دعا الدكتور أحمد الطيّب شيخ الأزهر إلى تفعيل مبادرة نبذ العنف قبل أقل من أسبوع على تظاهرات 30 يونيه التي دعت إليها المعارضة لإسقاط الرئيس محمد مرسي، وسط مخاوف من انزلاق مصر إلى موجة من العنف الدموي. وقال الطيب خلال استقباله رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، بمشيخة الأزهر، الاثنين: إنني متفائل بمستقبل مصر وأعتقد أننا جميعا موالاة ومعارضة ينبغي أن نجلس إلى مائدة الحوار، فلا بديل للحوار إلا الدمار، وأعتقد أن الحل ميسور إن شاء الله تعالى إذا ما خلصت النيات وجعلت مصلحة مصر نصب أعين الجميع". وأكد أن "الأزهر لا يمل من التذكير بوجوب تفعيل مبادرة نبذ العنف ، فالمماطلة في تطبيقها على الواقع مضيعة للوقت". فيما قال رئيس أساقفة كانتربري: "إننا ندعو الله لمصر أن يحفظها لتؤدي دورها المعهود عبر التاريخ". ورحب الطيب برئيس أساقفة، مؤكدًا الروابط القوية التي تربط الأزهر بالكنيسة الأنجليكانية، قائلا: " إن هذه الكنيسة تقدر معنى الحوار وقيمة التعايش مع الآخر" وأضاف: "إن الاختلاف هو القانون الذي قام عليه الكون في كل المجالات، وهو إرادة الله ولا راد لمشيئته، ونحن نعلم من القرآن الكريم أن الله كان قادرًا على أن يخلق الخلق على لون واحد ودين واحد، ولكنه أراد الاختلاف بين الناس". واعتبر أن "كل المحاولات التي تتم في بعض الدوائر الدينية الغربية في الغرب من أجل أن يكون الناس على دين واحد، وكذلك المحاولات الثقافية الغربية التي تريد أن تحشد الناس في نمط واحد من الثقافة فيما أطلق عليه " العولمة "، هذا كلّه ضد إرادة الله في هذا الكون". وأشاد الطيب بما يقوم به "بيت العائلة المصرية" من جمع للأئمة والقساوسة في تجربة جديدة أدت إلى تآلف بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي على السواء ، قائلا : إنه أنموذج ينبغي أن يحتذى في باقي دول العالم في نيجريا والصين وغيرهما. من جانبه قال أسقف كانتربري: "نحن في كنيستنا نؤمن بحتمية الاختلاف الذي ينبغي أن تسوده المحبة المتبادلة"، وأضاف: "إننا يجب أن نفكر في الأمور التي تعمّق الحوار".