استنكر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، "التدخل الأجنبي الطائفي في سوريا"، في إشارة إلى تورط "حزب الله" الشيعي اللبناني في القتال جانب القوات النظامية دعمًا لنظام بشار الأسد الموالي لإيران في المواجهات الدائرة ببلدة القصير للأسبوع الثالث. وقال الطيب في بيان أصدره الثلاثاء، إنه يتابع "بقلق بالغ الأحداث الدامية التي تمر بها سوريا الشقيقة، ويعرب عن أسفه الشديد لاستمرار تردّي الأوضاع المأساوية للشعب السوري، خاصةً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القصير المحاصرة، والتي راح ضحيتها مدنيون عزّل معظمهم من النساء والأطفال". وأعرب عن إدانته الشديدة لاستمرار سفك الدماء البريئة، ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان، وانتهاك حقوق المدنيين, والخرق الصارخ للقانون الدولي، واستنكر بشدة التدخل الخارجي بكل أشكاله وما يؤدي إليه من فتنة مذهبية وطائفية تهدّد المنطقة كلّها". وتؤكد تقارير متواترة تورط "حزب الله" في القتال في سوريا، دعمًا لنظام بشار الأسد الحليف الرئيس لإيران، ما دفع وزراء خارجية دول الخليج إلى إصدار بيان الأحد أدانوا فيه هذا التدخل وخطاب أمينه العام حسن نصر الله في 25 مايو الماضي، الذي وعد فيه "بتغيير المعادلة في المنطقة ومحاولة جرها إلى أتون الأزمة السورية وإلى صراع لا يمكن التنبؤ بنتائجه". ودعا شيخ الأزهر الشعب السوريّ لبذل كل ما يستطيعه من أجل وحدته ووحدة أراضيه، كما دعا جميع الأطراف المعنية في سوريا لوقف التصعيد الخطير حفاظًا على أرواح المدنيين، ودرءًا للمصير القاتم السواد الذي يحاول البعض جرّ المنطقة برمّتها إليه , وبخاصة ما يحدث في القصير من محاصرة وقتل وتشريد. وناشد منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية الاضطلاع بمسئولياتهما تجاه الأوضاع المتردّية في سوريا, والعمل الجاد على توحيد الرؤية في التعامل مع المعضلة السورية, وصولا إلى حلّ سلمي يوقف سفك دماء الشعب السوري الذي يهدر يوميا , ويمكّن الشعب السوريّ من تحقيق ما يصبو إليه من حرية وديمقراطية وعيش كريم.