كل مجتمع بداخله مدينة متكاملة من التطرف والتعصب الاعمي ومن الصعب تحديد سلوكيات الإنسان حتي الان كلنا نعرف الأسباب الحقيقية التى أدت لاندلاع الاحداث الطائفية فى صعيد مصر ، ولا أحد يعرف الى اين ستؤدى هذه الحرائق الصغيرة التى تشتعل كل يوم ومن المحرك الرئيسي لها لكن نعرف جميعاً أن الفتنة الطائفية تطورت وتغيرت ملامحها ولم تعد مثل الماضي ...أخيرا احتلت مدينة نجع حمادى بصعيد مصر عناوين الأخبار في الصحف والقنوات الفضائية، فترة طويلة وصارت قبلة يتجه إليها الباحثون عن القصص الشهية والحكايات الاسطورية إثر احداث نجع حمادى التي ادت الى مصرع 6 مواطنين وإصابة 12 آخرين، عشية احتفال الأقباط بعيدهم، الأمر الذي أنعش المآسي في منطقة ظلت دوماً ملتهبة بالصراعات الثأرية، والعصبيات القبلية، ومسرحاً للعمليات الاجرامية التي توقظ الفتنة النائمة اللعبة السياسية، وتصفية الحسابات والانتخابات والمصالح والمال هو المحرك الرئيسي لتلك اللعبة القذرة التركيبة القبلية التقليدية «العرب – الهوارة» و الاقباط ، يشكلون الأغلبية الساحقة في قلب المدينة التي استوطنوا فيها بفعل العمل وضروريات الاقامة وربما لا يعلم الكثيرون أن أفراداً من قلب تلك الشريحة التي لا تنتمي الى أي من عائلات المركز وقراه، قد فاقت شهرتهم الحدود. .وعلي الرغم من انتشار التعليم في محافظات الصعيد في السنوات الأخيرة، ووصول معظم الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات، إلا أن عادة القتل والفتنة لم تتراجع عن واجهة الحياة في تلك المنطقة القاسية والمقفرة من جنوب مصر، بل إن هذا التعليم وتلك الخدمات تم توظيفها لتطوير عملية الفتنة والقتل ، وتحول المتعلمون إلى ما يمكن أن نسميه «جناحا سياسيا» لعائلات وقبائل الصعيد، حيث يقوم هؤلاء بالتخطيط وإدارة عملية القتل وما يعقبها من إجراءات قضائية أمام المحاكم، في حين يتولى الأفراد الأقل تعليما في العائلة دور «الجناح العسكري»، حيث يقومون بشراء الأسلحة وإخفائها حتى تحين ساعة «أخذ الحق» والانتقام لقتلاهم، في حين يتولى التمويل أثرياء العائلة من التجار وملاك الأراضي، كما يقوم هؤلاء بالإنفاق على أسر من يقتلون أو يسجنون في هذا المسلسل الهابط الذي لا يعلم مداه ونهايتة غير الله ..من المحرض الحقيقي الذي يدير تلك الماسي رجال متخفون وراء السلطة والمال ليس سهلاً أن ترسم صورة متكاملة لهؤلاء الاشخاص فهم محاطون دوما بسياج فولازي وبعدد كبير من الرجال الذين يحمونهم اسماء كثيرة طفت علي سطح الاحداث لا داعي لذكرها فهم لا يحبذون وضع رؤسهم امام فوهه النار فهم اما بجزر النيل كما شاهدناهم في مسلسل حدائق الشيطان أو قصور لن يستطع احد تسلق جدرانها أو يقترب منها دون إذنه أو يحصل علي كلمة الأمان منه، وإلا فإنه يمكن أن يقتل علي الفور هناك حكايات وقصص والغاز كثيرة تلك التي يعيشها أهل الصعيد يجب علي الحكومة التعامل مع ملف الفتنة بحزم اكثر في النهاية «المسيحى فى مصر غير مضطهد، ، فالمعارك بين المسلمين والأقباط مثلها مثل أية معركة مع مسلم ومسلم .. ومسيحى ومسيحى، وهو موجود فى كل أنحاء مصر فهل يعنى هذا أن مصر كلها تطرف». فهيا نمد أيدينا جميعا مسلم ومسيحي لنقضي سويا علي فتنة قد تحرقنا سويا..