سردنا فيما سبق ميزات التعدد واحتياج المجتمعات له.. وهنا سؤال يطرح نفسه.. هل يصلح التعدد لكل النساء؟.. والإجابة لا.. فلا يمكن أن نقول إن الأمر يصلح بشكل مطلق، فلكل قاعدة شواذ.. وليس التدين وحده كافيًا بقبول الزوجة للتعدد، فكما كان التعدد دينًا، فالطلاق أيضًا دين.. فعلى كل رجل محب للتعدد ويدرك ذلك فى نفسه من قبل الزواج. أن يصارح من يختارها زوجة ويضع الموضوع على طاولة المناقشة، ويتحسس سلوك وأفكار زوجة المستقبل، فقد ترفض التعدد، ليس لأنها لا تطيقه، ولكن فقط لأنه مرفوض مجتمعيًا.. وهنا يلزمك التحسس لسلوكها وأفكارها، فإن كانت زوجة المستقبل من محبات المنافسة والجدل والتفاوض، اعلم أنها قد تقبل بالتعدد.. وإن كانت من المطيعات المستكينات قد تقبل بالتعدد.. وإن كانت من صاحبات الظروف الخاصة سواء من فقر أو مشاكل أسرية مع ذويها، أو أى أمر آخر من هذا السبيل، قد تقبل بالتعدد.. وإن كان الحب يغلب عليها فيميل بها للتضحية والتنازل فى أمور حياتية كثيرة قد تقبل بالتعدد.. ولكن إذا كانت زوجة المستقبل شخصية قوية تتمتع بشىء من الاستقلال لا تقبل المنافسة على حب رجل تعتز بنفسها.. تعشق حياة الملكات.. فقد تخسرها إلى الأبد إن واجهتها برغبتك فى التعدد.. ولن يشفع عندها الحب أو العشرة إذا شعرت بالسقوط من على عرشها.. وتزداد الطينة بلة إذا ما فكرت فى خداعها والزواج دون علمها فقد تنقلب إلى وحش كاسر.. فكما أدخلتك قصورها وتوجتك ملكاً على قلبها وذقت منها ما لم تحلم به.. فقد تطيح بك وتهد المعبد على ساكنيه.. فإن كنت ممن يعشقون التعدد فاحذر الزواج من مثلهن.. فهؤلاء يفسدهن التعدد. وما يجهله الكثيرون هو أنه للتعدد مهارة.. ومقياس مهارتك هو عدلك وحفظ لسانك.. فكلما زاد عدلك وملكت لسانك ازدادت مهارتك وصرت معددًا ماهرًا.. فالرجل العادل يرسى الطمأنينة والثقة ويشيع الرضا بين زوجاته.. فقد تقبل إحدى الزوجات بتدنى معيشتها عن الأخريات وتخفى داخلها الضجر والشعور بالظلم من أجل ألا تنتهى حياتها بالطلاق، وقد يغفل عنها الزوج لأنها تؤثر الصمت تجاه ظلمه ويظن أنها سعيدة راضية.. وكيف ترضى وهى ترى بعينيها أنها الأقل بين زوجاتك؟!! ففى اعتقادى أن الأمر الوحيد الذى يمكن أن تختلف فيه الزوجات عن بعضن هو المهر.. فللمرأة مهر مثيلتها ممن هن فى مثل مستواها الثقافى والتعليمى والاجتماعى والأسرى، وهنا قد يجزل الرجل فى المهر لزوجة دون أخرى، ولكن لحظة دخولها بين زوجاته لا يستقيم أن يظلم إحداهن لقلة مستواها الأصلى أو يجزل لها لرفعة مستواها الأصلى، ولا يستقيم أيضًا أن يخص زوجته الأولى بالعطاء الأعلى، نظرًا لطول العشرة، فطفلك الوليد له من الحقوق والمواريث ما لابنك الأكبر، لأنهم جميعًا أبناؤك وهن أيضًا جميعًا أزواجك والعدل بينهن مقدم على طول العشرة أو الحب. تكلمنا عن العدل ويبقى حفظ اللسان.. فالرجل الذى يملك لسانه يلجم الغيرة فى قلوب زوجاته، وإليك الحل السحرى لتجنب الوقوع فى مهزلة الحديث عن إحدى زوجاتك أمام الأخريات.. فإذا ما دخلت عند إحداهن فاعتبر زوجاتك الأخريات هن عشيقاتك.. وسر أسرار حياتك.. فالزم الصمت فى الكلام عنهن تمامًا واخف وجودهن وأنكر صلتك بهن. وكأن شيئًا لم يكن.. وتذكر حماقة الرجل الذى لديه عشيقة فيذهب إلى زوجته ويحكى عنها ويذكر محاسنها وحسن معاملتها وحبها له.. ثم ينكر على زوجته بعدها أنها قلبت حياته جحيمًا ويقف كالطفل الأبله لا يعرف لفشل التعدد سببًا.. فالمرأة تنظر إلى الزوجة الأخرى أنها الخاطفة لحب زوجها ومشاعره.. ثم يأتى الرجل ويؤكد لها ظنونها بلسانه، الذى لا يعرف كيف يلجمه.. ثم يملأ الدنيا عويلاً وصراخًا ويسب التعدد.