نفت مصادر أمنية مصرية مسئولة ما تردد بشان اختفاء سائح إسرائيلي في جنوبسيناء، موضحة أن الوضع الأمني هادئ تمامًا وأن السلطات المصرية لم تتلق أي معلومات بشأن احتمال وقوع عمليات خطف بالمنطقة، ردًا على التحذيرات التي أطلقها مكتب مكافحة "الإرهاب" بديون رئيس الوزراء الإسرائيلي بدعوة الإسرائيليين الموجودين بسيناء إلى مغادرتها في أسرع وقت لإسرائيل. واتهمت المصادر إسرائيل بأنها تحاول دائما إثارة زوبعة بخصوص رعاياها السائحين الذين يقضون فترة الأعياد في سيناء، وأنها تعمل على محاولة التأثير على السياحة في سيناء بتحذيراتها المتكررة لرعاياها من الذهاب إلى سيناء، خاصة في فترة الأعياد التي يحرص فيها آلاف الإسرائيليين على قضائها هناك. من جانبها، أكدت إسرائيل صدقية المعلومات التي استندت إليها في إنذارها لرعاياها بمغادرة سيناء على الفور، تحسبًا لاستهدافهم في عمليات خطف، قائلة إن تلك التحذيرات تستند إلى "معلومات صادقة وواضحة" تشير إلى احتمال تعرض أحد السياح الإسرائيليين لعملية اختطاف في سيناء أو قتله ونقله إلى قطاع غزة. وقال عاموس جلعاد رئيس الطاقم السياسي والأمني بالدفاع الإسرائيلي، في تصريح للإذاعة العبرية، إن التحذيرات الإسرائيلية تستند إلى "معلومات صادقة وواضحة" تشير إلى احتمال تعرض أحد السياح الإسرائيليين لعملية اختطاف في سيناء أو قتله ونقله إلى قطاع غزة. وكشفت الإذاعة في تقرير أمس أن 430 سائح إسرائيلي عادوا إلى إسرائيل في أعقاب التحذيرات، موضحة أن هناك حوالي 220 سائحا إسرائيليا لا يزالون متواجدين في شبه جزيرة سيناء. من جانبه، قال العميد نيتسان نورئيل رئيس مكتب مكافحة الإرهاب إن التحذيرات التي أصدرها مكتبه جاءت بعد سلسلة من المباحثات الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبعد ساعات من وصول معلومات استخباراتية لتل أبيب باختطاف أحد الجنود الإسرائيليين أثناء وجوده في عطلة بسيناء. وأضاف في تصريحات لصحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"يسرائيل هيوم" أن مكتبه لا يعمل وفقا لشائعات، وإنما بناء على معلومات استخباراتية مشتركة بيننا وبين القاهرة تفيد بوجود "خلية إرهابية" في سيناء تهدف لخطف إسرائيليين ونقلهم للقطاع. وردا على سؤال حول إمكانية إغلاق الحدود مع مصر، لمنع الخطر الذي يهدد السياح، قال نورئيل: يمكننا إغلاق الحدود لمدة ساعة أو عدة ساعات على الأكثر، لكننا لم نقرر اتخاذ تلك الخطوة حتى الآن، حسب قوله. بدوره، أكد رون بن يشاي المحلل العسكري الإسرائيلي أن تحذيرات مكتب مكافحة الإرهاب جاءت بناء على معلومات صحيحة، زاعمًا أن هناك أكثر من 20 "منظمة إرهابية" تعمل داخل سيناء، منها ما ينتمي لحركة "الجهاد العالمي"، ومنها ما ينتمي لتنظيم "القاعدة"، واتهم عددًا كبيرًا من بدو سيناء بأنهم يقومون بمساعدتهم، واصفا المعلومات التي وصلت إلى تل أبيب بشأن سيناء بأنها "معلومات مصيرية" تكشف حجم الخطر الحقيقي على الإسرائيليين هناك. وأشار إلى أن هناك مصلحة قوية ل "حزب الله" وحركة "حماس" في خطف إسرائيليين، لافتًا إلى أن الحزب اللبناني يبذل جهودًا كبيرة منذ عامين للانتقام بعد مقتل قائده العسكري عماد مغنية، بينما الحركة من ناحيتها تفقد الأمل من نجاح فرض شروطها على إسرائيل في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز بقطاع غزة منذ يونيو 2006، إذ يعتقد أنها ترى في إمكانية اختطاف إسرائيلي آخر، يعطيها الفرصة لإضافة أوراق ضغط أخرى على إسرائيل بشأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. ورصد موقع "رد سي تقشوريت" الإسرائيلي ردود فعل السياح الإسرائيليين الذين غادروا سيناء مساء أمس الأول ناقلا عن بعضهم القول إن زيارة سيناء كان حلما يراودهم منذ سنوات، وأنهم قاموا بالادخار على مدى سنوات لقضاء إجازاتهم على شواطئ سيناء، لكن التحذير الإسرائيلي قام بتدمير ذلك الحلم، متسائلين بقولهم: لا نفهم لماذا يسمح المصريون لهذا الأمر أن يحدث. وأضافوا أنهم قاموا باجتياز المعبر الحدودي وخلال وجودهم بصالة الانتظار المصرية تلقوا اتصالات على هواتفهم النقالة من عائلاتهم تحذرهم من قضاء عطلتهم في سيناء، وحينما رغبوا في العودة لإسرائيل مرة أخرى لاقوا صعوبات، موضحين أن المصريين لم يفهموا السبب وراء رغبتهم في العودة وقاموا بإرسال ضابط مصري وبدأ في إجراء التحقيقات معهم، وتابعوا: في البداية رفضنا إبداء السبب لكن مع مزيد من الضغط أبلغناهم بالاتصالات التي تلقيناها. من جهتها، أعلنت سلطة الموانئ الإسرائيلي في بيان مساء يوم الثلاثاء أنه على الرغم من تحذيرات مكتب مكافحة الإرهاب فإنه ستجرى مناورة أمنية بمعبر طابا الحدودي، موضحة أن المعبر سيتم إغلاقه أمام حركة العابرين. وحددت فترة الإغلاق فيما بين الساعة التاسعة والحادية عشر صباحا بتوقيت إسرائيل أمس الأربعاء، وأوضحت أمس أن قرار الإغلاق ليس له علاقة بتحذيرات مكتب مكافحة الإرهاب الإسرائيلي للسياح بمغادرة سيناء والعودة لبلدهم.