تخضع جهات حكومية حاليا الفضائيات الإسلامية الخاصة التي تبث عبر القمر الصناعي "نايل سات" لعملية تقييم، بهدف وضع مجموعة من الضوابط التي تحكم عملية بثها، والتأكد من مدى التزامها بميثاق الشرف الإعلامي. وصرح محمد البرعي مسئول الإعلام سابقا بجامعة الدول العربية ل "المصريون" أنه قبل أن يغادر منصبه شهد مناقشات حول القنوات الفضائية وبالذات الإسلامية واحترامها لميثاق الشرف الإعلامي، وأوضح أن الإعلامي المصري أمين بسيوني هو المكلف حاليًا بهذا الملف من أجل تطوير الخطاب الإعلامي العربي مع اللجنة الدائمة للإعلام العربي بجامعة الدول العربية. وتهدف الخطة الموضوعة إلى وضع قاعدة بيانات عن هذه الفضائيات، ووضع ضوابط محددة عن سير العمل الإعلامي والمهني فيها، على أن تطلّع الحكومات العربية على خطتها البرامجية، وتحقيق المتوافق مع الخطاب الحكومي وميثاق الشرف العربي. وأكد البرعي أنه قد يتم إغلاق بعض الفضائيات الإسلامية وإجراء مراجعة على أداء العديد منها. وكانت الجامعة العربية أبدت اهتمامًا كبيرًا بمناقشة هذا الأمر بعد صدور القانون الأمريكي لمعاقبة الأقمار الصناعية والقنوات التي تمتلكها تنظيمات معادية للولايات المتحدة مثل قناة "المنار" التابعة لحزب الله أو بعض القنوات الإسلامية، بناءً على تقارير للجنة الاستماع والمشاهدة بالكونجرس التي مهمتها تتبع ومشاهدة ما يطلق من برامج في الشرق الأوسط، وسيجد هذا القانون مجالاً للتطبيق لدى بعض الدول العربية وأهمها مصر التي يوجد بها العديد من القنوات الإسلامية الخاصة. ففي الوقت الذي أطلقت فيه مئات القنوات فقدت وسائل الإعلام الحكومية في الدول العربية تأثيرها الكبير وأصبح عليها أن تكافح من أجل البقاء في ظل المنافسة الكبيرة مع القنوات الخاصة، تبقى الأسباب الدينية هي الأكثر تأثيراً في إغلاق القنوات الفضائية حيث أغلقت أكثر من عشرين قناة في الآونة الأخيرة منها قناة الصفا والساعة والسور الكويتية وقناة الفيحاء والشرفاء وقناة البركة التي أغلقت بعد عام من إطلاقها. يشار إلى أن هناك أكثر من 300 قناة تلفزيونية موجهة للشارع العربي كما قال معهد الدراسات العربية الكندية في دراسة أعدها، موضحًا أن القنوات التي تشرف الحكومات عليها تشهد عزوفًا كبيرًا وأنه يرجع نجاح بعض القنوات الخاصة بسبب طرحها بعض القضايا التي تهم المشاهد مثل مناقشتها للأفكار الدينية واستضافتها لمشايخ شهيرين.