لن أزيد كثيرًا على ما كتب وقيل منذ الإفراج عن الجنود المختطفين فجر الأربعاء الماضى، وما زالت الدهشة تنتاب الكثيرون حول هذا الملف، وما زالت الأسئلة تتردد دون وجود إجابات: كيف تم تحرير الجنود؟ ومن هم الخاطفون؟ وما ثمن تحريرهم؟ ولماذا لم يتم الإعلان أو القبض على المتورطين والمشاركون فى الحادث من قريب أو بعيد، وكأن الأمر حدث فى بلد آخر وانشغل الإخوان المسلمون حزبًا وجماعة بالحديث عن قائد معركة تحرير الجنود وبطل الحرب والسلام الدكتور محمد مرسى الذى أدار المعركة دون نقطة دماء وعرق واحدة، أنهاها فى غمضة عين بالدعوات إلى الله فهو رجل "مبروك" لا يرد الله له طلبًا ولم يكد ينتهى من الدعاء حتى تم العثور على الجنود فى الصحراء. هكذا ببساطة وكأنه ليس من حق أحد معرفة الحقيقة، فالمهم النتيجة وهى عودة الجنود. والحقيقة التى كشفتها واقعة عودة الجنود المختطفين أن الرئيس مرسى وجماعته يصرون على السير فى نفس الاتجاه وتجاهل الأسئلة التى تتردد فى الشارع يصدرون "الطرشة" للمواطنين، فليس من حق أحد أن يسأل لماذا تم اختطاف الجنود وكيف عادوا؟ المهم الاستقبال فى المطار والتقاط الصور والحديث عن إنسانية الرئيس، وكيف طبع "قبلة" النصر على وجوههم بعيدًا عن البروتوكول، واعتبار ذلك أحد أهم الإنجازات التى حققها الدكتور مرسى فى عامه الأول. كما أن حكمته فى التعامل مع الأزمة وهدوء أعصابه وبعد نظره وقوة بأسه، كانوا أحد أسباب النصر فى أرض "المعركة الوهمية" التى يعتبرونها الإخوان انتصارًا لهم قبل الرئيس، ليس لأحد فضل فى عودة الجنود سواهم، فهم الذين خططوا ووضعوا الخرائط وكشفوا السراديب، ثم نفذوا خطة الخداع الإستراتيجى. وإذا كنت من غير الإخوان فليس لك حق الكلام أو ترديد الأسئلة، فكلامك يقطر سمًا ونواياك سيئة وضميرك يملؤه الحقد عن آخره، وأنك تنكر هذا الإنجاز العظيم لأول رئيس مدنى منتخب. من المؤكد أن عودة الجنود أسعدت جميع المصريين، فنحن أبناء البسطاء خدم أهالينا وأشقاؤنا فى هذه المناطق البعيدة وهؤلاء الجنود من نفس الطينة ونشعر بصدق كلمات آبائهم وأمهاتهم. ومن المؤكد أيضًا أنه لن يتم الكشف عن مرتكبى حادث الاختطاف مهما طال الزمن، ومهما تواصلت العمليات العسكرية، فهذا سر من الأسرار الكبرى، واسألوا عن واقعة الضباط المختفين منذ أكثر من عامين دون وجود إجابة تشفى غضب أهاليهم. ومن المؤكد أننا فصيل بعيد عن الإخوان نريد أن نفهم، فهم يعتبرون الفهم رجسًا من عمل الشيطان والأسئلة تفتح أبوابًا لا يجب أن تفتح والتوضيح يفتح باب الشك والشك يفتح باب الوعى، والوعى لا يطيقون له بالاً. الدكتور مرسى اعتبر أن عودة الجنود تحققت بفضل العمل الجماعى ومشاركة جميع مؤسسات الدولة وغياب التوجهات الحزبية، وهذا الكلام جيد لا يختلف عليه أحد، لماذا لا يعتبر الدكتور مرسى هذا "الانتصار" بداية لمرحلة جديدة من إدارة الدولة فى التعامل مع الأزمات التى تواجهنا، وأن يتحدث باسم الجميع وليس باسم الإخوان فقط، وأن يشيد بكل ما يريد الخير لمصر بعيدًا عن توجهه السياسى، وألا يعتبر أن الإخوان وحدهم هم من يحملون الخير لمصر. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.