اتهم زعماء القبائل في ولاية دارفور بالسودان الحكومة المصرية ورؤساء الدول العربية بتحمل المسئولية عن ما أسموه بالجرائم والمذابح التي ارتكبتها الحكومة السودانية وحلفائها من قبائل الجنجويد في إقليم دارفور. وقال عدد من مواطني دارفور الذين التقي بهم مندوب " المصريون " بالقاهرة أن زعماء القبائل في الإقليم يشعرون بخيبة الأمل بسبب تجاهل الحكومة المصرية " جارتهم الشمالية " لمشاكلهم وقيامها بغض الطرف عن الانتهاكات التي نفذتها حكومة الخرطوم وعدم التدخل او التوسط لإنهاء الأزمة قبل أن تتفاقم وتدخل مرحلة التدويل مؤكدين أن الحكومة المصرية ضحت بالتزامها القومي والأخلاقي ومصالحها الاستراتيجية في السودان لتجامل نظام الحكم في الخرطوم وكسب وده. أكد الدار فوريون " للمصريون " أن الأزمة كانت يمكن أن تحل بسهولة لو تدخلت مصر بثقلها بالضغط على أطراف النزاع أو حتى التلويح بالتدخل العسكري مشيرين إلى أن الأزمة في دارفور تهدد الأمن القومي المصري وانتقد مواطنو دارفور ما أسموه حالة التقوقع والانعزالية التي فرضها النظام في مصر على نفسه تاركا السودان أرضا مباحة أمام الطامعين وقوي الاستعمار التي تحاول فرض أجندتها فى السودان لنهب ثرواته وتفتيته لخدمة مصالحها وهو الأمر الذي ظهر جليا في غياب مصر والعرب عن المفاوضات الخاصة بجنوب السودان في نيفاشا تاركا القوي المعادية لمصر والرافضة لعروبة السودان تدمر في الكيان السوداني. علمت " المصريون " أن زعماء القبائل في دارفوريشعرون بامتعاض وغضب شديد بسبب غياب الدعم المالي العربي وعدم تلقيهم أية مساعدات مالية عربية سواء من دول الخليج أو الجامعة العربية في حين قام اللوبي الصهيوني والمنظمات اليهودية في أمريكا بتقديم دعم مادي وسياسي ومعنوي حيث نظمت عدد من المنظمات اليهودية في أمريكا مظاهرات في المدن الأمريكية لمطالبة إدارة بوش والمجتمع الدولي التدخل لوقف ما أسموه بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي شنتها حكومة السودان في دارفور وزعم عدد من النواب اليهود بالكونجرس الأمريكي أن ما يحدث في دارفور من إبادة جماعية يشبه الهلوكوست ضد اليهود وقد قامت عدد من المنظمات اليهودية بتقديم تبرعات مالية لصالح اللاجئين في المخيمات بدارفور وتشاد في الوقت الذي شنت الصحف الأمريكية وعدد من محطات التلفزيون هجوما شديدا ضد حكومة مصر والدول العربية وخرجت عدد من الصحف الأمريكية بمنشتات تتهم العرب بالخزي والعار لتخليهم عن قبائل دارفور المسلمين. ونقلت محطات التلفزيون الأمريكية عن أهالي دارفور اتهامهم للعرب بأنهم ينظرون للسودانيين على أنهم ليسوا عربا أو عرب من الدرجة الثانية. ويرجع النزاع في الإقليم إلى مشاحنات بين بعض القبائل ذات الأصول العربية والقبائل ذات الأصول الأفريقية التي اعتنقت الإسلام والحروب بين الطرفيين ترجع إلى عهود مضت بسبب التنازع على مواطن الماء والرعي. وتجدر الإشارة إلى أن الوجود الرسمي المصري في دارفور في الوقت الحاضر ينحصر في عدد من الوحدات العسكرية وبعض الإمدادات الطبية العسكرية والتي ذهبت إلى دارفور تحت لواء الاتحاد الأفريقي وبتمويل دولي بالإضافة إلى بعض الإمدادات الطبية والإنسانية المتواضعة التي أرسلتها المنظمات الشعبية خاصة ممن نقابة الأطباء واتحاد الأطباء العرب.