قلبى مع مجدى الجلاد رئيس تحرير المصري اليوم ، الذى يتعرض لحملة انتقاد كبيرة، جزء منها حول مهنيته، وجزء آخر بسبب الغيرة. وبين الإدارة والغيرة عشرات من أسهم النقد حول علاقات بجهات معينة، وتنفيذ أجندات قوى وأجهزة، مرة مع الاخوان ومرة مع الأمن، مرة مع النظام ومرة مع المعارضة، تلك الحملة التى ستزيد بالفعل اذا ما نفذ صاحب الجريدة ومالكها قراره، وانتهت الاجتماعات التى تتنقل من برقاش الى نادى العاصمة، باختيار رئيس تحرير جديد، يدير الجريدة فى المرحلة القادمة. عن نفسي أتمنى أن تنتهى الامور بهدوء، فالشامتون في الجلاد كثيرون، صحيح أنه "زودها حبتين" بموضوع الشقيقة الكبرى التى استفذت صحفيين قدموا تجارب مهمة، وصحف قدمت مشاريع أكثر أهمية وعقلانية، لكن هذا لا ينفى تجربته الجيدة فى "المصرى اليوم"، بعد أن مهد لها الراحل مجدى مهنا وبدأها انور الهوارى، ليجلس الجلاد على أرض صلبة، أصابت كثيرين بالغيرة ، وأطلقوا شائعات حوله، بينها أنه لا يكتب مقالا يوميا لأن نفسه قصير، وأنه يوكل مهمة مراجعة مقالته - عندما يكتبها- الى شخص آخر لاعادة صياغتها، وأنه يقرأ مقالته لشخص ما في التليفون، وكلام كثير لطعن الصحفى فى أعز ما يملك – لاب توبه الذى يكتب عليه – وهو ما يؤكد أن حملة الشماتة ستنطلق بعنف، الامر الذى يصيب – فعلا – بالضيق. المرشحون كثيرون لتولى رئاسة تحرير المصرى، بعضهم مسئولون في صحف يكرهها، وبعضهم زملاء قدامى له في الأهرام، وأحدهم يعمل تحت رئاسته في المصرى. صحيح أن الكلام توقف مع مسئول في البى بى سي ومستشار صلاح دياب لشئون التدريب والتحرير، بعد أن اعتذر عن قبول المهمة، فى تلك الفترة الصعبة التى وضعت الجريدة بين فكى الرحى، فك جريدة الدستور بقوتها ، وجرأتها في تناول أهم لحظات التغيير فى مصر ، وفك جريدة الشروق بموضوعاتها الرصينة، التى تتناقلها وكالات الانباء ، والتى تؤهلها لأن تحتل مكانة أهرام الستينات. اول ملامح تغيير رئاسة تحرير المصري اليوم كانت من كاتب كبير، كان من المقرر أن يجرى معه حوارا ينشر على حلقات، حسبما اتفق الكاتب مع صاحب الجريدة، الذى ألح مرارا وتكرارا ، فى أن يدعمهم بسلسلة مقالات عن مستقبل مصر، إعتذر الكاتب واقترح أن تجرى الجريدة معه حوارا، يطرح فيه وجهة نظره عن "مجلس الامناء" بدلا من أن يكتب. ذهب إليه الجلاد ليجرى الحوار، وبعد ربع ساعة كان الكاتب قد غير رأيه، وقرر أن يكتب ما يريد أن يقوله - فيما بعد قال الجلاد إن حواره مع الكاتب الكبير كان أصعب حوار أجراه في حياته وربما قصد أنها أصعب ربع ساعة في حياته – و فهم صاحب الجريدة رسالة الكاتب الكبير، بعد أن قال له "أكتب مقال أضمن"، وصلت الرسالة وبقى الوقت المناسب لإعلان فحواها. للأمانة كثيرون حسدوا الجلاد على ما وصل اليه، منصب ونفوذ وعلاقات وقنوات استعانت به، بحكم موقعه كرئيس تحرير للشقيقة الكبرى. كان في نظر مهاجميه، مجرد صحفى محدود الموهبة والذكاء، حالفه الحظ وتعرف بأسامة سرايا في السعودية، وعاد ليتخذ له مكتبا بالاهرام العربي وشقة في عمارات فيصل، لم يكتب موضوعا لافتا للنظر، طوال حياته أو حوارا جريئا، فقط ارسل الله له هشام قاسم ليقول "افتح ياسمسم " فتفتح كل خزائن الفضائيات، تتأخر حقيبته في الطائرة فتتحول الى أزمة دبلوماسية، تناقشها منى الشاذلى في العاشرة مساءا، ويظهر مهددا ومتوعدا وشاهرا سلاحه، وتبتسم منى وهى تقول "بجد فتشوك"، يسحب منه عسكري مرور رخصة القيادة، فتحولها الشاذلى الى قضية مهمة وتسأله بنفس ابتسامتها "بجد ما عرفكش العسكرى"، ويتحرك الى معتز الدمرداش ومنه الى البيت بيتك " قبل قرار ازالته" ثم الى "الحياة اليوم" ولا مانع من عمرو أديب بالقاهرة اليوم، وصفحات المصرى تكفى لتجميل وتلميع أى برنامج، أو مثلما قال زميلنا سليم عزوز "كان محرري المصري اليوم يحققون خبطات صحفية فتستضيف الفضائيات رئيس التحرير"، هاجموه على ذلك دون أن يدركوا أنه ظهر ممثلا للشقيقة الكبرى نيابة عن المحرر، باعتباره الشقيق الأكبر، وليس بصفته رئيسا للتحرير. يمر شريط الهجوم أمامى، وانا استعرض بعض الاسماء التى تم ترشيحها لتحل محله، هذا الهجوم الذى أتوقع أن يصل لأقصاه اذا ما تم الاتفاق، وقتها سيعود الى زملاءه في الاهرام باحثا عن مكتب قديم في الاهرام العربى وقد فرغ ممن يعرفهم. لهذا أنا متعاطف جدا مع مجدى الجلاد، أقولها صادقة، وقد تحمل مسئولية الشقيقة الكبرى من ساعة ما كانت في الروضة حتى قفزت ل 250 الف نسخة، بالفعل أنا متعاطف معه بعد ان أوشكت مرحلته على الانتهاء، ويتم الان الاتفاق مع البديل، هذا البديل الذى ربما يصدم مجدى شخصيا، لكني لا أخشى على الجلاد، فأسلوب تعامل دياب وساويرس "الخشن" معه جعله دائماً " على قلق كأن الريح تحتي"، كما قال الراحل محمود درويش. مجدي مأمن نفسه، فنقلاً عن رئيس مجلس إدارة مؤسسة كبرى انه طلب مباشرة تأمين مستقبله بإصدار قومي، تماماً كما فعل مع أنور الهواري، أول رئيس ل"الشقيقة الكبرى". [email protected]