قدم الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التهنئة للأقباط مساء أمس بمناسبة احتفالهم عيد القيامة، وذهب إلى مقر بالكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية، بمبادرة منه، في إطار سعيه إلى خطب ود الأقباط والكنيسة، بعد يوم من زيارته إلى مدينة المنصورة في أولى جولاته بالمحافظات، حيث أدى صلاة الجمعة وسط حشد كبير من مؤيديه، وهتافات من أنصاره تدعو إلى التغيير. وكان الأنبا أرميا سكرتير البابا في استقبال البرادعي لدى دخوله المقر البابوي، وتوجه فور دخوله إلى حجرة الاستقبال لتهنئة البابا شنودة الثالث الذي بدا متحفظًا إلى حد كبير لدى مصافحته ولم يظهر تجاهه أي مشاعر ود، دون أن يتبادل معه الحديث، في موقف عكس على ما يبدو محاولة لتفادي الحرج الناجم عن زيارة المرشح الرئاسي المحتمل، والتي جاء بناء طلب منه، كما قالت القيادة الكنسية. وقال البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في تصريحات تلفزيونية، إن حضور البرادعي إلى المقر البابوي لم يكن بناءً على دعوة موجهة من الكنيسة، وإنما كان "بناءً على طلب شخصي منه" وإن لم يبد ممانعة حتى لا يتم تفسير الموقف في إطار سياسي، ونأى بالكنيسة عن أي دور سياسي. وتعد زيارة البرادعي إلى الكنيسة هي الأولى من نوعها منذ أطلق حملته الداعية لإجراء تعديلات دستورية في مصر، وجاءت بعد أيام من استقباله بمنزله لوفا ضم نشطاء أقباطا عبروا عن دعمهم لترشحه إلى الرئاسة في الانتخابات المقبلة، على عكس موقف آخرين محسوبين على الكنيسة لم يبدوا تحمسًا للرجل، بسبب ابتعاده عن مصر لمدة 27 عامًا، وميل الكنيسة إلى دعم النظام الحاكم. في غضون ذلك، قالت الحملة الشعبية لترشيح البرادعي، إن أجهزة الأمن اعتقلت فجر يوم السبت مدير دور النشر التي قامت الأسبوع الماضي بإصدار كتاب "البرادعي وحلم الثورة الخضراء" للمؤلف الليبرالي كمال غبريال. وأضافت أن قوة من مباحث أمن الدولة داهمت فجر السبت منزل الناشر أحمد مهني مدير دار دون للنشر والتوزيع، وقامت بتفتيش منزله وقلبته رأسًا على عقب بحثًا عن نسخ الكتاب لمصادرتها رغم أن الكتاب قد طرح بالأسواق بالفعل منذ الأسبوع الماضي، وأشارت إلى أنه لم يعرف مصير الناشر حتى التهم الموجهة إليه. واعتبرت الحملة في بيان أصدرته أن اعتقال الناشر يمثل "اعتداءً سافرًا على حرية النشر"، ورأى أن هذا "إن دل على شيء فإنما يدل على الرعب الحقيقي الذي تعيشه السلطات حتى من الأقلام الشريفة التي تسعى لحرية الوطن". ويدعو غبريال المنتمي إلى التيار العلماني المسيحي في كتابه وهو عبارة عن مجموعة من المقالات إلى تأسيس حزب "البرادعي" لقيادة ثورة التغيير الخضراء، ويقول في مقدمة كتابه "مع مد أيدينا وفتح أحضاننا للدكتور محمد البرادعي، الذي ننظر إليه لا كمخلص هابط من السماء، ليحقق لنا كل ما نحلم به ونحن مسترخيين على فُرُشنا أو مقاعدنا الوثيرة.. ولا نستقبله ليقود قطيعًا تتعلق عيناه بعصا الراعي، فلقد شبعنا من تجارب الزعماء الملهمين والقادة الضرورة".