كلهم "تأبطوا شرًّا" علينا ثم انبطحوا.. أمام أمريكا وإسرائيل.. إيه الخيبة دي؟!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.